د. أمير فهمى زخارى المنيا
روايات تاريخية عن "زينب" صاحبة الأصابع الشهية...
قصة تاريخية ترجعها للسيدة زينب بنت الحسين.
ورواية أخرى تؤكد أنها حسناء صنعت الحلوى للأمير "بيبرس" فتزوجها.
بين الرومانسية المفرطة والدموية والقسوة المفرطة أيضًا تتضارب الحكايات عن "أصابع زينب" تلك الحلوى الشهية التي احتفظت بشكلها المميز ولم تتغير الى الآن...
وتحمل الرواية الأولى عن قصة اسم أصابع زينب خلفية سياسية دموية جدًا، فتقول هذه الرواية إن صاحبة الاسم هي السيدة زينب بنت الحسين بن علي، وترجع القصة إلى عامها الرابع حين استشهد والدها في كربلاء وعادت جثته فأسرعت الطفلة زينب لاحتضان أبيها وتشبثت به حتى أن جنود معاوية بن أبي سفيان فشلوا في إبعادها عن جثة أبيها مما اضطرههم لضرب أصابعها بالسيف لإنهاء هذه الضمة فقطعوها ومن يومها أصبحت المجالس تتحدث بلا انقطاع عن أصابع زينب التي أصبحت إشارة أو مضرب مثل عند الحديث عن القسوة، وهنا تظهر روايتين الأولى تقول إن الحلوى أطلق عليها هذا الاسم تعظيمًا لما فعله الأمويون والثانية تقول إن الحلوى تم إطلاق هذا الاسم عليها محبة لآل البيت.
أما الرواية الأكثر رومانسية حول أصابع زينب فتقول إن هذه الحلوى يرجع تاريخها إلى العام 1260 ميلادية حين وقعت معركة عين جالوت بين المسلمين والمغول.
وتقول الرواية إن المسلمين بقيادة الظاهر بيبرس عادوا إلى مصر بعد الانتصار على المغول فأقيمت الاحتفالات وأمر الأمير بيبرس بتصنيع الحلوى وتوزيعها على الحضور للاحتفال بالنصر.
وبين الحلويات التي تم تقديمها ظهرت أصابع زينب التي لفتت انتباه بيبرس بمظهرها المميز وطعمها الشهي. ولم يكن اسم أصابع زينب قد ظهر وقتها إلا أن قصة طريفة وراء تسميتها حيث أعجب بيبرس بالحلويات وأراد أن يعرف اسمها وسأل عنها كبير الطهاه الذي ارتبك من الموقف وظن أن الحلوى أزعجت بيبرس أو أن شكلها مزعج فأراد أن يخرج من الموقف وحاول تبرير السر وراء شكل أصابع زينب فقال معتذرًا "هذه أصابع زينب" مشيرًا إلى الطباخة التي أعدت هذه الحلوى والتى تركت أثر أصابعها على الحلوى، فظن بيبرس أن الحلوى اسمها "أصابع زينب" وطلب أن يلقي زينب فحضرت بالفعل وحين تبادلا الحديث أعجب بها وتزوجها فأصبحت الأميرة زينب.
لم يقف إطلاق الأسماء النسائية على الحلويات عند هذا الحد، بل إن بعض الحلويات حملت أسماؤها صفة التأنيث، كالبسبوسة، والكنافة، والهريسة، والسمسمية، والحمصية، والفولية، وغزل البنات والبسيمه وغيرها. وإن كانت البلدان العربية جميعها تعترف بقيمة المرأة، وتربطها بالجمال أو الحلاوة، فلماذا إذا تقيّدها، وتعتقل حريتها، وتأكل حقوقها؟ أو عساها تفعل هذا لأنهم أحبوا المرأة، ورأوا فيها غرضا، أو قطعة حلوى...
على فكره كل أسماء الحلويات السابقه لها تاريخ...
بالهنا والشفا وسلام لمحبى الرجيم... تحياتى.
د. أمير فهمى زخارى المنيا