د.أمير فهمى زخاري المنيا
فى البدء كانت الأرض ظلمة وخربة فرتب الله خلق الكون كله فى ستة أيام وجاء اليوم السابع فاستراح فيه.
لم يكن راحة الله بالمعنى الجسدى الذى نقصده, الله الخالق غير المحدود كلى المجد والبهاء لا يصاب بالتعب أو الملل كالبشر...
"أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ" (أش 40: 28).
الله روح والروح نشيط دائماً فى حركة واستعداد دائم فلا يمكن أن يصاب بالتعب كالجسد المادى فهو لا يتعب من عنايته لنا واستجابته لصلواتنا "أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ" (يو5: 17).
كلمة استراح فى ترجمة الانجيل باللغات الاخرى تأتى بمعنى التوقف عن القيام بعمل معين...
إذاً تعنى أن الله انتهى عمله فى خلق الكون وأتمه وليس بمعنى الراحة الجسدية فكيف له أن يتعب وهو صخر الدهور "تَوَكَّلُوا عَلَى الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّ فِي يَاه(يهوه)َ الرَّبِّ صَخْرَ الدُّهُورِ" (أش 26: 4)...
وذكرت في أكثر من موضع كلمة راحة "لأنه قال في موضع عن السابع هكذا: واستراح الله في اليوم السابع من جميع أعماله وفي هذا أيضا: لن يدخلوا راحتي" ؟(عب 4: 4-5), "لأن الذي دخل راحته استراح هو أيضا من أعماله، كما الله من أعماله" (عب4: 10)...
وفسر الآباء كلمة استراح بالمعنى الروحى حيث أن الله يستريح براحة خليقته وكأب لنا راحته فينا نحن أبنائه.
وإلى اللقاء فى شرح أيات آخرى صعبه المعانى...
د.أمير فهمى زخاري المنيا