ياسر أيوب
انتهت الحرب العالمية الأولى لكن الحياة لابد أن تستمر وكرة القدم لابد أن تعود رغم كل الجروح والمواجع التى خلفتها تلك الحرب.. كانت تلك هى الدعوة التى أطلقها جول ريميه، رئيس الاتحاد الفرنسى لكرة القدم فى 1919 وعارضه كثيرون قائلين إنه لايزال من المبكر التفكير فى كرة القدم.. فأوروبا كانت منقسمة والعالم كله لايزال يسدد فواتير الحرب دماء وخسائر وخرابا.. ولم يكن جول ريميه من الذين يستسلمون بسهولة أو يخشون المواجهة.. وكانت المواجهة الأولى والأكبر بين جول ريميه والهولندى كورنيليس أوجست القائم بأعمال رئيس الاتحاد الدولى بعد وفاة الرئيس الثانى الإنجليزى دانييل بيرلى وولفول.
وانتهت المواجهة باجتماع فى بروكسل أعاد فيه جول ريميه شرح رؤيته ونجح فى إقناع كثيرين بها.. وبالفعل تم اختيار جول ريميه رئيسا جديدا للاتحاد الدولى لكرة القدم فى اجتماع انعقد فى مدينة أنتيويرب البلجيكية التى استضافت الدورة الأوليمبية 1920.. وتمت مخاطبة اتحادات الدول الأعضاء للتصويت بالبريد حتى اكتمل النصاب القانونى اللازم لإعلان جول ريميه رئيسا رسميا للاتحاد الدولى فى 21 مارس 1921.
ولم يتخيل كثيرون وقتها أن جول ريميه سينجح فى تغيير شكل كرة القدم فى العالم واتحادها الدولى أيضا.. وفى حقيقة الأمر كان لديهم الحق فى عدم توقع ذلك.. فلم يسبق أن لعب جول ريميه كرة القدم ولم يكن من عشاقها الكثيرين الذين مارسوا هذا العشق منذ الطفولة.. وكان فقط يريدها وسيلة لعالم أكثر إنسانية وعدالة تسقط معها وبها أى فوارق سياسية واقتصادية واجتماعية.. ولتحقيق ذلك.. دعا جول ريميه بلدانا كثيرة لتنضم للاتحاد الدولى ليكون صوتا لكرة القدم فى العالم كله وليست أوروبا وحدها، فاكتسبت اللعبة شعبيتها العالمية الهائلة.. وقبل ذلك أجبر جول ريميه اللجنة الأوليمبية الدولية على احترام الاتحاد الدولى لكرة القدم ليكون هو المسؤول الأوحد عن المسابقة الكروية فى أى دورة أوليمبية فاكتسب الاتحاد الدولى لكرة القدم مكانته واعتباره.. وحين بدأ جول ريميه التفكير فى إقامة بطولة عالمية لكرة القدم بعيدا عن الدورات الأوليمبية.. حاربته اللجنة الأوليمبية الدولية وعارضه الإنجليز.. ولم يخش جول ريميه خوض هذه الحرب، أو يرهبه غضب كل أصحاب الأسماء الكبيرة.. فقد كان صاحب قضية حقيقية، مؤمنا بحق الجميع فى لعب كرة القدم والمشاركة فى بطولاتها والاستمتاع بها.
نقلا عن المصرى اليوم