أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، أن هدف الغارات الجوية على شمال شرق سوريا ومواقع لمقاتلين أكراد، هو إقامة "حزام أمني من الغرب إلى الشرق" على طول الحدود الجنوبية لبلده.
وستشمل هذه المنطقة مدينة كوباني "عين العرب" التي انتزعتها قوات سوريا الديمقراطية في 2015 من مقاتلي تنظيم "داعش" بدعم من الولايات المتحدة.
وقال أردوغان في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة: "مع الحزام الأمني الذي ننشئه خارج حدودنا، سندافع عن حقوق الملايين من النساء والأطفال الأبرياء".
وأضاف "إن شاء الله سننجز هذه المنطقة على طول حدودنا بأكملها من الغرب إلى الشرق في أقرب وقت ممكن".
وحدد الرئيس التركي، الذي ينوي شن هجوم بري "عندما يحين الوقت"، البلدات السورية "تل رفعت ومنبج وعين العرب (كوباني) لاستكمال منطقته الأمنية التي يبلغ عرضها 30 كيلومترا على طول الحدود الجنوبية".
وعن الموعد المحتمل لتنفيذ قرار أردوغان، نقلت "فرانس برس" عن عبد القادر سلفي كاتب العمود في صحيفة "حرييت" ويعتبر مقربا جدا من رئيس الدولة، خلال الأسبوع الحالي أن الجيش التركي يجب أن ينجز أولا عملية "المخلب السيف"، الجارية منذ أبريل ضد مواقع كردية في شمال العراق، مضيفا: "بعد ذلك، يجب بدء العد التنازلي للعملية البرية ضد سوريا، وهذه المرة، يتم التخطيط لعملية أوسع بكثير".
تحييد مئات المقاتلين الأكراد
وأفاد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الجمعة، باستمرار عملية "المخلب - السيف"، نافيا قصف قواته نقطة مراقبة أميركية في سوريا.
وبيّن أكار أن "عملية (المخلب – السيف) مستمرة برا وجوا. تم تحييد 326 (إرهابيا) لغاية اليوم".
ونفى الوزير التركي مزاعم "قصف القوات التركية نقطة مراقبة أميركية شمالي سوريا".
كذلك أعلن أكار، الأربعاء، أن القوات الجوية والمدفعية التركية قصفت نحو 500 هدف للمقاتلين الأكراد في شمال العراق وسوريا منذ الأحد.
من جانبه، صرّح قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا بأنهم مستعدون للتصدي "لغزو بري تركي".
وتحدث قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، لـ"أسوشيتد برس" قائلا: "إنهم يستعدون للتوغل التركي منذ شن هجوم بري في المنطقة عام 2019"، مضيفا: "نعتقد أننا وصلنا إلى مستوى يمكننا فيه إحباط أي هجوم جديد، على الأقل لن يتمكن الأتراك من احتلال المزيد من مناطقنا وستكون هناك معركة كبيرة".
وفي تفاصيل عملية "المخلب السيف" التي بدأتها تركيها كرد على تفجير إسطنبول، الذي حمّلت أنقرة الأكراد المسؤولية عنه:
شنت تركيا مؤخرا وابلا من الضربات الجوية على أهداف يشتبه في أنها تابعة للمسلحين الأكراد في شمال سوريا والعراق.
عقب ضربات جوية تركية في نهاية الأسبوع قال مسؤولون أتراك إن مسلحين أكراد في سوريا يشتبه أنهم أطلقوا صواريخ يوم الاثنين عبر الحدود إلى تركيا، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 10 آخرين.
هددت تركيا بتصعيد الضربات الجوية إلى توغل بري، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "تمكنا من التغلب على الإرهابيين في الأيام الماضية بطائراتنا ومدفعيتنا وطائراتنا المسيرة، في أقرب فرصة سنقتلعهم جميعا بدباباتنا وجنودنا".
وهددت الغارات الجوية التركية، التي أسفرت عن مقتل عدد من جنود الجيش السوري في نفس المنطقة مع قوات سوريا الديمقراطية ، بعرقلة تقارب ناشئ بين دمشق وأنقرة.