مع بدء ظهور نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، التي أظهرت أداءً ضعيفا للجمهوريين في مقاعد الشيوخ والنواب، وتمكن الديمقراطيين من صد "الموجة الحمراء" التي كانت متوقعة.

واعتبر مراقبون أن احتفاظ حاكم فلوريدا رون ديسانتيس بمنصبه يعد تحديا لترامب في ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2024، حسبما ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية.

كما تشير النتائج إلى بقاء الرئيس جو بايدن المرشح الديمقراطي للرئاسة، بينما يواصل حزبه الدفاع عن القضايا المؤيدة لحق الاختيار في صناديق الاقتراع، إلا أن حاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم بات يمثل تهديدا لا يمكن تجاهله.

من هو ديسانتيس؟
    رون ديسانتيس (44 عاما) يعد وجها سياسيا جديدا نسبيا، حيث تم انتخابه لأول مرة ليشغل مقعدا في مجلس النواب عام 2012.
    أصبح حاكم ولاية فلوريدا منذ عام 2019.
    بفارق يزيد عن 1.5 مليون صوت، حقق فوزا ساحقا في الانتخابات النصفية.
    هذا الفوز الكبير أثار التكهنات بأنه قد يترشح للرئاسة في غضون عامين، وينافس ترامب بقوة على قيادة الحزب الجمهوري.

ترامب يشعر بالخوف
    في إشارة واضحة إلى أن ترامب مدرك تماما للواقع الجديد الذي فرضته الانتخابات النصفية، وحجم التهديد الكبير الذي يشكله ديسانتيس عليه، قرر الرئيس السابق الخروج عن صمته، بتعليق يراه كثيرون "غير موفق"، وذلك بتحذير ديسانتيس من الترشح للرئاسة عام 2024.
    قبل ساعات من انتخابات الثلاثاء، قال ترامب إنه "إذا أقبل ديسانتيس على ذلك فإنه سيلحق الضرر بالحزب الجمهوري".
    في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز"، اعتبر ترامب أن ديسانتيس "سيرتكب خطأ فادحا"، وأن "القاعدة الجماهيرية لن تحب الأمر".
    في حدث منفصل في ولاية بنسلفانيا، أشار ترامب إلى ديسانتس بـ"Ron De-Sanctimonious" أي رون "مدعي الورع والتهذيب"، مما أثار انتقادات من قبل المحافظين.
    بعد يوم من تلك التصريحات، أقرّ ترامب بأن ديسانتيس "سيفوز على الأرجح حتى لو لم يحظ بتأييده الواضح والصريح"، وهو ما تحقق بالفعل.

غافين نيوسوم
على الجانب الديمقراطي، ذكرت صحيفة "بوليتكو" الأميركية أن الأغلبية الساحقة من سكان كاليفورنيا لا يريدون أن يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى فترة ولاية أخرى ويرون الحاكم الديمقراطي غافين نيوسوم (55 عاما) منافسا رئيسيا لخلافته، وفقا لاستطلاع جديد.

وأوضحت الصحيفة أن بايدن لطالما كان على أرضية سياسية هشة، حيث أبلغ الديمقراطيون عن إحباطهم من رئيسهم وطالبوا ببديل.

واعتبرت "بوليتكو" أن هذا الوضع أوجد فرصة للديمقراطيين الطموحين مثل نيوسوم، الذي نفى الاهتمام بالسعي للرئاسة في عام 2024، بينما كان يعمل بجد لتوسيع ملفه الوطني.

استطلاع رأي
    أكد استطلاع جديد أجراه معهد بيركلي للدراسات الحكومية على الناخبين في كاليفورنيا الخطر الذي يواجه بايدن وإمكانية فوز نيوسوم.
    قال 61 بالمئة من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع عبر الإنترنت في الفترة من 9 إلى 15 أغسطس إن بايدن يجب ألا يترشح في عام 2024، بما في ذلك حوالي نصف الناخبين الديمقراطيين ومعظم المستقلين.
    كانت نسبة تأييد الرئيس على مستوى الولاية فاترة وبلغت 48 بالمئة، حيث قال ثلاثة أرباع سكان كاليفورنيا إن البلاد تسير في المسار الخطأ.
    تم ربط نيوسوم والسناتور الديمقراطي بيرني ساندرز عن ولاية كاليفورنيا - الذي احتل المركز الأول في انتخابات كاليفورنيا التمهيدية لعام 2020 - باعتباره الخيار الأول للناخبين الديمقراطيين والمستقلين ليحل محل بايدن، تلته نائبة الرئيس كامالا هاريس.
    النسبة الأكبر من الناخبين لم يحسموا أمرهم في إشارة إلى الحالة الغامضة لسباق انتخابات 2024.