كتب: محرر الأقباط متحدون
أكدت منال الطيبي الناشطة الحقوقية أن كل الدول تعانى من انتهاكات لحقوق الإنسان ولكنها تختلف في حجمها ونوعيتها ووتيرتها، وتحرك منظمات حقوق الإنسان والحكومات حتى الأمم المتحدة يكون وفقا لما يتوافق مع مصالحها.

وقالت "الطيبي" على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك "كل دولة فيها انتهاكات لحقوق الإنسان  ناشطة حقوقية

مفيش دولة مفيهاش انتهاكات حقوق إنسان، لكن بتختلف فى حجمها ونوعيتها ووتيرتها. وبالتأكيد برضه مصر فيها انتهاكات ضخمة لحقوق الإنسان. لكن اللى الناس مش فاهماه أن لا حكومات الدول الغربية، ولا المؤسسات الدولية لحقوق الإنسان، ولا حتى الأمم المتحدة نفسها أطراف نزيهة تتحرك وفقا للمبادئ والحقوق، ولكن وفقا لحسابات ومصالح وعلاقات، قد تكون فى كثير من الأحيان مناقضة لهذه المبادئ ولحقوق الإنسان ذاتها.

وفى هذا السياق، هناك مثل شعبى مصرى فى غاية العبقرية وهو المثل القائل " الشئ لما بيزيد عن حده، بيتقلب لضده".

يعنى أيه؟ يعنى شوفوا كام سجين رآى مسجونين، أو كام سجين محكوم عليه حتى بالإعدام، لكن الغرب والمنظمات الدولية قرروا يركزوا على سجين واحد بس فى مؤتمر المناخ، وهو ليس اكثر السجناء فى مدة سجنه، ولا اكثر السجناء فى مدة عقوبته، ولا اكثر الشخصيات تأثيرا، ومع ذلك تحول مؤتمر شرم الشيخ لسيرك تم نصبه فقط للإفراج عن سجين واحد وحيد!!

هذا الاهتمام الشديد كان داعيا لكى يسأل حتى الشخص العادى، لماذا هذا السجين بالذات دون غيره؟
والحقيقة أن هذا سؤال مشروع للغاية وليس من قبيل المؤامرة أو الغلوشة؟
لقد إدعت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان منذ عدة سنوات أن هناك ستين الف سجين رآى فى مصر، فهل من المقبول أن تحشد هذه المنظمات والحكومات كل قواها للإفراج عن مسجون واحد وحيد دون غيره؟!

دول حتى لم يطالبوا بالإفراج عن بقية السجناء فى نفس قضية السجين الذى يطالبون بالإفراج عنه؟!
فما سر هذا الاهتمام الذى لم يحصل عليه حتى الزعيم مانديلا؟!
وهنا أرجو أن لا يساء فهمى، فأنا أتمنى خروج كل المساجين، لكن الانتقائية الشديدة للحكومات والمنظمات الدولية فى التركيز على سجين واحد تثير ليس فقط التساؤلات، ولكنها أيضا تثير أيضا الكثير من الشبهات.

وبكل آسف، فإن مؤتمر شرم الشيخ كان من الممكن الاستفادة منه بشكل أفضل فيما يخص حقوق الإنسان بمناقشة قضايا هامة مثل سجناء الرآى ككل، المجتمع المدنى وكيفية فتح المجال له، الصحافة والإعلام وحرية الرآى والتعبير، وغيرها من القضايا التى تمس الجميع أو الكثيرين.
لكن بكل آسف، التركيز على شخص واحد، أضاع فى مقابله قضايا هامة أخرى ومنها قضية جميع السجناء الآخرين.
وهناك الكثيرون من الأغبياء فرحانين بالسيرك المنصوب، لكنهم فى المقابل، مش شايفين الفرص الضائعة من الناحية الأخرى.