اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد القديس بندلايمون الطبيب من نيقوميديا (١٥ بابة) ٢٥ اكتوبر ٢٠٢٢
وغالبا هو بعينه القديس بطلان الطبيب الشافى الذى تعيد الكنيسه بتذكار يوم ١٩ ابيب
وفي مثل هذا اليوم استشهد القديس الجليل مار بطلان الطبيب او (القديس العظيم والطبيب الشافى بندلايمون كما دعاة السيد المسيح و معنى الاسم كثير الرحمه - كلي العطف)
وُلد بنقوميدية بإقليم بيثينية من أب وثني يدعى أوستورجيوس ووالدة مسيحية تقية تدعى أوبُلا التي ربت ابنها بفكر مسيحي وحياة تقوية منذ نعومة أظافره، لكنها ماتت وهو صغير السن، فكان كل اهتمام والده الوثني منصبًا على تثقيفه.
ونال شهرة فائقة فجعله الملك غاليريوس مكسيميانوس طبيبه الخاص، وكان يحبه جدًا من أجل نجاحه في العمل ولطف أخلاقه مع ذكائه.
و إذ نجح الطبيب في عمله وعلاقاته الاجتماعية على أعلى مستوى لم يكن يهتم بالجانب الديني ولا بحياته التعبدية، وقد نسى ما لقنته إياه والدته في طفولته، لكن بقيت البذار تعمل في أعماقه حين التقى بشيخ مبارك يدعى هرمولاوس. رأى الأخير فيه نفسًا طيبة ففاتحه في الإيمان الحي والحاجة إلى الله كمخلص يسند النفس مع الجسد، عندئذ تجاوب معه بنداليمون معلنًا له أن والدته كانت مسيحية، لكنه لا يذكر شيئًا من تعليمها له، إذ صبّ كل اهتمامه في دراساته خاصة الطب. بدأ الشيخ يحدثه عن السيد المسيح كطبيبٍ قادر على شفاء النفس والجسد، وأن باسمه يُشفي البشر من الأمراض المستعصية.
وبدأ بنداليمون يفكر في الأمر بجدية، وإذ كان منطلقًا إلى بيته رأى في الطريق غلامًا لدغته أفعى فمات، عندئذ توقف أمام الغلام، متذكرًا عبارات الشيخ عن المسيح المخلص. صرخ بإيمان طالبًا من السيد المسيح أن يعلن له ذاته بإقامة هذا الغلام وقتل الأفعى، وإذ نادى بالاسم القدوس تحقق له الأمر، فرجع فورًا إلى القديس هرمولاوس طالبًا منه نوال المعمودية. ذهب بنداليمون إلى أبيه الوثني يبشره بما حدث معه، فتضايق الأب جدًا، لكن الابن بلطفٍ معه ليجتذبه للإيمان الحق.
وحدث انه جاءه رجل ومعه ابنه الذي قدمه لأحد الأطباء لعلاج عينيه، وعوض العلاج فقد الابن بصيرته تمامًا، وإذ سمع الطبيب بنداليمون الأمر طلب من السيد المسيح أن يشفي الولد وبالفعل انفتحت عيناه، وصار يشهد لعمل السيد المسيح في حياته.
ولما سمع الأطباء بذلك، فوجدوا في ذلك فرصتهم للشكوى ضد الطبيب بنداليمون، إذ كانوا يحسدونه على نجاحه، ومحبة الملك له. استدعى مكسيميانوس الغلام الذي انفتحت عيناه، وسأله عما حدث معه، فروى له كيف فتح بنداليمون عينيه باسم السيد المسيح. عندئذ قال له: "لقد نلت هذا الإحسان بقوة آلهتنا"، أما الأعمى فأكد له أنه نال البصيرة بقوة السيد المسيح، فاغتاظ الملك وأمر بقطع رأسه.
فاستدعى الملك القديس بنداليمون وأخذ يعاتبه بلطف كيف يقبل إيمانًا غير إيمان الملك وقد قربه الملك إليه وأعطاه غنى وكرامات كثيرة. أجابه بنداليمون بأدب وشجاعة أنه لا يستطيع أن يجحد مسيحه واهب الشفاء للنفس والجسد، ثم طلب منه أن يأتي بمريضٍ مصاب بداء يصعب شفائه ويقوم كهنته بالصلاة عنه لتقديم عونٍ له، وإنه سيطلب باسم السيد المسيح فيشفيه. وبالفعل وافق الحاضرون على ذلك. وجاءوا برجلٍ مفلوج أمام الملك وصار الكهنة الوثنيون يصلون بلا نفع، وإذ صلى القديس بنداليمون للحال شُفيّ الرجل، فصرخ الحاضرون ممجدين ربنا يسوع المسيح، الأمر الذي أثار الملك
فنسب الملك الشفاء لقوة السحر وعمل الشياطين، وكانت هذه هي عادة المقاومين للحق، كما سبق ففعل اليهود مع السيد المسيح حتى دعوه ببعلزبول رئيس الشياطين يُخرج الشياطين. وإذ خشي الملك من انتشار الإيمان في نيقوميدية بسبب شفاء المفلوج جاء بالقديس بنداليمون وسط المدينة وأمر بتعذيبه، تارة كان الجلادون يعلقونه على خشبة ليمزقوا جسده بمخالب حديدية، ويأتون بمشاعل نار يحرقونه بها عند جراحاته، وأخرى ألقوه في قزان مملوء رصاصًا مذابًا. وكانت يد الله العجيبة تسنده، إذ رفعه فوق الآلام، فارتبك الملك جدًا. أمر بسرعة الخلاص منه حتى لا ينجذب الشعب للإيمان بإلهه، فربطوه بحجرٍ وألقوه في البحر فلم يغرق، وحاولوا عصره بالهنبازين فانكسر الهنبازين.
فوجه الملك غضبه على هرمولاوس ورفيقيه أرميبوس وأرموكراثوس، إذ استدعاهم ليرعبهم بآلات العذاب لعلهم ينهاروا فينهار معهم بنداليمون، أما هم فسخروا من الآلات، وصلوا إلى الله أمام الملك فحدث زلزال أرعب الملك، لكنه عاد يعلن أن ما حدث هو من غضب الآلهة بسبب المسيحيين. أما هم فسألوه ألا يتسرع في الحكم، إذ جاءه الخبر أن الكثير من الأصنام سقطت بسبب الزلزال وتحطمت. لم يتعظ الملك بل طلب قطع رؤوس هرمولاوس وزميليه، ثم طلب أيضًا قطع رأس القديس بنداليمون،
ولما تقدم إلى المكان المعد لذلك صلى وابتهل إلى السيد المسيح، فسمع صوتا من العلاء يبشره بما أعد له من النعيم السماوي، وقد سمع الجند أيضا هذا الصوت فآمنوا في الحال وتقدموا إلى الملك وأقروا بالإيمان بالسيد المسيح، فأمر الملك بضرب أعناقهم أيضا فضربت. وكان ذلك في 27 يوليو (حوالي سنة 305 م)
دعيّ "بالشهيد العظيم" و"صانع العجائب"، وكانت له شهرة عظيمة في الشرق والغرب.
بركه صلواتهم جميعا تكون معنا كلنا آمين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...