إعداد/ ماجد كامل
يعتبر الشاعر رياض سوريال ( 1912- 1986 ) واحدا من أهم شعراء الأقاليم الذين تولوا تدريس مادة اللغة العربية في الكلية الإكليركية ؛كما أنه صاحب دراسة هامة ورائدة في التاريخ الاجتماعي للاقباط كما سوف نري في هذا المقال .أما عن رياض سوريال نفسه فأسمه بالكامل رياض سوريال بشارة ؛ولد بقرية ام القصور مركز منفلوط في 27 نوفمبر 1912 ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة  بمنفلوط ؛ثم انتقل للقاهرة للدرسة بجامعة القاهرة حيث حصل علي ليسانس الآداب قسم اللغة العربية عام 1939 ؛كما حصل علي ليسانس الآداب قسم التاريخ عام 1944 ؛وحصل أيضا علي ليسانس الحقوق ودبلوم معهد الدراسات الشرقية عام 1952 . ولقد عمل مدرسا لمادتي اللغة العربية والتاريخ بمدارس منفلوط ؛ثم انتقل للقاهرة حيث عمل  مدرسا للغة العربية بمدرسة الحسينية الثانوية . كما استعانت به الكلية الإكليركية في تدريس مادة اللغة العربية وآدابها  حيث ورد أسمه في قائمة أساتذة الكلية الإكليركية التي نشرت في مجلة مدارس الأحد عدد شهري أكتوبر ونوفمبر 1952 ؛ كما ذكره المتنيح الأنبا غريغوريوس  ضمن قائمة أساتذة الكلية الإكليركية في الأحتفالية التي أقيمت بالكلية الإكليركية في 29 نوفمفبر 1957 بمناسبة مرور 64 عاما علي افتتاح الكلية الاكليركية ( 1893- 1957 ) . ونظرا لموهبته الكبيرة في كتابة الشعر ؛تم نشر قصائده في العديد والعديد من الصحف والمجلات مثل :- الأهرام –  الأخبار - الإيمان- مارجرجس – مدارس الأحد – جريدة وطني ..... الخ . كما كان عضوا بنادي الأدب بقصر ثقافة منفلوط  . ولقد تم نشر العديد من دوواين الشعر له نذكر منها :- الحان السحر وقد نشر عام 1950 ويضم 32 قصيدة وقدم له الناقد الكبير الدكتور عبد الوهاب عزام . – وادي الدموع ؛مكتبة الأنجلو المصرية وقد تم نشره عام 1986 ؛وقدم له الناقد الكبير الدكتورمحمد عبد المنعم خفاجي رئيس رابطة الأدب الحديث بالقاهرة . وديوان المعلقات المسيحية ؛وهو كتيب صغير يضم عشر قصائد دينية .  
 
ولقد حصل علي درجة الماجستير في التاريخ من جامعة القاهرة في موضوع " المجتمع القبطي في مصر في القرن التاسع عشر " " تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد أنيس رائد دراسات التاريخ الاجتماعي والاقتصادي في مصر ؛ ولقد نوقشت الرسالة في مدرج كلية الآداب بجامعة القاهرة في يوم 7 مايو 1970 ؛ وكانت لجنة المناقشة مكونة من الأساتذة الدكاترة :- 
1- الأستاذ الدكتور محمد أنيس ( مشرفا ) .
2- الأستاذ الدكتور السيد رجب الحراز ( مناقشا) .
3- الأستاذ الدكتور عبد الملك عودة ( مناقشا خارجيا ) . 
 ولقد تم حصول الباحث علي درجة الماجستير بتقدير جيد جدا ؛ والجدير بالذكر أن هذه الرسالة القيمة قد تم طبعها في كتاب صدر عن مكتبة المحبة  عام 1981 ؛ وقدم للكتاب كل من نيافة الحبر الجليل المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث ؛ والمرحوم الأستاذ الدكتور عزيز سوريال عطية أستاذ أساتذة التاريخ في جامعات الإسكندرية ويوتا بالولايات المتحدة الامريكية .ولقد صدر الكتاب في أكثر من 300 صفحة من الحجم المتوسط ؛ ويتضمن فصولا تشمل ( فئات المجتمع القبطي - - الأعيان وكبار الموظفين- الصناع- الفلاحون – ظهور الأرساليات الأجنبية- أبرز المؤرخون الأقباط- الصحافة القبطية – اللغة القبطية وابرز علمائها في القرن التاسع عشر-العادات والتقاليد القبطية – الأعياد والأصوام القبطية – بيان بالملاحق والمراجع العربية والأجنبية ........ الخ )  . ويأمل كاتب هذه السطور أن تصدر طبعة شعبية خاصة عن مكتبة الأسرة لهذا الكتاب لما يمثله من أهمية قصوي في التعرف علي التاريخ الإجتماعي والثقافي للأقباط في القرن التاسع عشر . 
