حمدي رزق
«فيها حاجة حلوة حاجة حلوة منا
حاجة كل مدى تزيد زيادة فيها أنا».
كلمات المبدع «أمير طعيمة» بألحان العبقرى «عمر خيرت»، وبصوت مصر «ريهام عبدالحكيم»، تلخص حفل تخريج طلاب أكاديمية الشرطة «أمس».. فيها حاجة حلوة.
على شوق، وعلى مدد الشوف، ننتظرها من العام إلى العام، عطر حفلات التخرج من الأكاديميات العسكرية والشرطية، غبطة وسرور تعبق الأجواء بعطر فواح، طقس مصرى دافئ يُنعش النفوس، يشيع الأمل في المستقبل.
تخريج أجيال شابة، كلها فتوة ووطنية وولاء وانتماء، تخريج جيل من بطن أمة عظيمة، ليحمل الراية خفاقة، جيل تربى في أرقى المدارس الوطنية، مصانع الرجال، أكاديميات «خير أجناد الأرض».
جيل ورا جيل يتسابقون في سبيل المجد، مجد أمة عظيمة، أجيال تربت على الفداء، وجُبِلت على طلب النصر، وتتوق حبًا إلى الشهادة.. وصوت طيب الذكر «محمد نوح» متوهجًا بالفخار، «إن كان في أرضك مات شهيد في ألف غيره بيتولد..»، ومدد مدد مدد مدد
شدى حيلك يا بلد.
توالى حفلات التخريج (شرطة وجيش) في شهر النصر، «أكتوبر المجيد»، فأل حسن، يهبنا أملًا، نبصر الطريق ممهدًا، وكما وُلد النصر العظيم من رحم المعاناة، حفلات التخريج تترجم ولادة جيل، يتسلم الراية لتظل خفاقة.
الحكمة في حفلات التخريج، مصر ولَّادة، جيل يُسلم جيلًا، مؤتمنون يسلمون مؤتمنين، إنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ، والوطن أمانة، والقسم عهد وميثاق غليظ، حفلات التخرج تجدد القسم، كتجديد الوضوء.. طهارة، تجدد العهد، وتغلظ القسم، قسم غليظ، عندما يقسم خير أجناد الأرض، قسم لو تعلمون عظيم.
قسم يُزلزل الجبال، قسم تهتف به حناجر خريجى الكليات العسكرية والشرطية في موعد معلوم من كل عام، في أسبوع التخريج الذي يتحرق إليه شوقًا شباب نذروا حيواتهم فداء للوطن.
شهدنا صورة بهية منه أمس في أكاديمية الشرطة بحضور الرئيس، وكلماته ووصاياه للخريجين، ويكتمل البهاء بحفل الكلية الحربية تاليًا.. وتتوالى الحفلات العسكرية تحمل البُشريات مرصعة نجومًا على أكتاف جيل جديد.
حفلات التخريج السنوية طقس مصرى حميد، منعشة هذه الأجواء الشبابية الحماسية، أيام فاخرة من أيام مصر الطيبة، التخرج في الكليات العسكرية والشرطية بجدارة رصيد إضافى لمنعة الوطن الغالى.
فيها حاجة حلوة، يرسمون لوحات وطنية رائعة بالعرق والجهد والإخلاص، وشباب زى الورد المفتح يؤدّون القسم أمام الرئيس، عهد وفاء، وفرحة ما بعدها فرحة تعم عائلات الخريجين، وزغرودة بطعم السكر المكرر من الأمهات اللاتى أحسنّ التربية، في المحروسة وفى قعور البيوت يربون أسودًا تزأر تحمى العرين.
جد تحس أن مصر كلها فرحانة بشبابها، مصر الحلوة مرسومة في عيون أم تنط منها الفرحة، ما شاء الله تعبت وسهرت وربت وكبّرت وقدمت للوطن بطلًا والنجمة الذهبية تبرق على أكتافه.. وأنا «أم البطل».. وإن كتب الله عليه الشهادة تهتف أنا «أم الشهيد»، وتزفه إلى السماء عريسًا بجناحات بيضاء.
الاحتفاء والحفاوة بيوم التخرج من أيام الفخار الوطنية، يرسمه القادة والصف والجنود في كليات القمة العسكرية والشرطية بأناة وصبر كلوحة فنية في برواز قشيب، ويتطلعون إلى هذا اليوم من كل عام، ليزفوا شبابهم إلى الشعب، أقرب لحفل زفاف جماعى بهيج، والعروس حلوة الحلوين.. الجميلة مصر.
نقلا عن المصرى اليوم