د. أمير فهمى زخارى المنيا
" أمنا الغولة " شخصية الجميع يعرفها خاصة الاطفال فى الحكايات التى كانت تروى لنا قديما والتى تتحدث عن سيدة بشعة الوجه تخرج من معابد الاقصر وتقضي على اى كائن حى امامها.
ان معبد الكرنك بمدينة الاقصر مرتبط بقصص وحكايات واساطير كثيرة واهمها قصة " امنا الغولة " والتى كانت يطلقها اهل الاقصر على الالهة " سخمت " وهي آلهة الحرب والدمار والفزع وفى نفس الوقت هى آلهة الطب، وهى عين الإله رع وعشيقة الإله بتاح وتظهر بصورة امرأة آدمية ورأس لبؤة " انثي الاسد "وهى من تسبب المرض ومن تعالجه.
كان فى احدى الليالي اطفالا يلعبون بجوار حائط اثناء الحفر بمعبد الكرنك فسقط الجدار عليهم، وتزامن موت الأطفال مع العثور على تماثيل للإلهة " سخمت " مما تسبب فى تغذية قصة" أمنا الغولة " ملتهمة الأطفال وقتها وساد الاعتقاد بأنها تخرج فى الليل من معبد الكرنك تلتهم الأطفال، ووجه الآلهة " سخمت " الذي يمثل رأس اللبؤة المخيف ساعد على انتشار هذه القصص فامتنع عمال الحفر عن العمل فى المعبد خوفا من " سخمت ".
الباحث الأثري جورج ليجران الفرنسي أزال هذا الاعتقاد من داخل قلوب العمال والأهالي، حيث ادعى انه ألقى تعويذة باللغة الهيروغليفية حتى ينهى اسطورة " سخمت " وهنا صدقه اغلب عمال الحفريات وقتها واذاعوا فى البلاد بانه تم انهاء اسطورة " امنا الغولة ".
ولم تقتصر دلالة أمنا الغولة على اختطاف الأطفال في عهد الفراعنة، بل أصبح اسمها " سخمت " رمزًا للشر أو "سوء الحظ" والعدوان من خلال بعض المصطلحات منها: "سُخام البرك، وسُخام الطين".
خلصت حكايتنا اليوم وماتنساش فيه حكايات تانيه كتير..
د. أمير فهمى زخارى المنيا