د. أمير فهمى زخارى المنيا
هل تعاني عادة من آلام غامضة ومتكررة في البطن؟ هل تكثر عندك الغازات؟ هل تجد صعوبة وعدم ارتياح أثناء التبرز؟ إن كان كذلك فربما تعاني من القولون العصبي.. فما هو القولون العصبي؟ وكيف نتجنبه …
ما هو القولون العصبي:
هو حالة يتفاعل أو يتعامل فيها الجهاز الهضمي للشخص بطريقة غير طبيعية لأنواع محددة من المأكولات أو المشروبات أو عند تعرض الشخص لبعض الحالات النفسية فينتج عن هذا التعامل الغير طبيعي للجهاز الهضمي أعراض مثل انتفاخ في البطن وكثرة الغازات وآلام غامضة ومتكررة وإسهال أو إمساك.
وحالة القولون العصبي هو مرض وظيفي مؤقت ومتكرر للجهاز الهضمي وليس بمرض عضوي.
أسباب القولون العصبي:
=التدخين.
= شرب الكحول.
= بعض الحالات النفسية التي يكون فيها الشخص قلق أو مكتئب أو حزين.
= بعض المأكولات والتي يختلف نوعها من شخص إلي آخر ومن هذه المأكولات الفلافل؛ الشطة الحارة الخضراوات الغير مطبوخة كالخيار أو الفجل؛ الفول؛ العدس وشرب القهوة.
= التغيرات الهرمونية: تؤثر التغيرات الهرمونية على القولون العصبي بشكل كبير خاصة لدى النساء أثناء فترة الحيض، ما يظهر الأعراض بشكل كبير ويزداد الانتفاخ وآلام البطن.
أعراض وعلامات حالة القولون العصبي
• ألم في البطن متكرر ومفاجئ مصحوب بالرغبة في التبرز وعادة ما يذهب الألم بالتبرز.
• تغير في حالة التبرز الطبيعي إما بإسهال أو إمساك.
• ظهور غازات عبر الفم والشرج.
• انتفاخ بالبطن وأحيانا تقلصات مسموعة.
• عدم الارتياح أثناء التبرز والإحساس بعدم التبرز الكامل.
• الألم يزيد عند وجود ضغط وتوتر نفسي وبعد نحو ساعة - ساعتين من تناول الطعام.
• الشعور بمراره في الفم.
• الشعور بامتلاء المعدة.
النساء أكثر إصابة من الرجال:
النساء اكثر إصابة من الرجال بنسبة الضعف إلى ثلاثة أضعاف وربما كانت المشاعر المرهفة للمرأة وسرعة تقلبات مزاجها والجانب النفسي لها سبب في ذلك.
كيف نفهم القولون العصبي؟
عندما يأكل الإنسان يمر الطعام على طول الجهاز الهضمي من الفم وحتى المستقيم بصورة منتظمة وبسرعة معتدلة والمسؤول الأول عن انتظام واعتدال سرعة مرور الطعام في الجهاز الهضمي هي العضلات المحيطة بالمعدة والأمعاء الدقيقة و الأمعاء الغليظة (القولون) تلك العضلات التي تعمل كدليل مخلص و ماهر في قيادة الطعام على طول الجهاز الهضمي دون تسرع أو إبطاء قيادة منتظمة حتى يصل الطعام إلى الأمعاء الدقيقة حيث تمتص معظم مكونات الغذاء المفيدة إلى الدم وما تبقى يكمل رحلته إلى الأمعاء الغليظة حيث يمتص فيها الماء وبعض الأملاح الأخرى وما تبقى يكون على شكل براز حيث يكمل رحلته إلى المستقيم ومن ثم إلى خارج الجسم عبر فتحة الشرج أثناء عملية التبرز .
