حمدي رزق
لفتنى التمثيل الرمزى لخريجى الكليات المدنية فى الجامعات المصرية فى حفلات تخريج إخوانهم فى الكليات العسكرية والشرطية، تمثيل رمزى جميل يغرى بالمزيد..
طقس حفلات التخرج الراقية فى القوات المسلحة والشرطة يفخر بها كل مصرى مخلص للعَلَم والنشيد، تغرى بالتمنى على الدكتور «أيمن عاشور» وزير التعليم العالى والبحث العلمى، ترتيب حفل تخريج راقٍ بطقوس فاخرة للمتفوقين من خريجى الكليات المدنية (طب وهندسة، وآداب، وعلوم، و.. ).
الأوائل يجتمعون فى يوم معلوم، فى جامعة القاهرة أقدم جامعات الشرق، ليكرمهم الرئيس ويقلدهم أنواط التفوق ويعلن نجاحهم على العالم كله، جزاءً وفاقا على الجهد والتحصيل وارتقاء الصفوف.
حفلات التخرج العسكرية والشرطية نموذج ومثال للضبط والربط والانضباط، ألق، وأناقة، وفخار، يرسلون سنويًا رسالة بعلم الوصول إلى عموم الشعب العظيم: هنا مصانع الرجال، تعمل بكامل طاقتها لتخريج خير أجناد الأرض.
الجامعات المدنية كالعسكرية صنوان، مصانع الرجال السمر الشداد، يد تبنى بالعلم ويد تحمل السلاح.. بالعلم.
نتشوق لرؤية مشاريع تخرج مصرية ملهمة، أطباء ومهندسين وباحثين، تكتمل الولادة الجيلية.. تجسيدٌ لتكامل الأدوار بين ما هو عسكرى وما هو مدنى.. بين مَن هم يحرسون الحدود ويذودون عن الأرض المقدسة ومَن يرفعون البناء عاليا.. طرق وأبراج ومصانع ومزارع وتكنولوجيا مستحدثة ومستشفيات وبحوث علمية وطبية.
دعونا نرَ علماء المستقبل فى حضرة الرئيس، والشعب شاهد عليهم، وأحمل أمنية طيبة من الدكتور «على السلمى» نائب رئيس الوزراء الأسبق إلى وزير التعليم العالى بأن يرى مثل هذا الاحتفال الجميل لخريجى الكليات المدنية عاجلا ويفتخر بهم كما يملؤه الفخار بتخريج الكليات العسكرية والشرطية.
رسالته على «الواتس» ألهمتنا كتابة هذه السطور المعبقة بالأمانى العذاب، وأزيد الدكتور «السلمى»- أطال الله فى عمره- بأنه سيكون يوم فخار يضاف إلى أيام الفخار المصرية. اللهم اجعل أيامنا جميعها أيام فخار.
وليته يكون فى يوم تأسيس جامعة القاهرة (فى ٢١ ديسمبر ١٩٠٨)، وإن تعدّوا تواريخ المجد التعليمى الوطنى لا تحصوها، كل تاريخ من تواريخ «الجامعة الأم» يحمل رسالة، وكل رسالة تحمل معنى، الوفاء أولًا، وثانيًا رسالة العلم والعلماء، والدكتور «محمد عثمان الخشت» رئيس جامعة القاهرة، أكثرنا علمًا بتواريخ الفخار فى جامعتنا العريقة.. ويقينًا، سيكون حادبًا على مثل هذا الحفل المرتقب.
أعرف أن «عيد العلم» يحلّ سنويًا مباركًا فى (١٧ أغسطس) من كل عام منذ (العام ١٩٤٤)، وليته يتحول هذا العام إلى حفل تخريج للطلاب واحتفاء بالعلماء.
أقلّه يقتدى الطلاب فى عموم الوطن بالعلماء، ويتدارسون ما تيسر من سيرة النوابغ الذين توفروا على العلوم جميعا، ففتح الله عليهم بقبس من نوره الكريم، سبحانه العليم الخبير، قال تعالى «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» (فاطر: ٢٨).. وفى هذا ثناء من الله سبحانه على العلماء، وبيانٌ لِعظَم منزلتهم ولِعظَم فضلهم على الناس، فخشيتهم أكمل، ورسالتهم فى عمران الأرض تكليفٌ من السماء.
نقلا عن المصري اليوم