أشرف حلمي
عبر الملايين من الشعب القبطي وعدد كبير من أبناء مصر المسلمين المعتدلين خلال الأيام القليلة الماضية عن شدة غضبهم ، بمشاركتهم مقطع فيديو " تيك توك " لشخص مرتديا ملابس كهنوتية وممسكا صليب مقلوبًا ، يدعى البرنس المصرى ، أهان فيه شخصية الكاهن القبطي ، والخوض فى سمعة وأعراض الفتيات والسيدات القبطيات ، إضافة الي ازدراء الدين المسيحي ، كما طالبوا النائب العام المصرى بتقديم هذا الشخص الى المحاكمة بتهمة ازدراء الأديان ، وما قام به من أفعال أساء فيها الى الكهنة بصفة عامة داخل وخارج مصر ، إضافة الى الإساءة الى أسرهم وأبنائهم مما سينعكس بالسلب على حالتهم النفسية وشعورهم بالاحباط ، وسط صمت أجهزة الدولة ومؤسساتها التى قامت بالقبض على أطفال بني مزار بالمنيا ومحاكمتهم بسرعة جراء مقطع فيديو مدته ٣٠ ثانية سخروا فيه من تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش الإرهابي .
مما لاشك فيه انتحال شخصية كاهن مرتديًا زياً كهنوتياً يعيد الى الأذهان مطالبات الكنيسة القبطية بتجريم ارتداء الزي الكنسي لغير الكهنة منذ عهد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث تحت حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك مروراً بعهد الاخوان حتى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى ، حيث تقدمت الكنيسة بطلب تجريم ارتداء الزي الكهنوتي لغير أهلها عدة مرات دون جدوى .
لقد قامت الكنيسة القبطية المصرية بدورها الوطني والرعوي ، ووقفت بجانب الحكومات المصرية المتعاقبة وشعبها الأصيل للحفاظ على وحدتها الوطنية فى الكثير من الأحداث والجرائم الممنهجة التى قامت بها جماعات الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية بهدف أثارة الفتن الطائفية ، كما دعمت الكنيسة داخل وخارج بشدة ثورة يونية وأكدت أنها ثورة شعبية وليست أنقلاب عسكرى كما ادعت الكثير من الدول الغربية ، وقامت بالتبرع لصندوق تحيا مصر ودعم الاقتصاد المصرى من خلال تشجيع أبناء الكنيسة فى الخارج بالاستثمار فى مصر .
الم يحن الوقت لقيام الدولة بالنظر الى مطالب الكنيسة بإصدار قانون بالاعتراف بالزى الكهنوتي ، هل ستنتظر الدولة لشخصية أخرى ترتدى الزى الكهنوتى منتحلة صفة كاهن يهاجم النظام خاصة هذه الأيام التى ظهر فيها من يدعو للنزول ضد النظام فى ١١ نوفمبر المقبل ؟! حتي تسن فيه قانون تجعل من الزى الكنسي الخاص بالكهنة والرهبان زياً رسمياً فى الدولة .