أمينة خيري
أنظار واهتمام وتركيز العالم فى مصر. «cop27»، أو قمة المناخ المنعقدة فى شرم الشيخ، هى الحدث السياسى والاقتصادى والبيئى والمستقبلى والأمنى الأضخم والأهم الآن. قمة المناخ هذه المرة ليست مجرد رؤساء ومسؤولى دول وممثلين من جماعات وجمعيات ونشطاء وخبراء يجتمعون لبضعة أيام لتحدثوا عن قضايا البيئة والمناخ، (التى مازال البعض يعتبرها مسائل هامشية أو موضوعات مخملية). قمة المناخ فى شرم الشيخ سياسة معجونة باقتصاد، غارقة فى مسائل أمنية واجتماعية، فما وصل إليه حال الكوكب من تردٍّ لأسباب عدة- أبرزها إساءة استخدام الوقود الأحفورى وغيره من استخدامات هوجاء لا تعقُّل فيها وإنضاب متهور للموارد- لم يعد يعطى الكوكب وسكانه رفاهية وقت الانتظار أو التجاهل. كما أن ترحيل مشكلة إساءة استخدام الموارد، مثل عمليات التصنيع الكبرى، من دولة «أ» إلى دولة «ب» لحماية صحة وبيئة وسمعة شعب دولة «أ» على حساب دولة «ب» بات مفضوحًا. «cop27» فى شرم الشيخ متخم بكم هائل من قضايا تغير المناخ، وهى القضايا التى شعر بها كل سكان الأرض دون استثناء على مدار الأشهر القليلة الماضية من فيضانات وأعاصير وجفاف وغيرها، مع تصاعد مخاطر الهجرة واللجوء والنزوح والجوع بسبب تغير المناخ بشكل مخيف. لكن «cop27» أيضًا هو إحدى تلك الفرص الذهبية النادرة التى لا تتكرر كثيرًا.
مصر تستحق تسليط الضوء، وتستحق أكثر بكثير مما تحظى به من جذب سياحى واستثمارى. حتى فى سنوات ما قبل أحداث 2011 وما تبعها من أحداث أثرت سلبًا على حركة السياحة القادمة إلينا، حتى فى هذه السنوات التى كنا نستقبل فيها ملايين السياح على الشواطئ وفى المتاحف والمواقع الأثرية وغيرها، كنا نستحق أضعاف ما نستقبل. وحين يُضاف إلى ذلك الواقع الاقتصادى الصعب، والحاجة الماسّة إلى مزيد من الموارد، وحبذا المستدامة، فإن السياحة تطل برأسها حلًّا ذهبيًّا مستدامًا ومتجددًا. وبعيدًا عن الاهتمام الأممى والرسمى والعالمى بالقضايا الرئيسية المطروحة فى أجندة «cop27»، فإن مصر تجد نفسها مطروحة أمام مليارات البشر فى مشارق الأرض ومغاربها.
لا يخلو موقع خبرى أو قناة تليفزيونية أو حتى صحيفة محلية صغيرة تصدر فى قرى متناهية الصغر، فى الدول التى تُعد أسواقًا واعدة لتصدير السياحة إلينا، من ذكر مستفيض لمصر. مواقع المنظمات التابعة للأمم المتحدة لا تخلو من إشارات مستفيضة عن مصر، ومعلومات تاريخية وثقافية واجتماعية عنها. هذه هى فرصتنا الحقيقية لنوجه رسائلنا إلى العالم بلغته، ولا أعنى بلغته الإنجليزية والفرنسية والإسبانية. أعنى لغة العالم، أى بالطريقة التى تعنى له شيئًا وليس مجرد موضوعات تعبير أو إنشاء لا تسمن أو تغنى من جوع. وهل هناك أكثر من كرم ضيافة واستقبال مُنزَّه عن جهود النصب والاحتيال متناهى الصغر عظيم الأثر فى حركة السياحة؟. حفظ الله مصر، وهدانا وإياكم إلى استثمار الفرصة الذهبية.
نقلا عن المصري اليوم