إعدلد/ ماجد كامل
ارتيط الانبا غريغوريوس  بالكلية الاكليركية ارتباطا شديدا منذ فجر شبابه حتي أن أخد الخدام النشطين قد ذكر ذات  مرة  في احدي الاحتفالات الخاصة بتكريم الانبا غريغوريوس "لو أردنا تحليل دم الأنبا غريغوريوس لوجدنا يتكون من كرات دم حمراء وكرات دم بيضاء والكلية الإكليركية "  وعندما كان يعرض أي  مناصب كهنوت أو أسقفية كان يرد ويقول " لا أريد ان أبعد عن الإكليركية " أما عن علاقة   نيافته  بالكلية الاكليركية ؛ فلقد قدم نيافته تقريرا وافيا للاستاذ حبيب جرجس  في يوم 2 فبرابر 1939 من سبعة أبواب وخاتمة ؛وكل باب يتكون من أربعة فصول ؛فلقد جاء الباب الاول  بعنوان "الطلبة " والباب الثاني بعنوان "المنهج الدراسي " والباب الثالث بعنوان "الخريجون " والباب الرابع بعنوان "المدرسون " ؛والباب الخامس بعنوان "الإدارة " والسادس يعنوان "الخدمة " والسابع بعنوان" البناء " . ثم الخاتمة .

وفي 13 ديسمبر 1939 ؛قدم نيافته مذكرة لأعضاء المجلس المللي العام بعنوان "الأكليركيون ومستقبلهم " مكونة من سبعة فصول بيانهم كالتالي :-
1- الفصل الأول :- الإكليركي والحياة العملية .
2- الفصل الثاني :_ الإكليركي وعمل الوعظ .
3- الفصل الثالث :- الإكليركي والجمعيات القبطية .
4- الفصل الرابع :- الإكليركي والتدريس في المدارس القبطية والحكومية .
5- الفصل الخامس :- الإكليركي والخدمة الكهنوتية .
6- الفصل السادس :- الإكليركي والمجالس الملية  .
7- الفصل السابع :- الإكليركي وأحواله المعيشية .

ولقد أقامت الكلية الإكليركية بمهمشة احتفالا كبيرا بمناسبة مرور 50 عاما علي تأسيس الكلية الإكليركية ؛ وكان ذلك بتاريخ 29 نوفمبر 1943  .

وعندما تم تعيينه مدرسا بالكلية الإكليركية  ؛ أهتم نيافته بتطوير وإضافة مناهج جديدة الي الكلية نذكر منها :- ( الفلسفة المسيحية بالكتابة عن اعلامها مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وأعلامها أثيناغوراس- بنتينوس – كليمندس السكندري – أوريجينوس . ومن الفلسفة الغربية المسيحية كتب عن القديس أوغسطينوس ؛ كما كتب مذكرات في الفلسفة اليهودية والرواقية والوجودية والاشتراكية في المسيحية . وفي مجال اللاهوت الأدبي كتب مذكرة ضخمة عن الضمير ؛وفي اللاهوت المقارن كتب عن الأيبونية والنيقولاوية  والغنوسية  والأبولينارية والأريوسية  والنسطورية والأوطاخية ...... الخ . كما كتب مذكرات وكتب عن لاهوت السيد المسيح .  

وبعد ظهور مجلة مدارس الأحد في عام 1947 ؛ خص نيافته بمجموعة من المقالات الهامة  بعنوان "هذه مطالبنا في الإصلاح" وكان أول مقال بتاريخ 7 ديسمبر 1948  حدد فيه مطالبه في الإصلاح في ( أساس الإصلاح هو الراعي الصالح – هيئة تدريس ممتازة- طلبة موثوق بهم ومستقبل مضمون للخريجين- مجلس خاص لإدارة الإكليركية- توحيد منابع الثقافة اللاهوتية –شهادة الإكليركية لازمة لكل راع ) وفي نفس العدد نشر مقالا آخر بعنوان "الإكليركية ضرورة " وفي عدد شهر بناير 1949 نشر مقالا بعنوان "الإكليركية ضرورة تاريخية " .

