ماجد كامل
150 -215
مولده ونشأته :-
ولد القديس كليمندس واسمه بالكامل هو "تيطس فلافيوس كليمندس" بمدينة الإسكندرية من أبوين وثنيين ومن شدة حبه للمعرفة طاف بلاد العالم المشهورة بالمعرفة مثل أثينا وروما وفلسطين . وعند عودته إلي مدينة الإسكندرية اهتم بحضور محاضرات القديس بنتينوس الذي امن بعبقرية تلميذه فهداه إلي الإيمان المسيحي حتي امن واعتمد ؛ وبعد وفاة بنتينوس صار هو مدير المدرسة .
هروبه من الاضطهاد :-
في أثناء اضطهاد سبتميوس ساويرس عام 202 هرب القديس كليمندس من الإسكندرية ليس عن خوف ولكن حرصا علي استمرار رسالته في المدرسة اللاهوتية وعاد بعد نهاية الاضطهاد ؛ واستمر في التعليم وإدارة المدرسة حتي تنيح بسلام عام 215 أو 216 علي وجه التقريب .
أهم ملامح فكره :-
يذكر التاريخ عن القديس كليمندس السكندري أنه قرأ كل كتب زمانه تقريبا ؛حتي أن أسماء الكتب التي أشار اليها في كتبه المحفوظة لدينا تملأ أكثر من 45 صفحة من القطع الكبير . ولقد استشهد بالعهد القديم في كتاباته أكثر من 1500 مرة ؛ وبالعهد الجديد أكثر من 2000 مرة ؛وبالأدب اليوناني شعرا ونثرا أكثر من 360 مرة . وعندما واجهه بعض المتشددين وقالوا له " إن العلم والمعرفة قد يزعزعا الإيمان " رد عليهم وقال " إن إيمانا بمثل هذه السهولة والبساطة خير له أن يضيع " .
أهم كتاباته :- يذكر نيافة الأنبا غريغوروس في مذكرته عن القديس كليمندس أن القديس كليمندس كتب الكتب التالية :-
للقديس كليمندس ثلاثة كتب رئيسية وهي :-
1-نصيحة للوثنيين
2-المربي
3-المتفرقات
ويلاحظ من ترتيب هذه الكتب الثلاثة مبدأ التدرج الذي يتطابق مع مبدأ مدرسة الإسكندرية وهذا التدرج قائم علي :-
1-اهتداء الوثنيين إلي المسيحية"نصيحة إلي الوثنيين"
2-ممارسة الحياة المسيحية طبقا لتعاليم للإنجيل "المربي"
3-تعليم المسيحي بلوغ ما اسماه بكمال المعرفة الإنسانية "المتفرقات"
أولا :- نصيحة للوثنيين :-
ويثبت فيه تفاهة الوثنية وسمو المسيحية ويحض الأمم علي ترك الوثنية والإيمان بالمسيح
ثانيا :- كتاب المربي :-
وهو امتداد للكتاب الأول ويتكون من ثلاثة أجزاء :-
ا- الجزء الأول يعلن فيه عن شخصية المربي
ب-الجزء الثاني يعالج فيه بعض المسائل السلوكية مثل الطعام والشراب والملابس الثمينة
ج- الجزء الثالث يعالج فيه مفهوم الجمال الحقيقي والفن الحقيقي وأهمية ممارسة التمرينات الرياضية
ثالثا المتفرقات :-
ويعتبر من أهم كتبه ويتكون من مجموعة من المقالات المتناثرة واسماه بالسجادة ويتناول فيه أهمية المعرفة والفلسفة في تثبيت الإيمان المسيحي .
رابعا :- من هو الغني الذي يخلص ؟
ويشرح فيه كلميمندس رأي المسيحية في الغني ؛ وأن الثروة إذا أحسن إستخدامها لا تتعارض مع الغني .
خامسا :- المجمل :-
ويتضمن تفسيرا موجزا لأسفار الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ؛ وهو مفقود لم يتبق منه إلا شذرات قليلة .
سادسا :- رسالة في عيد الفصح :-
سابعا :- مقالات في الصوم .
ثامنا :- مقالات في النميمة .
تاسعا :- رسالة في الحث علي الثبات وإليمن قبلوا العماد حديثا .
