Oliver كتبها
-تنفطم الروح عن الجسد.تنسلخ من كل ما تعرف. تهرب ظلمة الأرض ولا يحتسب نورها نوراَ. تعيش لقاءاَ لم ترتبه و لا تصورته.تتهاوى الآلام بعيدا و يصير جسدك ليس جسدك.يدخل فمك روح صلاة فتتحسسه و تتلذذه و تنكتب فى قلبك لغة الروح.لغة ليست من الحروف تتركب بل مما لا وصف له.لغة حياة.الأفكار منها متجسمة.الأشواق فيها ترتسم على الكيان.تنسكب عليك السمائيات بوفرة فتحيا حينها أبديتك قبل أوانها..حينها تصلى.
- حين يتلجم الفم.تتغرب اللغات.تفر الكلمات بعيداً.يخلو العقل من كل شيء و شيء كاللهيب يأكل الداخل.تفرغ العين من ذاكرتها.تنظر كمن يتعلم البصر من جديد.حين تقوى عليك يد السكون المدهش.تكتسى بسلام الله وحده.تصبح محبته عقيدتك الوحيدة.تصير كل كلمة تنظقها مركبة سمائية تعلو بك و تأخذك إلى حيث لا تعرف.تسمع صوتك لأول مرة و ليس ككل مرة.حينها تصلى.
- تخرج من الزمن.تتساوى الثوانى و الساعات.يجتاحك ما لا يحتاج عقل بشر إذ ينفتح الكيان على غير الموصوف.تندمج بصلاة فى صلوات الملائكة فلا حاجزبينك و بينهم.حينها لا ترغب فى الرؤى و لا تستهويك المناظر بل تكون كل الميول نحو حبيبك فتحب فيه كل شيء و تتسامح مع كل شيء..
-تستيقظ كل الحواس الروحية.يتعطر الكيان برائحة المسيح الزكية فتصبح أنت نفسك بخوراً مقبولاً.. تجد صلاتك تخرج عن كل صلاة عرفتها من قبل.تتغرب التعريفات و النظريات و شروحات الناس و تكون فيك طبيعة جديدة راسخة و لسان الإنسان الجديد يصير مسموعاً.تختبر الإتحاد بالله و تنظره و تحياه و تعشقه.تصلي و أنت لا تصلي.تتكلم و أنت لا تعرف كيف نطق القلب بما تسمعه لأول مرة.تحاصرك أشواق و أفكار علوية فتنطلق منتشياً فى بحر البلاغة السمائية لتعرف أنك لا تصلي من نفسك و تتيقن أنك لا تصلى وحدك.
- تصلي مثل من يخوض فى جميع تيارات و لجج القدير.تبتلعك الفضائل و تبتلعها.تصنعك سبيكة سمائية.من الخارج كساؤك النعمة و من داخل فيض الروح.لا تطلب شيئا و لا تتمنى شيئا بل ترجو البقاء حيث أنت فى هذا الحضور الإلهى تختبر كمال الحب من كل القلب.يأتيك من مجد العرش أمراً و الأرض من تحتك ترتجف.حينها تصلى.
-يجتمع فى صلاتك كل الناس .تحتشد حولك ملائكة.تتشاركك الأرواح.يتحد المتغربون و يقترب البعيدون و من الدروب يترنمون بنفس ترنيمتك.كأنك تتفق معهم على صلاة لم تتفق عليها .يجتاز فيك روح صلاة و روح محبة فتظل يحملك الشكر إلى حيث لا تحلم.
-تتمشى فى صلاة لا نهاية لطريقها.روحك تسير معها بلا تعب.و الليل كالنهار و البرد كالدفء و أنت رغم كل شيء تتمتع.حينها تصلى.
-ينصهر الفكر فى السمائيات.يذوب فى شوق لا نهائى و الملكوت حاضر.تنطلق من كل شيء إلى كل شيء.تذهب أو تعود و أنت فى مكانك مثلما الأحياء الأربعة غير المتجسدين.عيناك تمتلئ عيوناً كالسيرافيم.حجتك تكمن بفرح فى روح الله الذى فى تلك الساعة يحتويك,تحيا إستجابة لطلبة الإبن عنا قدام الآب حين صلى قائلاً : ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا . حينها فقط تصلي.