د. أمير فهمى زخارى المنيا
لا شك في أن المرض محنة وابتلاء للإنسان، وحينما يتسلل هذا المرض إلينا دون أن نشعر به يكون خطره أعظم، واحتمالات الإصابة به أكبر، ودوالي الساقين من هذه الأمراض التي تمثل العدو الخفي للإنسان، لا سيما النساء، فهو يساهم بشكل كبير في تشويه جمال المرأة في أماكن الإصابة به، وحتى لا تكوني عرضة لهذا المرض.. تعالي معنا لنتعرف على مسبباته وعلاجه، والأهم من ذلك طرق الوقاية منه.
تعريف الدوالى:
- الدوالي في أبسط تعريفتها هي عبارة عن أوردة سطحية ظاهرة للعين تعرضت لتوسع وتمدد في قطرها واتخذت مسارا متعرجا، والدوالي الوريدية من المشكلات الجمالية المؤثرة والواضحة على البشرة، وخصوصا عند النساء، بسبب ظهور الشعيرات والأوردة الصغيرة والسطحية على شكل خطوط متعرجة، ذات ألوان مختلفة تراوح بين الأحمر والأخضر والأزرق في بعض الأحيان، وتكون غالبا في منطقة الأطراف السفلية في الفخذين والساقين.
- ودوالي الساقين من الاضطرابات الوعائية التي ترتبط بالأمراض المهنية بشكل أساسي، وتؤثر سلبا على الشخص المصاب بها، ليس بسبب الأعراض العضوية التي تنجم عنها فحسب، وإنما بسبب تأثيراتها النفسية أيضا، فهي تعوق المصاب بها عن القيام ببعض الأنشطة والهوايات وتتسبب في الانزعاج للرجال والكثير من الإحراج للنساء.
أنواع الدوالي:
1. وتنقسم الدوالي إلى دوالي خِلْقية، وهي الدوالي التي تشاهد أعراضها بالدرجة الأولى منذ الولادة والطفولة.
2. والدوالي التي تعقب حدوث جلطة وريدية داخلية، والتي تسبب زيادة في حمولة الأوردة السطحية للدم نتيجة انسداد الأوردة الداخلية وعدم استطاعة الدم العودة بحرية من الأطراف السفلي إلى القلب.
3. والدوالي التي تعقب إصابة الطرف السفلي بصدمة، كأن يتعرض الإنسان إلى ركلة أو صدمة لساقه.
4. ومن الأنواع الأخرى دوالي الحمل، فهي التي تظهر خلال الحمل الأول أو في فترات الحمل اللاحقة، وتنتج عن أسباب هرمونية وأخرى متعلقة بديناميكية سريان الدم داخل الأوردة خلال الحمل في منطقة ما حول الشرج (البواسير) أو في المهبل.
5. ودوالي البدانة المفرطة التي تنجم عن تراكم الشحوم بدرجة كبيرة في الأطراف السفلي.
الأعراض والتشخيص:
- أما عن أعراض الإصابة بهذا المرض فتظهر في صورة حركة دموية سيئة، ثقل حركي، تعب، وألم.. وهو ما تعاني منه امرأة واحدة من كل اثنتين بسبب القصور الوريدي، وتشير الابحاث في تقرير لها حول ذات الموضوع أن نحو 41% من السيدات تصاب بخلل في البنية الطبيعية لأوردة الساق مع وصولهن إلى سن الخمسين، ويتمثل هذا الخلل في ظهور ما يعرف بالدوالي الوريدية التي تبدو كبقع أو شعيرات زرقاء اللون في الساق أو خلف الأرداف غالبا، ولكنها قد تظهر في أي مكان في الجسم من الكاحل وحتى المنطقة التناسلية، ولا تسبب دوالي الساقين لدى الكثيرين أي أعراض سريرية.