عاشرا :- مقال في الشتيمة .
حادي عشر :- كتاب ضد المتهودين ( أي القائلين بفرض الطقوس اليهودية علي المسيحين ) .
( لمزيد من التفصيل راجع :- نيافة الأنبا غريغوروس :- الدراسات الفلسفية ؛ المجلد الرابع ؛الصفحات من 228- 234 ) .
كيف وصلت إلينا كتابات كليمندس :-
يجيب العالم كواستن ( 1900- 1987 ) عن هذا السؤال في كتابه المرجعي " علم الباترولوجي ؛ فيقول " أن الأصل لكل مخطوطات كتابي النصح للأمم " و" المربي " هو مخطوطة محفوظة في المكتبة الوطنية بباريس نسخها بانيس Bannes بناء علي طلب رئيس الأساقفة أريتاس في قيصرية كبادوكية عام 914م ؛ ولكن فقدت منها 40 ورقة ؛ لذا فالفصول العشرة الأولي في المربي غير موجودة ؛ ولكن تم استرجعاهما بالمقارنة بمخطوطات أخري . أما نصوص المتفرقات ؛ فهي محفوظة في مخطوط من القرن الحادي عشر ؛ ومخطوط آخر بعنوان " مخطوط باريس " ...... أما الطبعة الأولي من كتاب " من هو الغني الذي يخلص ؟"فلقد تم نسخها من مخطوط الفاتيكان يوناني رقم 623 ؛ وهو إعادة نسخ لمخطوط أقدم منه يعود للقرن الحادي عشر . وبقية الكتابات ترجع لنصوص متناثرة ترجع ما بين القرن التاسع إلي القرن الثالث عشر ؛ ومخطوط الفاتيكان اللاتيني 6154 يرجع للقرن السادس عشر ( لمزيد من التفصيل راجع :- جوهانس كواستن :- ؛ صفحتي 20 و21 ) .
ملامح من فكر القديس كليمندس السكندري :-
أولا :- نظرته للفسلفة :-
يعتبر القديس كليمندس السكندري هو أبرز من قاموا بعملية مصالحة بين الفلسفة واللاهوت ؛ فهو بحسب قول القمص تادرس يعقوب ملطي أول كاتب مسيحي أثبت انه لا تعارض بين المسيحية والفلسفة ؛ فهي عطية الله بحسب قوله ( القمص تادرس يعقوب ملطي :- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – كنيسة علم ولاهوت ؛ صفحة 13 ) . كما وصفه يوسابيوس القبصري ( 265- 339 ) أستاذ الفلسفة المنقطع النظير ؛ أو الرجل الأكثر علما كما يسميه القديس جيروم (347- 419 ) . وهو في ذلك يقول " كانت الفلسفة قبل مجيء الرب ضرورية عند اليونان للبر . وأصبحت الآن مؤدية إلي التقوي ؛ إذ هي نوع من التعليم الإعدادي بالنسبة لمن يدركون الإيمان بالبرهان . ........ ولعل الفلسفة أعطيت لليونان بطريق مباشر وأصيل إلي أن يدعوهم الرب إلي الإيمان . فكانت االمعلم الذي أعد الفكر الهلنيستي للمسيح ..... فالفسلفة إذن كانت إعدادا هيأ الطريق للمسيح ......................... ولكن كما ان فروع الدراسة الجارية تعاون الفلسفة وهي سيدتها ؛ كذلك الفلسفة نفسها تعمل علي نيل الحكمة . لأن الفلسفة هي البحث عن الحكمة ؛ والحكمة هي معرفة الإلهيات والإنسانيات .... الحكمة إذن هي ملكة الفلسفة كما أن الفلسفة ثقافة إعدادية . لأنه إذا كانت تنادي بالسيطرة علي اللسان والبطن ؛ ؛ فإنها تفضل نظرا لأهميتها الخاصة . ولكنها تدعو للإحترام والرفعة إذا وجهت إلي شرف معرفة الله " ( لراجع النص بالكامل في :- الأنبا غريغوريوس ؛ الدراسات الفلسفية ؛ الصفحات من 342 – 245 ) .
