إعداد/ ماجد كامل
تميز الأنبا غريغوريوس - من ضمن ما تميز به - بالرؤية المنهجية . بمعني الاهتمام بوضع خطة وأهداف للمشروع الذي يقوم به . وفي هذا المقال سوف نركز علي بعض من هذه النقط ؛علما بأننا سوف لا نكرر النقاط ألتي ذكرت في المقالات التي سبق نشرها في السنوات السابقة . ولعل هذه الرؤية وضحت أول ما وضحت عندما قام المتنيح البابا كيرلس السادس برسامته أسقفا للبحث العلمي والدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي في 10 مايو 1967 ؛ فقام نيافته بوضع منهج ورؤية لأهداف الأسقفية يمكن تلخيصها في النقاط التالية :-
1- دراسة علوم الكنيسة وسبر أغوارها ؛ وتعريف الناس بها مواطنين وأجانب .
2- مراجعة كتبنا الكنسية ومخطوطاتنا القديمة وتنقيحها بأسلوب عربي سليم يطابق الأصول اليونانية والقبطية .
3- تأليف ونشر لتراثنا القبطي في كافة الميادين اللاهوتية والكنسية والتاريخية والفنية باللغات العربية والأجنبية في صورة بحوث علمية ؛ تحليلية قوية مؤيدة بالوثائق لدعم العلوم اللاهوتية ؛والدراسات الكنسية ؛والثقافة القبطية ومد أفاقها وربطها بالعلوم المدنية وحاجات العصر الحاضر
4- ترجمة كتبنا اللاهوتية والكنسية القديمة والحديثة إلي اللغات الحية كالانجليزية والفرنسية والالمانية.
5- إعادة ترجمة الكتاب المقدس والخولاجي والأجبية وكتبنا الطقسية من مصادرها الأصلية ؛ مع التعليق علي النصوص والشرح .
6- ترجمة كتب آباء الكنيسة الأوائل المعتبرين أعمدة ؛خصوصا ما يتصل منها بالعقيدة المسيحية .
7- تجميع القوانين الكنسية وتبويبها ؛ وإعادة ترجمتها من اللغات الأصلية التي كتبت بها ؛وإعداد اللاوائح المختلفة بصورة تتلائم مع احتياجات الكنيسة وظروفها المتطورة .
8- تقوم أسقفية البحث العلمي كهيئة علمية دينية تابعة للبطريركية بمراجعة كل الكتب المسيحية التي يؤلفها المسيحيون باختلاف شخصياتهم ؛ لتأخذ بعد مراجعتها موافقة الطبع ؛ لكبي يضمن القاريء نقاء الكتاب الذي بين يديه وأنه مطايق لتعاليم كنيستنا الآرثوذكسية .
وعندما أثيرت قضية موقف الكنيسة القبطية من مجلس الكنائس العالمي وعلاقته بالاستمعار ؛قام نيافته بتقديم مذكرة مكتوبة لقداسة البابا كيرلس السادس بتاريخ 29 مايو 1968 ؛ قال فيها :-
1- يعسر علينا أن نتببع حقيقة هذه الإتهامات وموضوع تمويل المجلس .وإن كان من المعروف أن لها تمويل من الكنائس المشتركة فيها ؛ولما كانت الكنائس الغربية تمثل الغالبية الكبري من الكنائس الأعضاء ؛ فمن المنطقي أن يكون أكثر التمويل من أموال غربية .
2- مهما افترضنا أن مجلس الكنائس العالمي بصفته منظمة دينية لا يتدخل بأسلوب مباشر أو غير مباشر في الأمور السياسية ؛ لكننا مع ذلك نتوقع أن يكون تفكير أي عضو من أعضاء المجلس ملونا بأفكار بلاده . ولو توقعنا غير ذلك نكون واهمين .