- من أهم الأعراض المميزة لهذه الحالة: ألم في أسفل الساقين، وخصوصا في وقت ما بعد الظهر، الشعور بالتعب والألم في عضلة السمانة خلف الساق، وأسفل الساقين، التي تبدو جلية واضحة في المساء.
- وقد تحدث بعض الأعراض البسيطة قبل ظهور دوالي الأوردة وتتضمن الأعراض: شعور بوخز، ثقل، شد عضلي أو تضخم في أسفل الساق، زيادة الشعور بالألم في حالة الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة، وحكة حول منطقة الوريد، وظهور قرح بالجلد ويحتاج المريض إلى عناية فورية في هذه الحالة.
- ودوالي الساقين ليست خطيرة في حد ذاتها، بل ما ينجم عنها من مضاعفات، فقد تصبح الدّوالي غير مريحة وقبيحة بسبب زيادة توسّعها، ويمكن أن تسبب ورما خفيفا في الكاحل، فيشعر المصاب بتعب أو ثقل عضلات الساق، أو أن يصاب بشدّ عضليّ ليلاً، وقد يشعر بحكة وحرقة جلدية موضعية.
- في بعض الحالات يمكن أن تسبّب الدّوالي مشكلات صحية خطيرة، مثل تَكونّ جلطة وريدية عميقة، أو نزف دموي شديد.
- أما جلطة الساق الوريدية العميقة، فقد تهدد حياة المريض بسبب إمكانية تحركها من أوردة الساق باتجاه الرئتين، الأمر الذي قد يسبب انسدادا خطيرا في القلب أو الأوعية الرّئوية، وقد تتكون القروح والجروح حول جلد الدوالي بسبب قلة تغذيته كما يلزم.
الأسباب وعوامل الخطر:
- اعتقد الأطباء، لسنوات طويلة، أن الدوالي تسببها عوامل حركية بحتة في أسلوب سريان الدم داخل الأوردة، ومع صحة هذه النظرية فقد ظهرت في السنوات الأخيرة نظرية التغييرات في جدار الوريد التي يعتبرها العديدون من المختصين بعلم أمراض الأوردة بمثابة العامل الرئيسي المؤدي للتوسعات الدوائية، ولم يتضح بعد سبب الإصابة بالأوردة العنكبوتية، ولكنها قد تظهر في بعض الأحيان بشكل وراثي وعائلي، ونادراً ما يكون لها علاقة بأية أمراض جهازيه داخلية.
- وتكثر الإصابة بها لدى النساء بنسبة أعلى من الرجال، مما يدل على أن للتأثيرات الهرمونية دور في ذلك في مرحلة البلوغ، وكذلك باستخدام حبوب منع الحمل، وتكرار الحمل والولادة، كما تزداد في مواقع الكدمات على الساقين، أما ظهورها في الوجه والأنف للأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، فقد تنتج بسبب التعرض لأشعة الشمس.
- وهناك عوامل عديدة تشجع على ظهور الدوالي كالوراثة أو أسباب خِلقية كضعف صمامات الأوردة عند الولادة، والإفراط في الوزن، والهرمونات الأنثوية تؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية، الاضطرابات الهرمونية والوعائية، والجلوس أو الوقوف الدائم، خصوصا في المهن التي تحتاج إلى ذلك.
- وترجع زيادة حدوث الدوالي أثناء الحمل إلى ارتفاع مستويات الهرمونات الأنثوية في هذه الفترة، وزيادة حجم الدم في الأوعية الدموية زيادة كبيرة تؤدي إلى توسع الأوعية الدموية، وزيادة حجم الرحم مع تقدم الحمل، التي تؤدي بدورها إلى زيادة الحيز الذي يشغله، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأوعية الدموية العميقة المجاورة، وقد تختفي هذه الحالة بعد الولادة، إلا أن خطر ظهور الدوالي يزداد بزيادة عدد مرات الحمل.
والى اللقاء فى الجزء الثانى من ملف دوالى الساقين وهو الوقاية والعلاج ... تحياتى...
د. أمير فهمى زخارى المنيا