المختبرات الكبرى استخدمت فحوصاً فاسدة أعطت نتائج خاطئة

 
اندلعت موجة من المخاوف والقلق في الصين بموجة انتشار جديدة لوباء "كورونا"، وهو ما ينذر بفوضى اقتصادية أوسع في البلاد، وذلك بعد أن تبين أنَّ عدداً من المختبرات الكبرى استخدمت فحوصاً فاسدة أعطت نتائج خاطئة.
 
وقال تقرير نشرته شبكة "سي إن بي سي" الأميركية إن الاختبارات الفاسدة لكورونا أصبحت الشغل الشاغل للصينيين على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث ينتشر على نطاق واسع وسم يقول: "إذا لم تتوقف فوضى اختبار الفيروسات، فقد لا ينتهي الوباء أبداً".
 
وبحسب التقرير الذي اطلعت عليه "العربية.نت" فإن هذا الجدل توسع في الصين بعد نشر مقال رأي في صحيفة الحزب الشيوعي الصيني تم حذفه لاحقاً، وتحدث عن عدة حالات لنتائج فاشلة وخاطئة لاختبار الفيروس هذا العام في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك شنغهاي وبكين.
 
وحذر التقرير من أن الإبلاغ الكاذب عن نتائج الاختبار قد يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة انتشار الفيروس، مما يؤدي إلى المزيد من جولات الاختبار، ومزيد من الإغلاق لأشهر متتالية، وهو ما يهدد بفوضى اقتصادية وأزمات متلاحقة تستمر لمدة طويلة.
 
ونشرت الصحيفة الصينية قبل أيام خبراً حول أكثر من 30 شركة لاختبار فيروس كورونا في الصين تخضع جميعها لسيطرة نفس المساهم، وتبين أنه تم تغريمها مراراً وتكراراً بسبب هذه الفحوص الفاسدة ونتائجها الخاطئة.
 
وخلال الأسبوع الماضي ألقت السلطات الصحية بمدينة لانتشو الصينية باللوم على إحدى تلك الشركات للإبلاغ عن بعض نتائج اختبارات الفيروس الإيجابية بأنها سلبية.
 
وقبل أيام قال مسؤول صيني في مؤتمر صحافي إن مدن بكين وخفي وشيغ ياتشوانغ إضافة إلى مدن أخرى وجدت مشاكل مع بعض شركات اختبار الفيروسات وعاقبتها، وأضاف المسؤول أنه تم أيضاً إجراء تحقيقات جنائية مع بعض المؤسسات والأفراد.
 
وخلال الشهر الماضي، أبلغت عدة مدن كبيرة في جميع أنحاء الصين عن زيادة في الإصابات، مما أدى إلى تجديد الإغلاق، فيما نظم الطلاب ومجموعات من الناس مظاهرات عامة خلال عطلة نهاية الأسبوع احتجاجاً على القيود الحكومية التي لا تزال مفروضة بسبب "كورونا"، وهي سياسة مستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
 
وربطت شبكة "سي إن بي سي" بين القيود الصينية المستمرة وبين الأرباح المالية التي تحققها الشركات التي تقوم باجراء الفحوص المتعلقة بالفيروس، حيث رصد تقرير الشبكة الإخبارية الأميركية 15 شركة صينية مدرجة علناً ومتخصصة بتقديم خدمات الفحوص وإجراء الاختبارات المتعلقة بكورونا.
 
وقال التقرير الذي اطلعت عليه "العربية.نت" إن الشركات الخمسة عشر أبلغت عن إجمالي إيرادات بلغت 86.58 مليار يوان (12.2 مليار دولار أميركي) وذلك خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي 2022.
 
ولا تأتي كل عائدات هذه الشركات بالضرورة من اختبار الاصابة بالفيروس، لكن أعمالهم شهدت مكاسب كبيرة هذا العام حتى نهاية سبتمبر الماضي.
 
وأظهرت البيانات أن سبع شركات أفادت بأن الإيرادات تضاعفت تقريباً أو أكثر خلال تلك الفترة من العام الماضي، حتى إن شركة واحدة شهدت تضاعف الإيرادات بنحو أربعة أضعاف.
 
وخلال الأسبوع الماضي ألغت بورصة شنغهاي مراجعتها للاكتتاب العام المقترح لشركة اختبار فيروسات.
 
وفي النصف الأول من العام الحالي تم تسجيل 237 شركة مرتبطة باختبار الفيروسات في الصين، بزيادة 51.9% عن العام الماضي.