ماذا يحدث في حالة القولون العصبي؟
في حالة القولون العصبي فان حركة عضلات الجهاز الهضمي وخاصة التي تحيط بالقولون (الأمعاء الغليظة) تكون غير طبيعية حيث تكون حركة هذه العضلات عشوائية وسريعة جدا وعندها يكون البراز مائي مثل الإسهال وذلك لان الطعام لم يأخذ وقته الكافي في الأمعاء الغليظة حتى يتم امتصاص الماء منه ، وقد تكون حركة العضلات بطيئة جدا فيحدث عندها الإمساك حيث يكون الطعام قد اخذ وقتا طويلا في القولون مما جعل امتصاص الماء كثيرا فيصبح البراز صلبا ولا يخرج إلا بصعوبة أثناء التبرز .
علاج أمراض القولون:
1- العلاج الغذائي
هنالك مجموعة أخرى من المنتجات الغذائية المعروفة كمسببه للشعور بالغازات والانتفاخ لدى الكثير من الناس. قائمة جزئية تشمل الأطعمة التالية:
• منتجات الألبان، بما في ذلك الحليب والجبن.
• بعض الخضروات التي تزيد من الغازات، مثل: القرنبيط والبروكلي والكرنب ، والبقوليات كالفاصوليا.
• الأطعمة الدهنية أو المقلية.
• الكحول أو الكافيين أو الصودا.
• الأطعمة الغنية بالسكريات.
• المحليات الصناعية.
• مضغ اللبان.
• المكسرات.
يمكن محاولة تجنب تناول المنتجات الغذائية المختلفة لفترات قصيرة ومحاولة عزل عامل محدد والذي قد يكون لدى شخص معين هو العامل المهيمن بتأثيره السلبي.
ما هي التوصيات؟
= اتباع نظام غذائي غني بالألياف: الألياف الغذائية تساعد على منع الإمساك، ولكنها قد تزيد حدة الإسهال والغازات، لذا يفضل تناولها بكميات صغيرة ثم زيادة الجرعة تدريجياً.
= زيادة الشرب (بالأخص الماء): ينبغي شرب 8 الى 10 أكواب من السوائل يوميا. لا ينصح بشرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو المشروبات الغازية.
2- تغيير نمط الحياة
هذا الأمر يتضمن اتباع النصائح التالية:
= تناول وجبات منتظمة وثابتة: الوجبات الصغيرة المتعددة على مدار اليوم قد تخفف من الإسهال، الوجبات الكبيرة والغنية بالألياف تخفف من أعراض الإمساك.
= ممارسة النشاط البدني بانتظام: لتنظيم نشاط الأمعاء وكذلك لتخفيف التوتر النفسي.
= تجنب التوتر النفسي قدر الامكان: إذا كان التوتر قائما بالفعل فيجب محاولة علاجه بواسطة العلاج النفسي، علاجات الاسترخاء المختلفة أو علاج ردود الفعل الحيوية.
3- العلاج الدوائي
إذا كان النظام الغذائي وتغيير نمط الحياة ليس كافيا، فأحيانا تكون هناك حاجة للعلاج الدوائي. العلاج الموصى به يتغير تبعا لأعراض المرض:
= مضاد للتشنجات: في حالات تشنج القولون يعطى علاج دوائي مضاد للتشنجات والذي يؤخذ في موعد قريب من تناول الوجبة.
= مضادة للإسهال: في حالات الإسهال تعطى أدوية مضادة للإسهال.
= دواء يشجع نشاط القولون: في حالات الإمساك يعطى علاج بالألياف الغذائية، وإذا لم يساعد هذا العلاج فقد تمت الموافقة مؤخرا في بعض الدول على استخدام يشجع نشاط القولون.
= مضادات الاكتئاب: إذا كان المريض يعاني أيضا من القلق أو الاكتئاب، فالعلاج بمضادات الاكتئاب يخفف بشكل ملحوظ من الأعراض.
4- مشروبات اعشاب:
الكمون – البابونج – الكراويه – اليانسون – الشمر – الزنجبيل .