ولقد أستمر الباحث والشاعر الكبير  في أنتاجه الفكري والشعري حتي توفي عام 1986 ( للأسف الشديد لم يحدد المصدرين الذين أعتمدت عليهما في كتابة المقالة لا اليوم ولا الشهر الذي توفي فيه الشاعر الكبير) عن عمر يناهز 74  عاما . 
وسوف نحاول أن نعرض بعض نماذج من شعره بقدر ما تسمح به المساحة المتاحة من المقالة . ففي قصيدة هامة له عن الكلية الإكليركية والقديس حبيب جرجس وردت في مجلة مدارس الاحد عدد شهري نوفمبر وديسمبر 1952 صفحة 62 بعنوان " الله نادي في السموات العلي " قال فيها :- 
كلية اللاهوت اشرق نورها             وسرت أشعتها إلي الأرجاء . 
والأرض تهتف والسماء بفضلها                   والنيل يشدو هاتفا بثناء
والرسل قد لاقوا حبيبا في السماء                    بالتهنئات بمعهد وضاء . 
قد قادها حبر مقيم في السماء                 في عالم الابرار والشهداء . 
 الله نادي في السموات العلي              فغنت لصوت الله كل سماء . 
صمتت وجوه الكاربيم وأنصتوا                   لله في صمت وإصغاء . 
الأرض تفخر والسماء جميعها                 بك يا حبيب العفة وسناء 
وهبت عمرك للكنيسة ناصرا              فجعلتها تسمو علي الجوزاء .
وفي قصيدة جميلة له بعنوان " تحية لمعهد الدراسات القبطية " وردت في موسوعة "قالوا في الأنبا غريغوريوس " المجلد رقم 49 ؛صفحة 88 حيث قال فيها :- 
أيدري النجم أن له قرينا                نراه بمصر وضاء مبينا ؟ . 
وهل تدري الكواكب في علاها          أن في مصر قد هزم الدجونا ؟ 
تألق فوق أرض رويس نجم                    تلألأ باهرا للناظرينا . 
تجلي فوق معهد الأقباط نجما                 أضاء لنا سبيل الدارسينا .
عند الأنبا رويس يقر عينا                   يري جند المسيح الظافرينا .
تهلل في سماء الخلد                 يشدو بمجد الأقباط بين المؤمينا . 
هذا المعهد العالي دليل                     علي جهد الرجال العاملينا .
سلوا التاريخ عن ماض مجيد                  فمجد القبط قد بهر القرونا .
أراهم سادة الدنيا قديما                       ومازالوا كراما ناهضينا .
أليس الأقباط أبناء خوفو                        وأبناء العظام الفاتحينا . 
مصادر ومراجع المقالة :- 
1- معجم البابطين لشعرء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين ؛ موقع الكتروني علي الانترنت . 
2-شخصية من بلدي الشاعر رياض سوريال شاعر الوحدة الوطنية ؛ احمد طه الفرغلي ؛موقع الكتروني علي الأنترنت . 
3- مجلة مدارس الأحد ؛عدد شهرب ونوفمبر 1952 صفحة 62 .
4- مجلة مدارس الأحد عدد شهري اكتوبر ونوفمبر 1953 صفحة 7 . 
5- التعليم  الديني والكلية الإكليركية ومدارس التربية الكنسية ؛ موسوعة الأنبا غريغوريوس ؛ جمعية الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي ؛ المجلد رقم 36 ؛ صفحة 200 . 
6- قالوا في الأنبا غريغوريوس ؛ جمعية الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي ؛ المجلد رقم 49 ؛ صفحة 88 .
7- المجتمع القبطي في مصر في ( القرن 19 ) ؛ رياض سوريال ؛ مكتبة المحبة ؛ بدون تاريخ نشر .