Oliver كتبها
ليست كل الحياة شقاء.قد صار في اسوارها منافذ تأخذنا إلي الرحب المنير.ما هذا الباب الضيق إلا المسيح ذاته.يبدو ضيقاً للذات حين تنتفخ.و يبدو شاسعاً للنفس المتضعة.هذه وحدها تستطيع الدخول و الخروج منه و تجد مرعى.
أنوار السماء ليست كالكواكب و النجوم تظهر ثم تختفي.بل هي كائنة تعيش معنا لنعيش معها.أنوار السماء مثل الحب منتعشة.ليس فيها خفوت.
أفرحوا بأنوار السماء التي علي الأرض فالأرض لم تعد موطناَ لإنسان مطرود من حضرة الله بل موطئاَ لقدمي الله و فيها تجسد و حل بيننا.النور عندنا ليس ببعيد.فأين العذر للذين أدمنت أعينهم و أفكارهم الشكوى و الأنين
.نور السماء هو فرح القلب بالمسيح.ألم يقل بفمه المبارك أراكم فتفرح قلوبكم و لا ينزع أحد فرحكم منكم .متي رأيناه عن قرب؟ أليس حين تجسد و شابهنا في كل شيء و خاض بنا تجربة الحياة و خضنا به تجربة الموت.أليس المسيح حاضر للبائسين و الحائرين و التعابى.نعم هو عمانوئيل الكائن معنا.لذلك ليس لليأس موطئاَ هنا و لا للمستحيل.لأنه بالمولود السمائي أصبح الشوك تاجاَ و أتعاب الصليب نجاة و موت المسيح كفارة و قيامته نصرة و صعوده عودة بنا للسمائيات.فلماذا تئن النفوس بعد.
النور هنا و هو قادم لنا خصيصاً.للمتألمين و الحزاني و الحيارى و الذين في عوز أو فقد أو يُتم أو هموم.إنه من أجل المنسحقين تماماً قد أتي.ليس ليعزينا فقط و لا ليواسينا أو يشاركنا كل أتعابنا بل ليضع كل هذا علي كتفيه و نرتاح نحن.فالنور يسطع للنفس و يبدل مآسيها إلي أفراح و ولائم.و يجعل العتق من عبودية الفساد عيداً للروح كما النفس و الجسد.
أنوار السماء تتلألأ في كل نفس تائبة.في كل صلاة قلبية.في كل طقس روحى عميق .في كل سر من أسرار الروح الموهوبة لنا.أنوار السماء مثل الهواء منتشرة تعرض نفسها مجاناً لنتنفس بها و نعيش.أنوار السماء تأخذ أشكالاً و ألواناً متعددة.هي بيضاء بنقاوتها ,حمراء بخلاص الدم المسكوب,زرقاء لأنها سمائية,ثمينة كاللألئ.تلمع من كل إتجاه لأنها الحب الغامر للجميع دون تفرقة.أنوار السماء تسندك إذا أعثرتك الظلمة.تحتضنك إذا كنت وحيداً .تقوتك إذا إحتجت و وثقت بها.أنوار السماء تأتيك من الإنجيل .أنوار السماء ليست فقط من السماء بل من الأرض أيضاً تأتيك.
في كل كلمة حانية نور سماوي.فى كل تعضيد و تشجيع نور سماوى.في كل شركة صلاة نور سماوي.في كل صوم مقبول نور سماوي.لأن أولاد الله قد إمتزجوا بالنور فصار السماوي بهم علي الأرض و صار الذين نالوه سمائيين يعيشون بيننا.
ليست الحياة مظلمة إلا لو أظلم القلب و إنغلقت أعين الروح و بات المشتكي متسلط علي النفس.أطلب النور السمائي فيشرق في هذه الظلمة عندئذ ترى جمال الأبدية يزين عالمك الخاص و كأنك لم تعد هنا معنا.ما أجمل الرؤي في النور السمائي.يرفعك ليس من السقوط وحده بل يرفعك حتي تصير صديق الملائكة.فطوباك يا من قادك النور إلي مساكن النور الأبدية