محرر الأقباط متحدون
استضاف المقر البابوي بالقاهرة، مساء امس، حفل توقيع كتاب "البابا تواضروس الثاني.. سنوات من الحب لله والوطن" بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني.
والكتاب صادر عن الدار المصرية اللبنانية وهو ثمرة لحوارات متعددة أجرتها مع قداسته الإذاعية شيرين عبد الخالق، بهدف رصد عشر سنوات هي المدة التي مضت منذ جلوس قداسة البابا تواضروس الثاني على الكرسي المرقسي.
رحب قداسة البابا، في كلمة افتتاحية سريعة، بالحضور وأشاد بحديث فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء خلال المؤتمر الاقتصادي والرؤية التي تقدمها الدولة المصرية خلال الأزمة الاقتصادية العالمية.
وعن موضوع الكتاب قال قداسة البابا إنه يتناول جزءًا مهمًّا من تاريخ مصر، وأضاف أن التاريخ حياة (History is life) فهو قصة الإنسان، لذا يجب أن نصونه، وأضاف قداسته أن تسمية "الإنسان" جاءت لأنه يتمتع بفضيلة النسيان فهو يستطيع أن ينسى آلامه ويتجاوزها ويعوض ما فاته، وأكد قداسة البابا أن الوطن هو الأغلى في حياة الإنسان ولا سيما على أرض مصر بالنسبة للمصري وأن أرض مصر تتميز بأن السيد المسيح زارها.
وعن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قال قداسته إنها فريدة بين كنائس العالم، فهي أقدم كيان شعبي على أرض مصر، وإن جذورها مصرية وعاشت تخدم طوال تاريخها الوطن، وأكد أن الكنيسة لا تلعب دورًا سياسيًّا أبدًا، وأوضح أنه حتى لقاءات وتعاملات الكنيسة مع السياسيين تكون على أرضية وطنية.
وأكمل قداسة البابا كلمته الافتتاحية بقوله إن أعمدة المجتمع المصري هي مؤسسات الجيش والشرطة والقضاء والأزهر والكنيسة بالإضافة إلى المؤسسات الثقافية والاقتصادية.
وبعدها أجرت محررة الكتاب، الإذاعية شيرين عبد الخالق، حوارًا مع قداسته حول أبرز ما جاء في الكتاب، وتضمن أسئلة شخصية واجتماعية وتاريخية مرتبطة ببعض الأحداث التي مرت بالكنيسة والوطن خلال السنوات العشر الماضية.
وأعقبت الحوار مداخلات من بعض الضيوف الحاضرين.
وتصدرت الكتاب، الذي قدم له المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، عبارة قداسة البابا تواضروس الشهيرة "وطنٌ بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن" والتي قالها بالتزامن مع حرق العديد من الكنائس ضمن أحداث الاعتداءات التي وقعت في أغسطس ٢٠١٣، وأصبحت لها مكانة خاصة في ذاكرة المصريين.
ويحوي كتاب "البابا تواضروس الثاني سنوات من الحب لله والوطن" تفاصيل تنشر لأول مرة حول سنوات حياة قداسة البابا قبل البطريركية والظروف المختلفة التي عاشها خلال عشر سنوات منذ تنصيب قداسته، ولقاءاته مع عدد من القادة السياسيين والدينيين في مختلف الدول. وكذلك علاقة المحبة والتآخي التي جمعته بالرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اختير وزيرًا للدفاع وحتى انتخابه رئيسًا للجمهورية، وكيف نمت وتطورت وعبرت عن اتفاق وتفانٍ في خدمة الوطن وأهله.
ويضم الكتاب ولأول مرة QRcode يحوي حديثًا مطولًا لقداسة البابا.
حضر الاحتفالية من الشخصيات العامة، الدكتورة غادة والي المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، والمهندس طارق الملا وزير البترول، واللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، والسفيرة سهى الجندي وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة، وعدد من الكتاب والمفكرين والآباء الأساقفة والكهنة.