محرر الأقباط متحدون
كانت ضرورة تعزيز تنمية وتطور القارة الأفريقية وسكانها محور كلمة وجهها البابا فرنسيس اليوم إلى أعضاء وفد من منظمة "أطباء مع أفريقيا".
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم السبت وفدا من منظمة "أطباء مع أفريقيا"، CUAMM، والتابعة قانونيا لمؤسسة أعمال القديس فرنسيس كسفاريوس. وأراد الأب الأقدس في بداية حديثه إلى ضيوفه التذكير بأن تاريخ هذه الجماعة قد بدأ ٧٠ سنة مضت في مدينة بادوفا الإيطالية من خلال معهد لاستضافة طلاب طب أفارقة، وسلط البابا الضوء على أننا نتحدث بالتالي عن شبان أفارقة ما يعكس منذ البداية أسلوب الجماعة، أي مع أفريقيا قبل أن يكون من أجل أفريقيا. وأضاف أن هذا هو التصرف الصالح مقابل التصرف السيء الذي نجده في المخيلة الجماعية، وهو استغلال أفريقيا، وهكذا يعني كون المنظمة مع أفريقيا كونها من أجل أفريقيا. وواصل الأب الأقدس حديثه مشيرا إلى أنه قد انطلقت من هذه الخبرة مسيرة تقاسم وخدمة مرت خلال تلك السنوات السبعين عبر القارة الافريقية بكاملها تقريبا، وذلك لتقديم المساعدات الطبية من منظور التنمية والاهتمام بتكوين العاملين المحليين. وتحدث قداسة البابا هنا عن تمتع أفريقيا برأس مال فكري جيد يجب علينا مساعدته، وواصل مذكرا بلقائه عبر الشبكة قبل شهر طلابا جامعيين من القارة الأفريقية وقد أبهرته الكفاءات الفكرية لهؤلاء الشبان والشابات. وشدد قداسته مجددا على ضرورة دعم ومساعدة هؤلاء الشباب على التطور والسير قدما لأن أفريقيا يجب أن تعزَّز لا أن تُستغل.
توقف البابا فرنسيس بعد ذلك عند عمل هذه المنظمة فقال إنه تطبيق لما نطلبه يوميا من الله في صلاة الأبانا: أعطنا خبزنا كفاف يومنا. وقال قداسته إن هذا الخبز هو أيضا الصحة، وتابع أن الصحة خير أولي مثل الخبز والماء والبيت والعمل، وأضاف أن المنظمة تعمل على ألا يغيب خبز اليوم للكثير من الأخوة والأخوات الذين لا يحصلون اليوم، في القرن الحادي والعشرين، على خدمات طبية. ومن العار، قال قداسته، ألا تكون البشرية قادرة على حل هذا الأمر بينما تقدر على مواصلة صناعة السلاح الذي يدمر كل شيء.
هذا وأراد قداسة البابا الإشارة إلى أن زيارة وفدد منظمة "أطباء مع أفريقيا" اليوم تجعل قلبه قريبا من بلدين عزيزين عليه بشكل خاص، أي جمهورية أفريقيا الوسطى التي زارها سنة ٢٠١٥ لفتح الباب المقدس في بانغي، وجنوب السودان الذي سيتوجه إليه بمشيئة الله في بداية العام القادم. وتوقف قداسته عند معاناة البلدين من فقر كبير ومن الضعف، وقال إن العالم يعتبرهما هامين فقط لما لديهما من موارد قابلة للاستغلال، أما الرب فيحبهما ويرسلكم إليهما لتكونوا سامريين صالحين وشهودا للإنجيل، قال البابا لضيوفه مشجعا إياهم على عدم الخوف من مواجهة تحديات صعبة والعمل في أماكن بعيدة تتسم بالعنف ولا تتوفر لسكانها إمكانية تَلَقي العلاج.
ومن بين ما أراد البابا فرنسيس التشديد على أهميته التعاون مع الكنائس المحلية ومؤسسات البلدان التي تعمل فيها المنظمة، وذلك انطلاقا من التقاسم وتعزيز الشعوب الأفريقية في مواجهة الاستغلال. شجع قداسته أيضا على مواصلة العمل مع الجمعيات الرسولية التي تعمل بسخاء في قطاع الصحة في أفريقيا. وعاد البابا في حديثه إلى جائحة كوفيد ١٩ وإلى الحرب والأزمة الدولية الحادة وما يسفر عنه كل هذا من مصاعب بالنسبة للجميع، كما وأشار إلى مشكلة الجفاف في بلد مثل كينيا. وأضاف أن الأوضاع الصعبة بالنسبة للدول الأكثر تقدما تزداد صعوبة بالنسبة للدول الأفريقية. شجع الأب الأقدس ضيوفه من جهة أخرى على منح صوت لأفريقيا وتمكينها من إسماع صوتها، وأن يُسمعوا صوت ما لا يُرى، صوت مشقات القارة وآمالها، وذلك لتحريك ضمير عالم يركز بشكل كبير في بعض الأحيان على ذاته لا على الآخر.
هذا ومن النقاط الأخرى التي أراد قداسة البابا تسليط الضوء عليها ضرورة الاهتمام بالشباب وتكوينهم، وشجع هنا على التعاون مع الجامعات. وفي ختام حديثه إلى وفد منظمة "أطباء مع أفريقيا"، CUAMM، شكر البابا فرنسيس ضيوفه على هذا اللقاء وعلى نشاطهم سائلا العذراء أن ترافقهم دائما في مسيرتهم وعملهم، ثم أكد لهم صلاته وبارك الجميع وعائلاتهم ومَن يعتنون بهم وسألهم ألا ينسوا أن يُصلوا من أجله.