فاطمة ناعوت

 «مصرُ عادت شمسُك الذهبُ». الشمسُ تُشرقُ على بلادى الراهنة فى «الجمهورية الجديدة» على نحو مختلف: أكثر إشراقًا ونُصوعًا وإبداعًا وحُبًّا. لأن الَله تعالى قد منحَ مصرَ قائدًا عاشقًا لمصرَ وشعبِها، لا أحسبُه ينامُ منذ ٢٠١٤، مذ تولّى مسؤولية ثقيلة تنوء عن حملها الجبال، حين تسلّمَ مصرَ قبل ثمانى سنوات مُنهكةً واهنةَ القلب تكسّرت فيها النصالُ على النصالِ بعد عام من التخريب العمدى بيد الإخوان، وما تلاه من إرهاب أسود يستميتُ لإحراق الأرض بعد إسقاط الخونة. ولكن القائد الجسور الذى أنقذنا من ويل الإخوان المعتم، تصدّى بكل قوة لعجز الموازنة والإرهاب، ثم راح يفتح الملفات تلو الملفات: الصحة، التعليم، البنية التحتية، العشوائيات، استزراع الأراضى والثروات السمكية، استخراج نفائس مصر وكنوزها مثل الرمال السوداء ومصادر الطاقة، وغيرها ما يحتاجُ إلى ألف مقال لحصر إنجازات الرئيس السيسى فى الجمهورية الجديدة.

 
واليوم تتوافد الحشودُ الكثيفةُ على مطارات أرضنا الطيبة الآمنة، إما للسياحة، والاستمتاع بكنوزنا وطقسنا المدهش، أو للمشاركة فى قمّة تغيّر المناخ لعام ٢٠٢٢: COP27 الذى تستضيفه مصرُ هذه الأيام فى شرم الشيخ. وعطفًا على الضيوف العابرين المؤقتين، دعونى أحدثكم عن ضيوف مُقيمين معنا، يحلّون على وطننا الآمن إلى أمدٍ لا يعلمنه إلا الُله، يرجون ألا يبرحوا مصرَ، رغم عشقهم لأوطانهم الأصلية. ذاك أن صروفَ الزمان تحول دون عودتهم إلى بلادهم التى نخرتها يدُ التخريب والإرهاب ومزّقت مظلةَ الأمان، تلك التى نتمتع بها نحن المصريين، ولله الحمد والشكر، ولجيشنا المصرى العظيم وقائدنا الجسور «عبد الفتاح السيسى» كل الاحترام والامتنان.
 
دعونى أنقل لكم «بوست» كتبته شقيقة لنا من العراق على صفحتها فى فيسبوك، ونشرته صفحةُ الحى الذى أسكنُ فيه.
 
«أنا عراقيةٌ بغدادية من بلد الرافدين، أسكنُ فى حيّكم بأرض مصر الجميلة. أنا بنت أقدم الحضارات: بغدادَ عاصمة الدولة العباسية، التى كانت مِهادًا للعلم والعلماء والحضارة والعمران. دخلتُ مصر لأول مرة سائحةً عام ٢٠٠٧، وكنتُ أقول لسائقى التاكسيات المتبرمين من كل شىء: «احمدوا الله أنتم فى نعمة. إحنا بلدنا بقت خراب. لا أمان ولا عمران ولا زراعة ولا صناعة ولا حتى كهرباء. ثم جئتُ إلى مصر للإقامة الكاملة عام ٢٠١٦ وأحببتُ المكان الذى أعيشُ فيه الحمد لله: أمان وهدوء ونظافة ومساحات خضراء وجو نقى ونظيف وناس محترمة. وبدأت أتأملُ الإنجازات العظيمة والمذهلة التى حدثت فى مصر منذ أسقطتم الإخوان. وأندهشُ جدا ممن لا يرون هذا الكم من التطور الذى حدث فى عهد رئيسكم السيسي! هكذا طبع البشر يتطلع لأشياء يفقدها، وينسى النِعَم التى لديه. أيها المصريون الطيبون: احمدوا ربكم يا ناس على نعمة الأمان. احمدوا ربكم على رئيسكم. أنتم ما شاء الله تعدادكم عدى الـ ١٠٠ مليون، صدقونى لو أى دولة عربية مكانكم كانت انهارت. ليس بالهيّن أن توفر لكم دولتكم خدمات مدعومة بمقابل رمزى من ماء صالح للشرب وخبز وغذاء ودواء وكهرباء وغاز ومدارس وجامعات... إلخ! لا تقارنوا أنفسكم بالخليج أصحاب النفط الذين لا يتعدى عدد سكانهم عُشر تعدادكم. احمدوا ربكم على (نعمة الأمان)، ويالها من نعمة! احمدوا ربكم أنكم لستم بحرب. إحنا من سنة ١٩٨٠ وحروبنا مستمرة. احمدوا ربكم أن علاقاتكم بالدول الأخرى جيدة. إحنا كل جيراننا بقوا أعداء! احمدوا ربكم إن فى كهرباء. دى بحد ذاتها نعمة كبرى. إحنا من سنة ١٩٩٠ فى معاناة. عارف لما تصحى الفجر والدنيا ضلمة والأولاد عندهم مدارس! ناس تخبط فى ناس! عارف إيه يعنى لما الصيف تتعدى درجات الحرارة الخمسين مئوية وكهرباء مفيش! إحنا ندفع ٢٠٠ دولار شهريا لمولدات أهلية بس حتى نشغل إضاءة وثلاجة ومكيّف واحد صغير جدا. ربنا يعمر مصر ويحفظ أهلها عشان إنتو فعلا ناس طيبين وتستاهلوا كل الخير. بلدكم بقت مضيف لكل العرب والأجانب. لا تهدموا وطنكم الجميل. لا تتغافلوا عن كل ما به من نعم، لأن بالشكر تدوم النعم». وردت عليها جارةٌ سورية أخرى تعيش بيننا: «وأنا سورية ودايما أقول هذا الكلام لإن إحنا كمان كنا عايشين فى رخاء ونعيم ومكناش حاسين بالنعمة دى لغاية ما قامت الحرب وكل حاجة اتبدلت. فياريت تحسوا بالنعم اللى انتوا فيها وتتمتعوا وتحمدوا ربنا. وإن كان على غلاء الأسعار، ف ده فى كل العالم ودايما لازم نقول الحمد لله على نعمه علينا».
 
شكرًا للجارتين الجميلتين وأهلا بأشقائنا أبناء العراق وسوريا بيننا. تحيا مصرُ، وعاش شعبُنا واعيًا خصيمًا للمُضلّلين أعداء الوطن. وحفظ اللهُ رئيسنا العظيم «عبدالفتاح السيسى».
نقلا عن المصرى اليوم