زهير دعيم
صدّقوني أنّني لا احمل همًّا ، وما قلقتّ ولا أقلق من نتائج الانتخابات البرلمانيّة الأخيرة وفوز اليمين ، مع أنّني كنت أريدها "غير شكل" ؛ فكنت أريد وحدة عربية وكوكبة اكبر بكثير من النوّاب العرب ، كما وكنت أريد ان تكون  ميرتس مُمثلّةً فيها ، وكنت أريد أن أرى مُكلَّفًا آخر غير نتنياهو تُلقى على كتفه مهامّ تشكيل الحكومة القادمة .

             نعم أنام نومًا هادئًا ولا أخشى شيئًا ، فأنا لا أخشى سموترتش ولا ابن غفير ولا أبو غفير حتى ولو اصبح الأول وزيرًا للمالية والثاني وزيرًا للداخلية .

            وكيف اخشاهما وعيناي نحو السّماء ونحو من قال ويقول لي : " لا تخف ، أنا مَعَك " .

    وكيف اخشاهما والدّولة دولة قانون !!! رغم كلّ الثّغرات هنا وهناك وهنالك.

  وكيف اخشاهما وأنا أعرف وأعي أنّ " الذي يحكي مْن برّا غير الذي يحكي من جوّا "  وأن الدّعاية الانتخابية غالبًا ما ينتهي مفعولها ويختفي اثرها او يكاد غداة صدور النتائج او بعد بقليل، وعندما يتبوأ أهلها سدّة الحكم .

    أتظنون أنّ ابن غفير – مع كلّ عنصريته – سيقطع مخصّصات الأطفال والشيخوخة والتأمين الوطنيّ والصّحيّ عن المواطن العربيّ في إسرائيل ؟!ّ!
   أتظنون أنه يستطيع أن يُجفّف ميزانيات سلطاتنا المحلية العربية؟.

  أتراه يستطيع أن يسنّ قوانين عنصرية تفضح " طابقه" أمام العالم ؟!

   لا اظنّ ؛ بل حدسي التفاؤليّ يقول :
من يدري فقد ننعم ! مع مثل هذه الحكومة بأجواء أقرب نوعًا ما الى العدل والمساواة ، فنتنياهو وهو يعلم علم اليقين انّ هذه هي فترة رئاسته الأخيرة ،قد يعود الى رشده ، فينضج ويروح يعمل على زرع الاخوّة والمحبة بين اليهود انفسهم من جهة،  وبين العرب واليهود في البلاد من جهة أخرى بدل التشرذم والتفرقة ، بل ومع الشعب الفلسطيني .

    ومن يدري ايضًا فقد نجد الدكتور منصور عبّاس بحنكته  ودون ان يتخلّى عن هويته العربية الفلسطينية ، يعمل من خارج الائتلاف على تحصيل بعض الحقوق التي غابت وهُضمت، فيزيد من ميزانيات سلطاتنا المحلية ،  ويرفع الضّيْم عن مدارسنا ومشافينا الاهليّة ، ويكسر شوكة قوانين الظلم التي تسير عليها شركة الكهرباء ولجان التنظيم والبناء ؛ هذه اللجان التي تظلمنا وتجعلنا عنوة نتجاوز القانون !!!

   وخلاصة القول : باقون هنا ... مزروعون  ... منغرسون وجذورنا تلامس وتعانق الأعماق ، ولا ولن يقدر علينا كلّ أبناء غفير وأمثاله.