بقلم : أشرف ونيس 🥀
✍️ لم يرتض الإنسان بفطرته أن يصير شيئًا ، كما لم يكن من المألوف أن يصبح الشيء إنسانا ، لكنها القمة التى انحدرت الى القاع ، الأسفل حين تسيَّد على الأعلى ....... ، و غدا الانسان الذى باصطفائه و انتخابه من خالقه بأن يكون التاج و الرأس ، صار هو العبد و الأخير ، وقتما استمد البشر قيمتهم فى أعين أنفسهم و غيرهم بقدر ما اكتسبوه و امتلكوه و تحصلوا عليه من مال !!!!!
و هل تتقابل المشاعر فى ارتقائها مع بعض من الاشياء ؟! و هل يتبارى الخالد بروحه مع الفانى السائر فى طريق رحلته نحو العدم ؟ لقد تقصَّر النظر ، و خابت مملكة العقل - و هو درة ما يملكه ذلك الإنسان - حين نحى الثمين إلى درك الهاوية و أصبح الكل يتساوى مع الجزء ، كما تعادل العظيم مع القليل بل مع المبتذل و اللاشيء !!!
أين ذلك الزمن ؟ و كيف نوجد فى وقت تقدير القيمة و ما نحتسبه فى ذاتها ؟ كيف نصل و نرحل الى ذلك الزمن المجهول الذى فيه الكل فى صحيح وضعه و موضعه ؟ كيف لنا أن نسترجع الباهظ و مكانته العالية ، و نلفظ الغث و الزهيد بعظمته الواهية ؟ متى لنا أن نقدم عزيز أعتبارنا للجزيل و الكريم ، و نرحل بعيدا عن السهل و البخس و الرخيص ؟؟!! انه ما تتطلع إليه شخوصنا و نفوسنا و أرواحنا التائهة فى بحر من التراهات و الزيف و زغل الحياة .