كتب: محرر الأقباط متحدون
تحتفل الكنائس القبطية بعشية عيد أمير الشهداء مارجرجس، واقيمت الصلوات خاصة في الكنائس التى على اسم الشهيد.
ولكن الاحتفال الأكبر يقام بدير الشهيد مارجرجس بالرزيقات والذى يشاهد الآلاف من الزوار حول العالم.
وامير الشهد من اعظم شهداء الكنيسة القبطية ، حيث استمر تعذيبه لمدة ٧ أعوام.
ويقول الكاتب محمد يسرى في مقال له عن الشهيد مارجرجس بأحد الجرائد، أن الأمير مارجرجس من أكثر الشهداء والقديسين والشخصيات المسيحية على حد تعبيره التى تحظى بهذا الاهتمام وهذا التبجيل.
وكتب يسرى" لم تحظ شخصيّة من شخصيات القدّيسين والشهداء المسيحييّن، بالاهتمام والتبجيل الذي حظيت به شخصيّة الشهيد مارجرجس الروماني، فتكاد لا تخلو مدينة من مدن العالم المسيحي، من كنيسة أو دير يسمّى باسم القدّيس جرجس، ويكفي أن في مصر وحدها ما يزيد عن 370 دير وكنيسة تحمل اسم هذا القدّيس. حكاية "أمير الشهداء"، كما يعرفه المسيحيون، اختلطت وامتزجت ببعض الموروثات الشعبيّة القديمة، كما أنها قد صيغت في المدوّنة القصصيّة الإسلاميّة بطريقة تنسجم مع العقائد والمبادئ الإسلاميّة، وفي الوقت نفسه صارت جزءاً لا يتجزّأ من التديّن الشعبي المعاصر.
وأضاف الكاتب محمد يسرى عن قصة أمير الشهداء وعذباته" من اللافت للنظر أن تفاصيل عذاب مارجرجس وسيرته مع الإمبراطور دقلديانوس، قد جمعت الكثير من المآثر المعروفة للأنبياء والرسل السابقين. فعندما ذهب إلى بيت الأصنام، قام بتكسير الأوثان الحجرية كلّها، كما وقع مع النبي إبراهيم في الرواية الإسلاميّة، وعندما حاول الإمبراطور أن يغريه ويستميله وأدخل عليه في سجنه فتاةً بارعةَ الحسن والجمال، رفض جرجس هذا الإغراء القوي، وتعفّف عن الخطيئة كما ورد في قصّة النبي يوسف. أيضاً نلاحظ صبر جرجس على العذاب والبلاء الشديدين الذين تعرّض لهما في محبسه، وهو ما يتشابه مع صبر النبي أيوب الذي ضُربت فيه الأمثال، أما تحدّي الساحر اثناسيوس والانتصار عليه وإيمان الساحر بالمسيح، فهو أمر يتماثل إلى حدّ بعيد مع ما جرى بين النبي موسى وسحرة فرعون. القيامة من الموت، بل وإحياء بعض الأموات، كانت أحد المعالم التي اقتربت فيها قصّة جرجس من قصّة يسوع المسيح نفسه، بحسب التصوّر المسيحي لها، أما رفع جرجس إلى السماء بعد نياحته، وقدوم الرب إليه وسط جوقة الملائكة المعروفين بالكاروبيم، فهي تذكّرنا بمشهدي رفع الأنبياء أخنوخ وإيليا إلى السماء، كما ورد في أسفار العهد القديم. من هنا يمكن القول إن سيرة مارجرجس، كانت سيرة جامعة، حَوَتِ العديد من المؤثّرات الدينيّة الكتابيّة المختلفة، التي تضافرت مع بعضها البعض لتصنع صورة مثاليّة لبطل تجسّدت فيه المحن التي تعرّض لها المسيحيون في عصر الاضطهاد.
وعرف امير الشهداء بأنه سريع الندهة فكل إنسان يكون في ضيقة ويطلبه يستجاب له، وقد أجرى العديد من المعجزات.
ونحتفل البوم بتكريس كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس الروماني باللد في فلسطين.