3- ليس من مهمتنا ان ندافع عن مجلس الكنائس العالمي ؛إن مجلس الكنائس العالمي يمكنه أن يدافع عن نفسه ؛فهو من جهة اقدر علي الرد وبه جهاز ضخم ويضم عددا كبيرا من موظفين متفرغين ؛وليس من الخير لنا أن ندافع نحن عن المجلس ؛ لأن هذا المموقف يضعنا في موقف التضامن للمجلس والمتحمل معه لمسئولية كل ما يصدر عنه
4- إن حضرنا تلك المؤتمرات لا يقيدنا بشيء ولا يلزمنا بأمر يتعارض مع إيماننا وعقائدنا وتقاليدنا ؛و‘إنما علي العكس يعطينا فرصة مناسبة لنؤكد فيها مكانة كنسيتنا العريقة . ونحن في كل مرة اشتركنا في هذه المؤتمرات العالمية كسبنا لكنسيتنا وبلادنا ولم نخسر
5- قلت وأقول إن إنعزالنا عن المؤتمرات المسيحية العالمية يفقدنا مكاسب كثيرة ويضيع علينا فرصا ثمينة ضرورية للإسهام الفعال في إيجاد حلول لمشكلات العالم الدينية والعلمية والإجتماعية .
6- إن عمل الأقلية الأرثوذكسية في مجلس الكنائس العالمي يجب إلا يحاط بروح اليأس والفشل ؛ ولا سبيل إلي إلا أن تكون هذه الأقلية صاحية متنبهة إلي شخيصيتها وكيانها . ( راجع نص التقرير بالكامل في :- موسوعة الأنبا غريغوريوس ؛اقتراحات وموضوعات في رحلات ومؤتمرات ونقد وتقديم كتب ؛ الصفحات من 18- 20 ) .
وفي يوم 21 ديسمبر 1971 ؛قدم نيافته لقداسة البابا شنودة الثالث – نيح الله نفسه في فردوس النعيم - مشروع مقترح لإختيار أب الإعتراف جاء فيه من ضمن ما جاء :-
1- أن يكون علي درجة عالية من التقوي والروحانية .
2- أن يكون عالما بالشريعة والقوانين الكنسية .
3- أن يكون متصفا بالحنكة والحكمة والحذق .
4- أن يكون في سن الوقار أي نحو الخمسين سنة ؛ أو من يشهد له حكمة الشيوخ .
وفي 28 ديسمبر 1971 ؛قدم نيافته مشروع مقترح لتثقفيف الكهنة الغير الإكليركين لقداسة البابا شنودة الثالث ؛ وكان من بنود هذا المشروع :-
1- كل كاهن غير إكليركي لم يبلغ بعد الأربعين من عمره ؛ ينتظم بقسم من أقسام الكلية الإكليركية ؛بناء علي طلب منه مشفوعا بمؤهله الدراسي وكافة البيانات التي تتطلبها الكلية .
2- يقيد كل كاهن تقبله الكلية بأحد أقسامها طالبا منتظما ؛ويخضع لجميع نظم الكلية وقوانينها ولوائحها .
3- تبلغ إدارة الإكليريكة وكيل البطريركية العام ؛ بأسماء الكهنة الذين قبلوا بالكلية طلبة نظاميين ؛ليتخذ الوكيل كافة الإجراءات لإعفاء هؤلاء الكهنة من مسؤليات الخدمة أوقات الدراسة ؛مع الإحتفاظ برواتبهم .
4- الكهنة الذين بلغوا أكثر من أربعين عاما من غير الحاصلين علي إكليركية وممن لهم مؤهلات علمية سابقة ؛يمكن لهم حسب رغبتهم أن يطلبوا الإلتحاق بالإكليركية في القسم الذي يتناسب مع مؤهلاتهم .
5- تعد الكلية دراسة تثقيفية عامة لجميع الكهنة ؛ إكليركين وغير إكليركين في صباح يوم السبت من كل أسبوع ؛ تشمل ما يهم الكاهن معرفته لرفع مستوي الرعاية والخدمة .
كما قدم نيافته في المشروع خطة مقترحة لتثقيف جميع الكهنة كل يوم سبت وفقا لمنهج تقرره الكلية ؛لمدة ساعتين في الأسبوعين لمدة سنتين (عشرين شهرا ) علي النحو التالي :-
1- السبت الأول في الشهر :- لاهوت روحي ورعوي ( لقداسة البابا شنودة ) .
2- السبت الثاني من الشهر :- اللاهوت العقائدي والنظري والمقارن .
