د.امير فهمي زخاري المنيا
العبارتان صحيحتان ، مع الفارق بين معنى كل عبارة على حدة .

فالسلام ( عليكم ) ، هى عبارة ( تحية ) ، اما السلام ( لكم ) فهى ( دعاء ) .
فأنت تقول لإنسان ( السلام عليك ) عندما تريد ان تُحييه ، فتلقى ( عليه ) السلام اى تلقى ( عليه ) التحية .
و لكنك إذ تقول له " السلام لك " فانت تطلب ( له ) هبة السلام ، وترجوها ( له ) .

و قد إستخدم الكتاب المقدس هاتين العبارتين ، فإستخدم ( السلام عليكم ) ، عندما يكون المقصود بالسلام هو ( التحية ) . و إستخدم ( السلام لكم ) عندما يكون المقصود هو( الدعاء ) بالسلام .

و من ذلك بالنسبة للتعبير الاول ( السلام عليكم ) ما جاء فى سفر المزامير :
- سلام على إسرائيل . ( مز 124 : 5 ) ، ( مز 127 : 6 )*
- و قال المسيح له المجد فى الانجيل لتلاميذه :
ومتى دخلتم بيتاً فألقوا عليه السلام . ( مت 10 : 12 ) ، ( مت 5 : 47 )
- وقال أيضاً لتلاميذه :
و لا تسلموا فى الطريق على أحد . و أى بيت دخلتموه ، فقولوا أولاً : السلام على هذا البيت . فإن كان هناك ابن السلام فسلامكم يحل عليه . ( لو 10 : 5 - 6 )

- وجاء فى الانجيل عن القديسة مريم العذراء انها :
دخلت بيت زكريا و سلمت على إليصابات . ( لو 1: 40 )
- وقالت الملائكة يوم ميلاد سيدنا له المجد :
و على الارض السلام( لو 2 : 14 )
- وقال الانجيل أيضاً عن الرب يسوع له المجد انه بعد ان نزل من على جبل التجلى :
رأى جمعاً عظيماً .. فما إن رأوه جميعاً حتى بُهروا وسارعوا بالسلام عليه . ( مر 9 : 15 )

- وبعد الحُكم بالصلب يقول الكتاب المقدس :
" ألبسوه رداءً ارجوانياً وضفروا تاجاً من الشوك ، ووضعوه على رأسه . وراحوا يحيونه قائلين : عليك السلام يا ملك اليهود " ( مر 15 : 17 - 18 )

- وجاء عن القديس بولس الرسول أنه :
" لما نزل من قيصرية صعد و سلم على الكنيسة " ( أع 18 : 22 )

- وقال أيضاً سفر الاعمال :
" ولما أكملنا السفر فى البحرمن صور أقبلنا إلى بتولمايس ، فسلمنا على الاخوة " ( أع 21 : 7 )
- وقال القديس بولس فى رسائله :
" سلموا على بريسكلا واكيلا العاملين معى فى المسيح يسوع " ( رو 16 : 3 )
" سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة " ( رو 16 : 16 )
" يُسلم عليكم تيموثاوس العامل معى .. وأنا ترتيوس كاتب هذه الرسالة ، أسلم عليكم فى الرب . يُسلم عليكم أراستس ، خازن المدينة . كنائس المسيح تُسلم عليكم " ( رو 16 : 21 -23 )
والكثير من الآيات التى تشمل هذا التعبير .

-----------------------------
اما التعبير الآخر ( السلام لكم ) ، فهو كما قلنا دعاء بالسلام إذا كان الدعاء من مخلوق لبشر ، فإذا كان من الله فهو منحة وهبة وعطية من رب السلام ومانحه .

و قد ورد كثيراً بهذا المعنى :
- فمن قبيل الدعاء من مخلوق لبشر :

قول عبد يوسف الصديق لاخوة يوسف : " سلام لكم . لا تخافوا " ( تك 43 : 23 )
- وقول الملاك جبرائيل للعذراء مريم : " سلام لك أيتها الممتلئة نعمة " . ( لو 1 : 28 )
- ومن قبيل المنحة والهبة والعطية من عند رب السلام ومانحه :
قول المسيح له المجد لمريم المجدلية ومريم الأخرى بعد قيامته المجيدة :
" السلام لكما " ( مت 28 : 9 )

، ولتلاميذه عندما ظهر لهم فى العلية :
" السلام لكم " ( لو 24 : 36 ) ، ( يو 20: 19 ، 21 ، 26 ) .
- ولقد إستخدم القديس بولس الرسول هذا التعبير فى فاتحة رسائله الى الكنائس التى أرسل اليها رسائله من ذلك قوله لاهل رومية :
" النعمة لكم والسلام من الله أبينا و من الرب يسوع المسيح " ( رو 1: 7 ) ، ( 1 كو 1 : 3 ) ، ( 2 كو 1 : 2 ) ، ( غلا 1 : 3 ) ، ( اف 1 : 2 ) ، ( في 1 : 2 ) ، ( كو 1 : 2 ) ، ( 1 تس 1 : 1 ) ، ( 2 تس 1 : 2 ) .
- وإستخدمها القديس بطرس الرسول فى ختام رسائله :
" سلام لكم يا جميع الذين فى المسيح يسوع " ( 1 بط 5 : 14 ) .

- وإستخدم الرسول القديس يوحنا التعبيرين معا فى عبارة واحدة فى ختام رسالته الثالثة :
" السلام لك . يسلم عليك الاحباء . سلم على الاحباء بأسمائهم " ( 3 يو : 15 )
و منه يتضح أن قوله " السلام ( لك ) فيه ( دعاء ) ، وطلب إلى الله ان يمنحه السلام . أما قوله : " يسلم عليك الاحباء . سلم على الاحباء بأسمائهم . فالمقصود هو تبليغ التحية .

و بهذا المعنى يقول الكاهن فى القدّاس للشعب عددا من المرات : " السلام لكم " . و المعنى انه يدعو لهم بالسلام ، ويرجو لهم من الله السلام ، و يسأل من أجلهم ان يمنحهم الله السلام .

عرفتوا السلام لكم والسلام عليكم'> الفرق بين السلام لكم والسلام عليكم ... العبارتين من الكتاب المقدس ...  
د.امير فهمي زخاري المنيا