كمال زاخر
تردد سؤال عن صلاحيات البابا فى توجيه اسقف من الاساقفة، وللاجابة على هذا السؤال لايد أن نقف على نظام الكنيسة وعلى طبيعة المرحلة:
* كنيستنا كنيسة مجمعية بمعنى أن القرارات فيها تصدر عن مجمعها الذى يضم المطارنة والاساقفة والبابا ووكلاء البطريركية فى القاهرة والاسكندرية، وللبابا صوت شأن بقية الأعضاء وفى حالة تساوى الاصوات ترجح الكفة التى فيها البابا باعتباره الصوت المرجح.
* حالة البابا شنودة استثنائية لاسباب تاريخية فهو الذى اختار غالبية اعضاء المجمع، وكان أغلبهم شباب صغير يدين بالولاء والخضوع لقداسته، لاعتبارات عديدة، وكان يجيد توجيههم فيصدر القرار بما يراه هو مع الاحتفاظ بشكل واليات التصويت، والذى كان يتم فى الغالب بالتمرير.
* جاء البابا تواضروس مؤمنا بضرورة نقل ادارة الكنيسة من الفرد الى المؤسسة، ربما بحكم دراسته (ماجستير فى ادارة الصيدليات)، وتلمذته على المطران انبا باخوميوس الذى ادار الكنيسة باقتدار فى لحظتين غاية فى الحساسية والخطورة وخرج بالكنيسة منهما دون أدنى ضرر؛ مرحلة عزل البابا بقرار من رئيس الدولة (سبتمبر 81 ، يناير 85)، والمرحلة الانتقالية عقب رحيل قداسة البابا شنودة وحتى اختيار قداسة البابا تواضروس.
* اعاد البابا تواضروس مفهوم كون البابا الأخ المتقدم بين اخوة، وترجم هذا فى الصلوات الطقسية، فى جملة اشليل (صلوا) والتى استقرت قبله على قولها بدون اضافات باعتبار البابا متقدما عن الاساقفة، فإذا يه يعدل الصياغة الى اشليل افلوجيتيه، والتى تعنى صلوا معى، وهى بالاساس عندما يتواجد عدد من الاباء من نفس الرتبة، الأمر الذى لم يحسن اخوته فهمه.
* تكون لوبى معارض للبابا داخل المجمع قوامه الاباء الذى خرجوا من الترشيحات الباباوية لأسباب عديدة قبل القرعة يعرفها القائمقام البطريركى والقريبون من كواليس الانتخابات، وبعضها مقلق. وبعض المعارضين ممن يدينون بالولاء لمن رحلوا من المرشحين وكانوا السبب فى رسامتهم.
* معالجة البابا تواضروس تتسم بالعقلانية والتريث خشية أن يصعد هذا اللوبى تهديداته بنشر افتراءات اجادوا صنعها بحنكة تتلمذوا عليها قبل مجيئه، خاصة مع تنامى اليات العالم. الافتراضى وتجنيدهم للجان الكترونية تعمل بامرتهم، وستدفع الكنيسة وقتها فاتورة عبثهم، من سلامها وربما وجودها، فى تكرار لخيابات طيف من اسلافهم فى القرون السحيقة، وكانت النتيجة وقتها مريعة.
* جزء بل ربما الجزء الأكبر من الأزمة المعاشة والمزمنة غياب المجلس الذى يمثل المدنيين أو الرعية ومسماه التاريخى "المجلس الملى" وهو مسمى لا يصلح فى عصر الدولة المدنية القومية، التى تجاوزت الملل والنحل والطوائف، ولم تعد مهامه التى نص عليها قانون تشكيله قائمة، لذلك فانفراد الإكليروس بادارة الكنيسة انتج كل الأزمات والمتاعب التى تعانى منها بل ويعانى الإكليروس منها، وهو الأمر الذى انتبهت اليه كنيسة الرسل بحسب رصد سفر الأعمال وصححته.
* قداسة البابا عندما نفى البابا اثناسيوس الرسولى وطاردته قوى الشر الرسمية والكنسية، وقتها، احتمى بشعبه فى الكفور والنجوع حتى عاد الى كرسيه.