3- السبت الثالث من الشهر :- اللاهوت الأدبي ومسائل سر الإعتراف .
4- السبت الرابع من الشهر :- الطقوس وقوانين الكنيسة والأحوال الشخصية ( القمص صليبب سوريال – القس منقريوس عوض الله ) .
5- السبت الخامس من الشهر – إن وجد – الوعظ ومناقشات مفتوحة ( القمص إبراهيم عطية ) . (بمكنكم مراجعة البنود كاملة :- المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 54 ؛ 55 )
كما طالب نيافته أن يكون للبطريركية جريدة رسمية تتضمن أخبار الأيبارشيات ؛ كما طالب بثلاث مجلات تعبر عن ( البطريركية – الكلية الإكليركية- معهد الدراسات القبطية ) وتكون من بين موادها المقدمة :-
1- مقال افتتاحي عن المجتمع القبطي .
2- باب الروحيات .
3- باب الكتاب المقدس :- ويشمل :-
أ- العهد القديم ( مقدمات وغوامض وسير وشخصيات وحوادث – تفسير وشرح للنصوص – أثريات العهد القديم) .
ب- العهد الجديد ويشمل ( مقدمات وغوامض وشخصيات – تفسير وشرح للنصوص –أثريات العهد الجديد ) .
4- باب اللاهوتيات ويشمل (الحقائق اللاهوتية الكبري – العقائد- الردود علي الهرطقات ) .
5- أقوال الآباء .
6- ما بين العلم والدين وتشمل ( مباديء عامة – علوم طبيعبة – علوم إنسانية ) .
7- باب الطقسيات .
8- باب القانون الكنسي .
9- باب التاريخ الكنسي .
10- الخدمة والرعاية .
11- أدبيات الكنيسة .
12- باب التربويات ( مدارس التربية الكنسية ) .
13- باب اللغة القبطية وآدابها .
14- أخبار الكنيسة وتشمل ( الأخبار العامة – أخبار الإكليركية – أخبار الخريجين - - الرسامات – مدارس التربية الكنسية
ولقد قدم نيافته أيضا مشروعا مقترحا من أجل تأسيس مركز ثقافي قبطي في ألمانيا بتاريخ .2 أكتوبر 1980 تضمن البنود التالية : -
1- يجب أن يكون للكنيسة هناك وجودا حيا ؛ يقيم فيه رهبان متبتلون منقطعون للعبادة والدرس .
2- يجب العناية بتكوين مكتبة جامعة شاملة لكل التراث القديم والحديث باللغات :- القبطية – العربية – الللغات الأخري القديمة والحية .
3- تشجيع العلماء من الشرق والغرب علي الترددعلي المركز .
4- ينبغي أن يكون للدير سجلا وافيا بأسماء العلماء المعنيين بالدراسات القبطية من جميع بلاد العالم مع عناونيهم الثابتة .
5- يرسل الدير والمركز كل ما يصدره من كتب ونشرات إلي جميع المهتمين بالعلوم القبطية ؛وجميع المراكز العلمية في ألمانيا وكل أوربا وأمريكا .
6- يرتب الدير محاضرة علمية كل شهر يلقيها أحد العلماء المتهمين بالدراسات القبطية ؛علي أن يقوم الدير والمقر بطبع كل محاضرة وتوزيعها علي الدارسين والباحثين والمترددين .
7- تزود المكتبة تدريجيا بالكتب المطبوعة في جميع بلاد العالم مع التركيز علي الكتب التي تحوي نصوصا قديمة مهمة باللغة القبطية – المخطوطات التي يمكن شرائها من مصر أو الخارج .
8- يجب أن يكون للدير والمقر متحف لكل التحف من ( نسيج- ملابس – صلبان ..... الخ ).
9- يجب أن يوجد بالدير والمقر معرض دائم للصور والموجودات والصلبان الجلد والكتب .
10- يرحب الدير بالاشتراكات المالية الثابتة ؛والهبات المالية والعينية ويسجل في سجل خاص أسماء المشتركين والواهبين تقديرا لهم ؛ وتشجيعا لأعمالهم .
(راجع البنود كاملة ؛ في المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 76 ؛77 ) .
