محمد عبد المجيد
مشكلتي لمن لا يستوعب خطورة القضية أنني أحب ديني الإسلام، وأحترم كل الأديان، وأقيم شعائر الدين وأخاف عليه من المتدينين والمزايدين والمنافقين والأفاقين والأفاكين والكاذبين!
 
مشكلتي أنني أكره تشويه ديني في صغائر الأمور، وفي مقارنته الاستعلائية مع دين شركاء الوطن الأقباط.
 
مشكلتي أنني أكره صناعة المسلم المفخخ، والمهووس بالجنس، والكاره لمن ليس مسلما.
 
مشكلتي أنني كلما انتقدت سلوكيات المسلمين المناهضة لديني؛ خرج مسلمون يتهمونني بأنني أهاجم الإسلامَ .. ديني.
 
مشكلتي أنني لا أقدس الدعاة والشيوخ والكهنة والقساوسة والحاخامات، والسلف الصالح أو الطالح.
 
مشكلتي أنني لا أخاف الاقتراب من الدبابير، ولا أكترث لاتهامات الدعاة ورجال الدين، وأعرض أي رأي على عقلي، فإن وافقه فهو ديني.
 
مشكلتي أنني أرفض السير مع القطيع الذين تربوا في مدرسة الحويني وزكريا بطرس وعمرو خالد ورشيد ووجدي غنيم ومحمود شعبان وأبي إسلام
 
مشكلتي أنني لا أتظاهر بالتدين، وإذا قمت إلى الصلاة لا يلاحظ كل من 
حولي، وإذا تصدّقت لا تعرف يميني ما أنفقت شمالي.
 
مشكلتي أنني لا أرفع راية ديني طوال الوقت، بل أجعل سلوكياتي ترافع راية إنسانيتي.
 
مشكلتي أنني أكره ربط القتل والقسوة والعنف والتكفير والفوقية والكبرياء بالدين.
 
مشكلتي أنني كلما كرهت الدعاة ورجال الدين اقتربت من الله ومن جمال وحلاوة وعقلانية ومنطقية ديني.
 
مشكلتي أنني أنفر من القزميات المتخلفة مثل ملايين صفحات التواصل الاجتماعي الدينية التي يطلقها حشاشون ومنافقون وجهلة.
 
مشكلتي مع الحمقى انني أقسمت لهم طوال نصف قرن بأني مسلم رغم أنف كل منهم، وكل منهم يقسم أنني لم أفهم الإسلام.
 
مشكلتي أنني شاهدت بأم عيني دواعش الوطن وهم يكبرون، ويتطرفون، وينجبون دواعش بيبية ستكبر وتعود إلى الوطن الأم تدمره.
 
مشكلتي أنني لا أحتال باسم الدين، وتذكرت سائق التاكسي الذي توقف وكنت في عجلة من أمري، وطلب مني أن أنتظره حتى يذهب إلى المسجد للصلاة، وأتعطل أنا، رغم أن كل الدلائل كانت تشير إلى أنه نصّاب، وحشّاش، وجاهل، ونصف أمي، وطبعا ينتظر زيادة الأجرة لانه أدىَ الصلاة وأنا شاهد عليها وله!
 
مشكلتي أنني أخرج بعد الصلاة في المسجد وأمر أمام كنيسة فلا أرىَ فارقا بيني وبين المؤمنين الآخرين
 
مشكلتي أن المسلمين غير مصدّقين أنني أحب الإسلام ولا أخاف منه، وأيضا أحب كل الأديان واللا أديان، فليس لي على الناس حُكم، وإنْ الحُكم إلا لله.
تلك هي مشكلتي خلال نصف قرن، فهل وصلت الرسالة؟
 
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفييين النرويجيين
أوسلو النرويج