والي الخرطوم لـ"العربية": تم غلق الجسور لمنع أي عمليات تخريبية ونطالب المتظاهرين بالسلمية
قُتل متظاهر سوداني دهساً بعربة تابعة لقوات الأمن، الثلاثاء، خلال تظاهرات شارك فيها الآلاف في الخرطوم وعدة مدن أخرى في الذكرى الأولى للإجراءات التي اتخذها الجيش.
وقالت لجنة الأطباء المركزية، وهي نقابة موالية لأنصار الديموقراطية، إن مواطناً "قُتل دهساً بعربة تابعة لقوات" الجيش في مدينة أم درمان المجاورة للخرطوم، نقلاً عن فرانس برس.
ووقعت صدامات بين الأمن السوداني والمتظاهرين، اليوم الثلاثاء، حيث أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين نزلوا بالآلاف الثلاثاء إحياءً للذكرى الأولى لتسريح الحكومة المدنية وللمطالبة بحكومة مدنية قادرة على إخراج البلاد من المأزق، في الوقت الذي قُطع فيه الاتصال بالإنترنت.
ومنذ الصباح الباكر، بدأ الجانبان في التحرك حيث أقام المتظاهرون متاريس لإبطاء تقدم قوات الأمن التي قامت من جهتها بإغلاق كل الجسور التي تربط بين ضفتي نهر النيل في العاصمة السودانية لمنع المحتجين من الوصول إلى القصر الجمهوري، مقر الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي قاد إجراءات 25 أكتوبر 2021.
وأفادت مراسلة "العربية" في السودان، اليوم الثلاثاء، بقيام السلطات بقطع شبكة الإنترنت في كل أنحاء السودان.
وناشد والي الخرطوم في تصريحات خاصة لقناتي "العربية" و"الحدث"، المشاركين في التظاهرات أن يكونوا سلميين وألا يقوموا بتخريب الممتلكات العامة، قائلا أغلقنا الجسور لمنع أي عمليات تخريبية.
وقال" نتمنى أن يحدث توافق سياسي ينهي الأزمة السياسية التي تضررت منها البلاد.. وعلى السياسيين الاجتماع على كلمة سواء لإخراج البلاد من أزمتها".
وأضاف "نبذل الجهود لانسياب الخدمات مثل المياه والكهرباء للمواطنين، ولم نعلن إجازة رسمية اليوم، وما يتم تداوله في هذا الشأن ليس صحيحا".
وفي بيان لاحق، قالت وزارة الداخلية السودانية أنه "منذ انطلاق مواكب اليوم تبين أننا نتعامل مع قوات مدربة بتشكيلات عسكرية مسلحة"، مشيرة إلى وجود "جماعات منظمة بالمواكب ومسلحة بالدرق والغاز والخوازيق المصنعة والعبوات الحارقة".
وأضاف البيان: "ما حدث اليوم هو تأكيد لمعلوماتنا بوجود جماعات منظمة ومتمردة ومتفلته وخلايا نائمة تستهدف أمن العاصمة".
وناشدت الداخلية السودانية، قادة الحراك "بتحديد موقفهم من هؤلاء الذين يدعمون التفلت والخراب وتدمير الممتلكات وزعزعة الأمن".
وحثت وزارة العدل والجهاز التشريعي على "فرض إجراءات استثنائية تمكننا من مواجهة تلك الجماعات لحسم الفوضى".
الإطاحة بالمرحلة الانتقالية
وتأتي فعاليات تحت شعار "مليونية 25 أكتوبر" وذلك في الذكرى الأولى لما تسميه بعض القوى السياسية الإطاحة بالمرحلة الانتقالية في السودان التي كانت بدأت بعد إسقاط عمر البشير بهدف الوصول إلى حكم مدني.
وأعلنت السلطات السودانية، عشية التظاهرات، إغلاق الجسور بالعاصمة الخرطوم عدا جسري سوبا والحلفايا.
ودعت "لجان المقاومة" (نشطاء) وقوى سياسية للخروج في "مليونية" الثلاثاء 25 أكتوبر، للمطالبة بالحكم المدني الكامل وإبعاد العسكر من السلطة.
وأفادت وكالة الأنباء السودانية بأن السلطات ضمن الإجراءات الأمنية قررت إغلاق جميع الجسور النيلية (8 جسور) بولاية الخرطوم عدا جسري سوبا والحلفايا.
وأكدت السلطات حرصها على حماية المشاركين في المواكب والمسيرات السلمية التي تعبر عن إرادة الشباب.
وأضافت أن "الأجهزة الأمنية تعمل من أجل حفظ أرواح وممتلكات المواطنين وأمنت على حق كافة الشرائح المشاركة في المواكب بممارسة التعبير السلمي الذي كفله القانون".
كما دعا أنصار الديمقراطية إلى التظاهر تنديدا بحكم العسكر واحتجاجا على الأزمة الاقتصادية الحادة.
وقتل متظاهر، الأحد، بحسب نقابة أطباء موالية للديمقراطيين. وعلى مدى عام، قتل 118 متظاهرا، خلال مواجهات أثناء مطالبات بعودة السلطة إلى المدنيين.
الاتحاد الأوروبي يطالب بالعودة الفورية لحكومة انتقالية مدنية
هذا وطالب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الثلاثاء، بالعودة فورا لحكومة انتقالية مدنية في السودان، وذلك في الذكرى الأولى لإجراءات اتخذها الجيش وشملت إقالة الحكومة.
ودعا بوريل في بيان نشره الاتحاد الأوروبي الجيش السوداني لاحترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، معتبرا أن الجيش يتحمل مسؤولية خاصة عن تراجع الاقتصاد واستمرار تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في البلاد خلال العام الماضي.
وأكد بوريل أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية سياسية إلا إذا تحلت الأطراف بالشجاعة والإرادة السياسية اللازمة لتجاوز المأزق الحالي، داعيا السلطات وقوى الأمن للتحلي بضبط النفس وحماية الأرواح وحرية التعبير.
مراسلة العربية: قطع شبكة الإنترنت في كل أنحاء السودان
— العربية (@AlArabiya) October 25, 2022
#العربية pic.twitter.com/joABmMCxM8