د. أمير فهمى زخارى المنيا
في 14 فبراير من كل عام، يحتفل العالم بـ"عيد الحب" أو ما يعرف عالميا باسم "الفالنتاين". وينتظر المحبون هذه المناسبة للتعبير عن حبهم لبعضهم البعض بصفة خاصة ولإحياء مشاعر قد تكون مغمورة في ظل الروتين اليومي. أما مصر، فتحتفل بعيد الحب في تاريخه العالمي لكن أيضا بتاريخ 4 نوفمبر من كل عام، فما أسباب اختيار مصر لهذا اليوم بالتحديد للاحتفال بالمناسبة؟

وعلى الرغم من أن الحب لا يحتاج للتقيد بتاريخ ما للاحتفال فإن العالم تعارف على 14 فبراير/شباط الذي يرجع أصله لروايات تاريخية مختلفة،  «يوم الفلانتين» انتشرت عن بدايته الكثير من الروايات، لعل أشهرها، ما حدث في القرن الثالث الميلادي، في الإمبراطورية الرومانية، وبالتحديد إبان فترة حكم الإمبراطور كلاديوس الثاني، الذي منع الجنود من الزواج، حتى لايشغلهم الحب عن الحروب الكثيرة التي اعتاد خوضها، الأمر الذي اعترض عليه القديس «فلانتين»، وقام بتزويج الجنود سرا، ولكن ما لبث الأمر أن عرف من قبل الحاكم، وسجن القديس، وتم إعدامه يوم 14 فبراير، وأصبح هذا اليوم عيدًا للعشاق في كل ربوع العالم.

عيد الحب المصري
تعود قصة تخصيص يوم للاحتفال بعيد الحب المصري، على خلاف الاحتفال العالمي يوم 14 فبراير من كل عام، إلى 4 نوفمبر عام 1988 حينما خرج الكاتب الصحفي مصطفى أمين من السجن، واندهش عندما شاهد جنازة في حي السيدة زينب بوسط القاهرة، لا يسير بها سوى 3 رجال فقط، فتعجب من المشهد فالمعروف عن المصريين أنهم يشاركون في جنازات بعضهم البعض، حتى ولو كان الميت لا يعرفه أحد.

واقترح "أمين" في عموده "فكرة" بجريدة أخبار اليوم أن يكون هذا اليوم من كل عام هو "عيد الحب المصري"، لنشر السلام والحب بين أفراد المجتمع، وليكون نافذة آمل للجميع لنفض همومهم وآلامهم،

وعلى الرغم من الهجوم الذي تعرضت له فكرة مصطفى أمين، إذا اعتقد البعض أنه يدعو ليوم للتعبير عن الحب بين الرجل والمرأة فقط، وبمرور الوقت انتقلت تلك الدعوة من مجرد فكرة إلى انتفاضة للحب بين المصريين، وبات يوم 4 نوفمبر من كل عام عيدا للحب في مصر.

ولم يكن يقصد مصطفى أمين الحب بين "الرجل والمرأة"، ولكنه حث على الحب الإنساني بين أفراد الأسرة وتجدد عهد الحب والولاء للوطن، والوفاء للمعلم، عيدا لا ينتهي بتقديم الهدايا، ولكنه يعطي قبلة الحياة لإنسانية البشر.

وأجمع عدد من خبراء علم الاجتماع وعلم النفس على أن عيد الحب غير مخصص للمحبين والشباب فقط، بل إنه لجميع فئات المجتمع المصري، وأنه تم تخصيص ذلك اليوم لنشر المحبة والسلام بين جميع أفراد المجتمع وحب الوطن، مؤكدين أن الشعب المصري شعب رومانسي بالفطرة.
كل عيد حب وانتوا طيبين...
د. أمير فهمى زخارى المنيا