تعثر مالي ضاقت معه الأرض بما رحبت على نقاش حتى أنه بات لا يقوى على المضي قدمًا في الحياة. أزمة مالية أفقدته الشغف بل والحلم بغدٍ أفضل مفضلا الرحيل تاركًا أسرته تتلقفها الأمواج في ظروف صعبة وذكرى يعصب محوها من ذاكرتهم.
ذات يوم، تواجد "أحمد" بمنزل أسرة زوجته بحي الوراق، الكل يتبادل الحديث باستثناء صاحب الثلاثين عاما. وجوج يعلو وجهه وصمت يطبق على شفتيه حتى قرر في لحظة إنهاء كل ذلك بل وحياته أيضًا على غرار التونسي محمد البوعزيزي.
داخل مكتبه بقطاع الشمال تلقى العميد هاني شعراوي رئيس مباحث القطاع، إشارة من نقطة شرطة ملحقة بأحد المستشفيات بوصول عامل مصاب بحروق متفرقة بالجسم وسوء حالته الصحية.
توجيهات سريعة من العقيد مجدي موسى مفتش مباحث فرقة الوراق وأوسيم، بسرعة انتقال قوة أمنية إلى المستشفى وأخرى إلى محل الواقعة للوقوف على ملابساتها، والتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه.
تحريات المقدم هاني مندور رئيس مباحث الوراق، ومعاونيه الرائد محمد حربي والنقيب أحمد ماهر وقفت على كواليس لحظات فارقة في حياة النقاش البسيط. فاجأ ذو الـ30 سنة الجميع بسكب كمية من البنزين على جسده وإضرام النيران فيه مرددا "ماحدش يزعل عليا ..سامحوني".
ذهول وضدمة تسمرت معها أقدام الجميع قبل أن يهرع أحدهم لنجدته بلفه ببطانية ونقله إلى أقرب مستشفى أملا في إنقاذه لكنه فارق الحياة متأثرًا بإصابته. جرى إيداع الجثة المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التي صرحت بالدفن.