كما طالب الانبا غريغوريوس بضرورة الاهتمام بإعداد دراسات تربوية للراغبين في الزواج ؛وبالفعل قدم مشروع بذلك لقداسة البابا شنودة الثالث بتاريخ 29 مارس 1972 ؛ مكون من سبعة مواد يمكن تلخيصهم كما يلي :-
1- مادة (1 ) :- تعد البطريركية دراسات للراغبين في الزواج لشرح الحياة الزوجية ومتطلباتها ومسؤليتها .
2- مادة (2 ) :- تتظم سلسلة محاضرات يعدها متخصصون لمدة ستة شهور ؛وتتكرر بعد ذلك ستة شهور أخري وهكذا .
3- مادة (3 ) :- تشمل الدورة المواد الآتية ( االزواج وقيامه لاهوتيا وعقائديا – الزواج وقيامه طقسيا وكنسيا ويشمل متي وأين يتم الزواج ومن الذي يعقده وحل الزنار والتحليل ؛ أركان الزواج المختلفة ... الخ ) .
4- مادة ( 4 ) :- كل موضوع من تلك الموضوعات يمثل وحدة قائمة بذاتها بحيث يمكن لأي فرد أن ينضم إلي هذه الدراسات في أي وقت يشاء علي أن يستكمل ما فاته من موضوعات بعد إنتهاء الدورة كلها مع المجموعة الجديدة .
5- مادة (5 ) :- كل موضوع يختص به خبير متخصص ويلقي دروسه بالتتابع ؛ إلي أن يفرغ منه ويترك المجال للموضوع التالي .
6- مادة ( 6 ) :- يمنح من حضروا تلك الدورات شهادات معتمدة من البطريركية .
7- مادة ( 7 ) :- تعمم هذه الدراسات علي كل الراغبين فيها من المتزوجين .
( لمزيد من التفصيل راجع المرجع السابق ذكره ؛ الصفحات 66 و67 ) .
ونذكر أخيرا أنه عندما كان الأسقف المشرف علي معهد الدراسات القبطية ؛ أنه كتب مقالا بعنوان بيان للدارسين والشعب القبطي عن رسالة المعهد العالي للدراسات القبطية " ؛ نشر في مجلة مدارس الأحد بتاريخ شهري نوفمبر وديسمبر 1969 العددان التاسع والعاشر ؛ السنة الثالثة والعشرين ذكر فيه أنه من مشروعاتنا العلمية القادمة للمعهد :-
1- نحن بصدد كتابة تاريخ للأقباط في القرن العشرين خاصة الخمسن سنة الأخيرة التي لم يكتب عنها بعد تاريخ علمي شامل .
2- نحن بصدد القيام بحركة ترجمة كل تراثنا القبطي إلي اللغة العريية بأسلوب عربي رصين ؛ وإعدادة ترجمة كل ما تمت ترجمته حتي الآن في القرون المتأخرة من كتب الكنيسة المختلفة .
3- بصدد إعداد ألبوم كامل للأيقونات والصور الموجودة في الأديرة والكنائس الأثرية القديمة .
4- بصدد تجميع المخطوطات القبطية ؛والحصول علي صور فوتغرافية بالميكروفيلم لكثير من المخطوطات الموجودة بالمتحف البريطاني ؛والمكتبة الأهلية بباريس ؛ ومكتبة الفاتيكان ؛ ومكتبة جون ويلندر بمانشنستر ؛ومكتبة البودليان بأوكسفورد وغيرها من المكتبات في العواصم الأوربية والأمريكية والأديرة القبطية .
5- المعهد بصدد إجراء حفائر في كثير من المناطق الأثرية القبطية التي زالت أرضا بكرا للباحثين يمكن أن تكشف نواحي كثيرة من المدنية القبطية والحضارة القبطية في أصالتها وعراقتها . ( لمزيد من التفصل راجع المقال المذكور في المجلة ؛ الصفحات من 39- 42 ؛ بالتقابل مع موسوعة الأنبا غريغوريوس :- التعليم الديني والكلية الإكليركية ومدارس التربية الكنسية ؛جمعية الأنبا غريغوريوس ؛ المجلد رقم 36 ؛ صفحة 304 ) .