حمدي رزق
أعجبنى منشور لذيذ، يقول صاحبه على لسان نجم مصر «محمد صلاح»، وصورته فى مواجهة المهاجم النرويجى الرهيب «هولاند»: «إذا كنت أنت من النرويج.. فأنا من نجريج»!!.
منشور لطيف جمع إعجابات كثيفة، لسان حال الطيبين، يعبر عن روح مصرية محبة لصلاح، وتراه الأفضل عالميا.
المنشور يلخص ببساطة ما حدث فى مباراة قمة الدورى الإنجليزى بين ليفربول صلاح، ومانشستر سيتى هولاند، بين ابن نجريج، وابن النرويج، كلاهما رهيب، ولكن صلاح تفوق وسجل وفاز بلقب «رجل المباراة».
صلاح يرد بقوة فى الملعب على «عواجيز ليفربول» المعتزلين الذين طالبوا طوال أسابيع مضت بإخراجه من الملعب، وشككوا فى قدراته وإمكاناته، وحطوا عليه جماعة.
معلوم صلاح يحطم أرقامهم تباعا، ويمحق أساطيرهم المرسومة فى سجلات ليفربول، صلاح اسْتِثْنائىّ، غير عادى، كلما حطوا عليه نقدا، وأوسعوه إحباطًا، حط عليهم بقسوة، يخرسهم.
صلاح يرد فى الملعب، تخاصمه الكرة كثيرا، وتتمنع، ولكنه مروض بارع، يروضها فى الأخير ويضعها فى المرمى منتزعًا آهات الجماهير.. على إيقاعات أغنية «مو صلالالا».
صلاح فى ليفربول صانع السعادة، وفى مصر فرحة وغبطة وسرور، يهبنا لحظات جميلة، تفخر وأنت جالس فى مقعدك منتشيا بإبداعات صلاح، وأين فى «أنفيلد»، عرين الريدز، وفى أكبر المواعيد الكروية حاضر دوما.
الكبير كبير، وصلاح كبير رغم أنف المشككين، والحاقدين، كلما اشتدت الحملة عليه، كلما ازداد تألقا، كالجوهرة الثمينة، ثمنها فيها، وصلاح ثمنه فيه، ويثبت كل يوم أنه رقم صعب فى أعتى الدوريات الأوروبية.
من يقارنون صلاح برجل الفضاء «إرلينج براوت هولاند»، يظلمون صلاح، هولاند وراءه فرقة تضعه فى حلق المرمى، صلاح يعانى فى اقتناص الكرة، قناص ماهر، يصيد الكرات الطائشة ليصنع منها أهدافا حاسمة وفى الأوقات الصعبة يحدث الفارق.
سحر الفرعون مخبوء دوما، جراب الحاوى فيه حكاوى، تخرج منه مفاجآت سارة جدا، كانوا ينتظرون هولاند فى مباراة الديربى (ليفربول/ السيتى)، فاجأهم صلاح من حيث لا يدرون.
مقارنة ظالمة بين صلاح وهولاند، ولكن صلاح كان حاضرا، وسجل، وكان جد خطيرا على المرمى، كان دفاع السيتى مرعوبا من خطورة صلاح، ورغم تحسب «جوارديولا» ثعلب السيتى الرهيب لاختراقات صلاح اليسارية، لكنه كسر الحصار المفروض عليه، بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، وأفلت وسجل، عادة يستمتع بالتسجيل فى السيتى.
أبومكة يعرف الطريق إلى المرمى سالكا، وإذا كان المزاج رائقا، ترى عجبا، صلاح فى ليفربول نجم الشباك، ومعبود الجماهير، جماهير The Reds تعشق صلاح، وتعوضه بالحب عن نكران أقلية من جوقة المعتزلين التى تسومه سوء العذاب بعد إخفاقه فى مفتتح الدورى الإنجليزى، يرد بثلاثية خارقة للزمن، وهدف حاسم فى مرمى السيتى، هناك حالة نكران تظهر أحيانًا لما قدمه صلاح طوال مشواره مع الريدز.
فارق ثقافى، جماهير ليفربول فى ظهر صلاح، تدفعه إلى الأمام، هكذا يكون الدعم النفسى المعتبر لنجم كبير، ومستوجب دعم مماثل وأكثر حميمية لابن مصر المخلص، صلاح مزاجه مصرى، ويعتدل المزاج برضاء الجماهير المصرية العظيمة عنه.. هو فيه كام صلاح فى مصر؟!.
نقلا عن المصرى اليوم