د. أمير فهمي زخارى المنيا
كان لملك في قديم الزمان 4 زوجات
يوما ما مرض الملك وكان على فراش الموت، وخوفا من البقاء وحيدا في الحياه الأخرى،
سأل زوجته الرابعة (التي كانت الأحب اليه، كان يشترى لها الألماس والذهب والثياب الأنيقة) هل يمكننك الموت معي ومرافقتي للحياة الأخرى؟
أجابت الزوجة الرابعة: سامحني، لا يمكنني أن أفعل ذلك، وذهبت بعيدا.
سأل زوجته الثالثة (هو أيضا أحب زوجته الثالثة وكان فخورا بها ويتباهى بها أمام الممالك المجاورة) هل يمكنك مرافقتي الى الحياة الأخرى؟
أجابت الزوجة الثالثة: أحب حياتي كثيرا، سامحني لا يمكنني مرافقتك، وعند موتك سأتزوج غيرك.
سأل زوجته الثانية (التي كانت دوما بجانبه في أوقات الضيق)، هل يمكننك الموت معي ومرافقتي للحياة الأخرى؟
أجابت الزوجة الثانية: سامحني، لأنني لا أستطيع مساعدتك فى هذا الوقت، لكن ما أستطيع فعله هو أقامه مأتم لك, وسأكون هناك لأجل جنازتك..
ثم هتف صوت، أنا سأرحل معك، وأتبعك أينما تذهب، حتى لو كانت الآخرة..
فنظر الملك فاذا بزوجته الأولى (التى كان يهملها)، شعر بالخجل، وقال سامحيني، كان على أن أهتم بك وأرعاك عندما كنت حيا بصحتي...
المغزى من هذه القصة:
هو كلنا لدينا أربع زوجات في حياتنا...
الزوجة الرابعة هي الجسد، نحب تزيينها بالمجوهرات والملابس الجميلة، لكن في النهاية لا يمكنه مرافقتنا الى الحياة الأخرى.
الزوجة الثالثة تمثل الممتلكات والمال، نقضي الكثير من الوقت لجمعها، لكن في النهاية، لا يمكنها أن تتبعنا الى الحياة الأخرى، ستذهب لغيرنا وتقسم مثل الزوجة الثالثة التي قالت انها ستتزوج مره أخرى.
الزوجة الثانية هي الأهل والأصحاب، نثق بهم ونجدهم دائما بجانبنا، لكن أبعد ما يذهبون اليه هو للجنازة وتوديعنا.
الزوجة الأولى هي الروح، نحن عاده نهمل الاعتناء بأروحنا، هي الشيء الوحيد الذي يتبعنا الى الحياة الأخرى.
اعتنوا بأجسامكم وحافظوا على صحتكم، تمتعوا بما تملكون والرفاهية التي تمنحها لكم، اعتنوا بأصدقائكم والعائلة لأجل الحب الذي يمنحوه لك، لكن لا تنسوا أن تعتنوا بروحكم...
غذوا روحكم، خذوا بعض الوقت لتكونوا بمفركم للصلاة والتأمل لأنها أصل حياتكم كلها وصديقتكم الوفية...
أتمنى هذه القصة أن تساعد أو تساعد من تحب...
الحياة قصيرة للغاية..
لا تستحق الحقد، الحسد النفاق وقطع الأرحام..
غداً ستكون ذكرى فقط ابتسموا وسامحوا من أساء إليكم فالحياة الأخرى تحتاج قلوب سليمة.
"عَرِّفْنِي يَا رَبُّ نِهَايَتِي وَمِقْدَارَ أَيَّامِي كَمْ هِيَ، فَأَعْلَمَ كَيْفَ أَنَا زَائِلٌ." (مز 39: 4).
د. أمير فهمي زخارى المنيا