القمص يوحنا نصيف
- 3 -  البوليس يبحث عن ملاك
    في يوم ما سنة 1974م، في شارع ابن رباح بالحضرة البحريّة رقم 10، كانت تقف أربع بنات في بلكون في الدور الخامس.. منهنّ "آمال روفائيل" 14 سنة، و"فريال أبادير" 18 سنة.

    وفي الساعة السادسة إلاّ الربع مساءً، وقعت البلكون فجأة، ووصل الخبر لأمّ فريال، وكانت في اجتماع روحي، وقالت لها زميلاتها: لا تخافي مادُمتِ في الاجتماع. ولمّا وصلَت البيت، وجدَت "فريال" صحيحة تشكو من جزع في رِجلها، ولم يحدث لها شيء.. أمّا "آمال" فقالوا أنّ عندها ارتجاج في المخّ، وكانت تردّد بعض الكلمات.

    وفي محضر البوليس قالت أنّها وقعت، و"ملاك" كان واقفًا تحت البيت، وحملها على ذراعيه.. وأمرَت النيابة بالبحث عن "ملاك" كشاهد للحادث، ولكن عبثًا لم يجدوا ولا واحد في شارع ابن رباح اسمه "ملاك".

    وبعد بضعة أيّام أفاقت "آمال" تمامًا، وقالت لهم وهي في المستشفي:
"إنّه ليس إنسانًا اسمه ملاك، ولكنْ الملاك بتاع ربّنا"..!

    ألا تعلَم يا ابني المبارك أنّ لكلّ واحد مِنّا ملاك خاصّ (حارس) يحرسه دائمًا، كقول المزمور: "ملاك الربّ حالٌ حول خائفيه وينجّيهم" (مز34: 7).
وعندما يعتمد الطفل في المعموديّة، يقول الكاهن: لتصحَب حياته ملائكة النور، ليخلّصوه من مؤامرة المضادّين.

    من أجل ذلك، تحتفل الكنيسة كلّ يوم 12 من الشهر القبطي، بالملائكة ورئيسها الملاك ميخائيل، الذي يحرس كنائسنا وعائلاتنا وبيوتنا وحياتنا، كما كان دانيال أثناء صومه (دا10).

    فهل يا ابني العزيز أنت بتعمل تمجيد كلّ ليلة 12 في الشهر القبطي، أمام صورة الملاك، في منزلك أو في الكنيسة؟
    إنّ الملاك يرفع صلواتك للسماء، ويحرسك (مز34)، ويدفعَك للتوبة (لو15).

    من أجل ذلك، نحن نشكرهم، ونطلب صلواتهم، ليرفعوها مع البخور أمام المذبح الإلهي في السماء (رؤ5: 6).
القمص بيشوي كامل
(هذه المقالة تمّ نشرها في مجلّة "صوت الراعي" - عدد أبريل 1975م)
+ + +
بالمناسبة، غدًا ليلة العيد الشهري لرئيس الملائكة الجليل ميخائيل، بركة شفاعته وبركة صلوات أبينا القمّص بيشوي كامل'>القدّيس القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.
القمص يوحنا نصيف