قال كريم جميل رئيس مجموعة الطيران المشرفة على نقل ضيوف مؤتمر قمة المناخ، إن المبادرة بتسيير رحلة لمصر للطيران، باستخدام وقود حيوى مستدام، خلال فترة انعقاد مؤتمر المناخ فى مدينة شرم الشيخ، تأتى تأكيدًا على حرص الدولة المصرية، ووزارة الطيران المدنى، ومصر للطيران، على إيجاد حلول مبتكرة وفعالة فى خفض الانبعاثات الضارة، وتنفيذاً لأهداف الأمم المتحدة فى مجال التنمية المستدامة، وتعبيراً عن أن قضية تغيير المناخ بالنسبة لمصر شيء مصيرى.
وأشار إلى وصول الرحلة رقم ms800 من طائرة "الأحلام" البوينج 787، إلى مطار شرم الشيخ، قادمة من مطار شارل دى جول "باريس"، بالتعاون مع شركة نيستى لصناعة وقود الطائرات الحيوى، باستخدام نسبة وقود حيوى نحو 34%، وتعتبر نسبة مرتفعة جدا لاستخدام الوقود الحيوى المستدام الذى يتميز بانبعاثات أقل بنسبة نحو 80% مقارنة بوقود الطائرات الأحفورى.
وفى سياق متصل، أعلنت الشركة الوطنية مصر للطيران، إطلاق أول رحلة تجارية بوقود الطيران المستدام المعروف بإسم "SAF"، من مطار شارل ديجول بالعاصمة الفرنسية باريس، إلى مطار شرم الشيخ مباشرة اليوم السبت، بالتعاون مع شركة Neste التى تعد من أكبر الشركات العالمية الرائدة فى مجال إنتاج وقود الطائرات المستدام.
وقال الفريق محمد عباس وزير الطيران المدنى، إن استراتيجية وزارة الطيران المدنى تجاه التغير المناخى تهدف إلى تحويل قطاع الطيران إلى "صديق للبيئة" إذ تضع الوزارة فى مقدمة أولوياتها الاهتمام بقضايا البيئة والتغيرات المناخية فى إطار توجهات الدولة المصرية من خلال خطة طموحة تهدف لاستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة بما يسهم فى تنويع مصادر الطاقة وتخفيض الانبعاثات الكربونية والحد من التلوث البيئى ويواكب استضافة الدولة المصرية لمؤتمر قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ.
وتقل الرحلة على متنها وفدا من المشاركين فى مؤتمر المناخ، لتسجل مصر للطيران بذلك إنجازاً جديدا على مدار تاريخ الشركة الوطنية العريق باعتبارها من أوائل شركات الطيران فى العالم التى تستخدم الوقود الحيوى فى الرحلات التجارية، وذلك من خلال خطة واضحة للشركة الوطنية مصر للطيران، فى مجال التنمية المستدامة والبيئة لتقليل الانبعاثات الكربونية والحد من التلوث البيئى، بدءًا من عملية تحديث الأسطول والإجراءات الخاصة بتقليل الوزن على الطائرة والحد من استخدام البلاستيك أحادى الاستخدام على متن رحلاتها، إذ سيرت الشركة العديد من الرحلات بخدمات صديقة للبيئة بالإضافة إلى إعادة تدوير المخلفات بهدف تحقيق الأهداف الطموحة للتنمية المستدامة.
ويعد التغير المناخى التحدى البيئى الأكبر الذى يواجه صناعة الطيران المدنى لذلك فقد حدد قطاع الطيران واحداً من الأهداف المهمة الطموح طويلة الأجل وهو الوصول إلى "صفر" انبعاثات كربونية من صناعة الطيران المدنى بحلول عام 2050، بما يتماشى مع اتفاقية باريس للحد من زيادة درجة حرارة الأرض إلى أقل من درجتين مئويتين، ورغم أن الوقود المستدام واستخدامه ما زال فى خطواته الأولى فإنه يمثل أهمية حيوية لمستقبل الطيران وسيلعب دوراً مهما فى تحقيق الهدف الطموح الخاص بخفض الانبعاثات من صناعة الطيران من خلال التعاون بين الشركاء نحو مستقبل أكثر استدامة لهذه الصناعة.