علاقة اضطرابات القولون بالمثانة:
- لقد تحدث العديد من الأطباء عن مدى تأثير مشاكل القولون على المثانة ومن أبرز ما تم التأكد منه أن القولون موقعه خلف مكان المثانة وهذا من أول عوامل التأثير على عمل وصحة المثانة.
- وهذا لأن القولون العصبي من فرط التأثير عليه يعمل على ضغط المثانة وبهذا يشعر المريض بالحاجة إلى التبول عدة مرات مع الإحساس بآلام شديدة في المثانة، وعلى هذا لابد من علاج مشكلة القولون بشكل سريع حتى لا تؤثر على الجهاز البولي في الجسم.
عوامل أخرى لتأثير القولون على المثانة:
1- عند حدوث مشكلات الإمساك التي تبدأ من عدم قدرة الأمعاء أو القولون على إخراج البراز فهذا يتسبب في ضغط مباشر على المثانة وبعض الأعضاء الأخرى وعلى هذا لابد من علاج عسر الهضم ومشكلات الإخراج الأخرى حتى لا تتأثر المثانة.
2- عند الإصابة بالانتفاخ في المعدة والأمعاء هذا يتبعه ضغط قوي على المثانة مع زيادة الغازات وبهذا يكون تكرار مرات التبول والكثير من الآلام.
3- يوجد بعض أنواع البكتيريا التي تنتقل من خلال عمليات الإخراج بدون اهتمام يتبعها مشاكل التهاب المثانة فيشعر المريض بآلام شديدة في المثانة ومجرى البول.
يؤثر القولون بشكل كبير على المثانة في الرجال أكثر من النساء وهذا لأن لدى النساء يوجد الرحم بين القولون والمثانة لهذا تظهر أعراض مختلفة إلى حد ما ولكن في حالة الإصابة بالقولون العصبي فهذا يتسبب في ضغط كبير على الرحم والمثانة فتشعر المرأة بآلام حادة أسفل البطن وأسفل الظهر أيضا ولكن الرجل تكون الآلام حادة في منطقة الجنبين.
الفرق بين عسر الهضم والقولون العصبي:
- عسر الهضم والقولون العصبي يمثلان نفس الكينونة المرضية التي تسمى الأمعاء المتهيجة.
- ونتيجة لذلك، تم إجراء دراسة لتحديد مدى شيوع كل متلازمة ومدى تداخلهما معًا، والتي بالفعل أظهرت أن 70% من مرضى القولون العصبي يعانون من عسر الهضم أيضًا، كما أن 43% من الأشخاص الذين لديهم عسر الهضم كانوا يعانون أيضًا من القولون العصبي.
- إن عسر الهضم مصطلح يصف الانزعاج أو الألم الذي يحدث في الجزء العلوي من البطن، فهو عبارة عن مجموعة من الأعراض وليس حالة مرضية بحد ذاتها.
حيث يشعر معظم الأشخاص الذين يعانون من عسر الهضم بألم وعدم ارتياح في المعدة أو الصدر، غالبًا ما يكون بعد وقت قصير من تناول الطعام أو الشراب، مما يجعلهم يشعرون بالشبع وعدم الارتياح أثناء الوجبة، حتى لو تم تناول كمية صغيرة منها.
- يعد القولون العصبي أحد أسباب الإصابة بعسر الهضم، بالإضافة إلى عدد من الأمراض الأخرى التي تشمل قرحة المعدة والارتجاع المعدي المريئي والتهابات المعدة والتهاب البنكرياس المزمن ومرض الغدة الدرقية.
# الراحة النفسية والاهتمام بالاجازات والاكل الصحي الخفيف واللجوء الى الله أولا وأخيرا ... أحسن علاج للقولون العصبي ...
أتمنى لكم الصحة والعافية ...
د. أمير فهمى زخارى المنيا