ولقد أقيم أحتفال كبير بمناسبة مرور 64 عاما علي تأسيس الكلية الإكليركية في يوم 29 نوفمبر 1957  ؛قدم فيه نبافته تقريرا وافيا عن الإكليركية في 10 صفحات ذكر فيه نيافته أقسام الكلية ومواد الدراسة وقسمها الي سبع مجموعات هي ( علوم الكتاب المقدس – العلوم اللاهوتية – العلوم الكنسية – الدراسات الفلسفية والإجتماعية والطبيعية – الدراسات النفسية والتربوية – اللغات " .

ولقد حدد آماله  وأمانيه في تأسيس معهدين مدة الدراسة بهما سنتين  بعد  التخرج من الإكليركية :- المعهد الأول هو معهد القانون الكنسي يؤهل الخريجين منه العمل كوكلاء للشريعة . أما المعهد الثاني فهو معهد المرشدين للتوسع في وظيفة الإعتراف في كنيستنا .

وكان من أحلامه أيضا تأسيس فصول للتدريب الخريجين القدامي لوصل ثقافتهم القديمة بالحالة الحاضرة . وذكر من بين أحلامه أيضا تأسيس صحيفة للإكليركية ودستور للقانون الكنسي .

وفي 29 نوفمبر 1959 ؛قدم نيافته تقريرا شاملا في 21 صفحة  عن تطوير الكلية الإكليركية .  

وعند أفتتاح مبني الكلية الإكليركية الجديد مساء يوم الثلاثاء الموافق 31 يناير 1961 ؛ألقي نيافته كلمة بعنوان " قداسة البابا كيرلس والكلية الإكليركية " .

وفي 1 ديسمبر 1964 ؛قدم نيافته تقريرا وافيا عن الإكليركية  في 9 صفحات  ؛ذكر فيها من أمانيه أن يكون بالكلية دراسات عليا للاهوت وعلوم الكنيسة للحصول علي درجتي الماجستير والدكتوراة . وإعداد موسوعة جديدة في القانون الكنسي  في تبويب جديد يتناسب مع زماننا الحاضر ومشكلاتنا واحتياجتنا ؛وأيضا إعداد هيئة تدريس من علماء متفرغين منقطعين للبحث العلمي ؛يملأون أذهان الطلبة بالعلم ؛ويؤلفون الكتب ؛ويقودون الحركة العلمية في الكنيسة .

والجدير بالذكر أن الأنبا غريغوريوس لم يقتصر دوره في تطوير المناهج النظرية فقط ؛ بل امتد الي الرحلات والزيارات الميدانية للمواقع الأثرية قام فيها باصطحاب الأساتذة والطلبة إلي هذه الأماكن ؛نذكر منها زيارة الأقصر وأسوان وكانت في شهر فبراير 1962 . وزيارة لمنطقة آثار تونة الجبل وكانت بتاريخ 27 نوفمبر 1964 . ودير القديس العظيم الأنبا انطونيوس بتاريخ  17 مايو 1965  وزيارة دير طموة بالجيزة  في 13 نوفمبر 1965 .  وزيارة دير  السيدة العذراء بالمحرق في  13 يناير 1966 . تليها مباشرة زيارة دير القديس  سمعان الأسواني الشهير بالأنبا هدرا خلال الفترة من 15- 19 يناير 1966 . وزيارة دير القديس العظيم أبو مقار بتاريخ 14 ديسمبر 1968 .

وبعد فهذ تقرير مختصر ولكنه شبه وافي عن الأنبا غريغوريوس وجهوده في نهضة وتطوير الكلية الإكليركية  ؛ فلقد كان بحق إكليركيا لا غش فيه .