كما قال أيضا " هناك من الرجال من فتنوا بصحبة الوصيفات وتركوا صحبة الملكة أي الفلسفة ؛...... والفلسفة في حقيقتها هي دراسة الحكمة ؛ والحكمة هي معرفة الأمور جميعها ما كان منها بشريا وما كان منها إلهيا ؛ والبحث في أسبابها وقضايا ؛ وما الفلسفة إلا الجهد الثقافي المؤدي المؤدي إلي امتلاك تلك الحكمة . ........... فالفلسفة موسومة بالبحث الحثيث في الحق ؛ وفي طبيعة الأشياء ( لمزيد من التفصيل راجع :- أمجد رفعت رشدي :- مملكتي من فهم المسيحية إلي مسيحية الفهم ؛ صفحة 124 ) .
وينتقد كليمندس كل من يعتقد أن الفلسفة زرع شيطاني خبيث فيقول " هناك من يظن أن الفلسفة دخلت حياتنا بتأثبر شيطاني من أجل دمار البشر ...... ولكنني سوف أعلن وأظهر أن للشرير طبيعة الشر ولا يمكن أن يخرج منه خير فقط . وعليه تكون الفلسفة في معناها عمل من أعمال القدرة الإلهية ( أمجد رفعت رشدي :- نفس المرجع السابق ؛ صفحة 125 ) .
ويستنكر كليمندس كل من يطلب الإيمان البسيط دون بحث او دراسة فيقول " هناك بعض ممن يظنون أنفسهم موهوبين بالطبيعة ؛ لا يرغبون أن يكون لهم صلة بالفلسفة أو المنطق ؛ ولا رغبة لهم في دراسة العلوم الطبيبعية ؛ إذ يطلبون الإيمان المجرد وحده ؛ وكأنهم يريدون أن يجمعوا من الكرمة العناقيد من الوهلة الأولي دون أن يبذلوا أي جهد في رعايتها ( أمجد رفت :- نفس المرجع السابق ؛ صفحة 127 ) .
ويؤكد كليمندس أن الحكمة الإلهية قد فتحت لكل الشعوب عن طريق حكيم ملهم ؛ فثمة أساس مشترك بين جميع الثقافات ؛ وهو في ذلك يقول " وكثيرون هم الذين تلوقوا الوحي الإلهي مصر ؛ كلدانيو أشور ؛ مجوس بلاد فارس ؛ الفلاسفة الحكماء من الهند ؛ كذلك أورفيوس وفياغوروس وهوميروس وسقراط ...... فالأسم حكمة هو كل علم أو فن دنيوي ؛ ويوجد من كل ذلك كميات عديدة ؛ وقد كدستها عبقرية الإنسان المبتكرة . وكل ابتكار فني وحكيم يرد من الله ( راجع النص بالكامل في :-جورج مينوا :- الكنيسة والعلم تاريخ الصراع بين العقل الديني والعقل العلمي ؛ 92 ) .
ويؤكد الدكتور رأفت عبد الحميد علي نفس الفكرة في كتابه " الفكر المصري في العصر المسيحي " إذ يقول أن كليمندس كان يعتبر الجهل أشد إثما من الخطيئة ؛ وكان ينظر إليها انها هبة الله ومنة منه ؛ ووسيلته لتقبل العالم العالم للمسيحية ؛ وفي رأي كليمندس أن أفلاطون هو أعظم فلاسفة الأغريق علي الإطلاق ؛ وأن الفلسفة اليونانية لم تكن فقط تمهيد للمسيحية ؛ بل هي عامل هام في فهمها فهما عقلانيا ؛ فالشخص الذي يؤمن فقط دون ان يفهم يمسي شأن الطفل إذا ما قورن بالرجل في تفكيره . ...... ولكليمنت قول طريف يصف به أولئك الذي يخافون من دراسة الفلسفة بالطفل الذي يخاف من القناع ؛ فهو يري شكلا قبيحا يصيبه بالرعب من الوهلة الأولي ؛ قبل أن يتبين أن هذه الدمامة الظاهرة تخفي وراءها عادة وجها جميلا ؛ ومن هنا فهو يحاورهم بقوله " هذه ليست الطريق الصحيح لمواجهة خطر متوقع أو محتمل ... لقد قلتم وقال من قبلكم ترتليان " لا يجب علي مسيحي أن يتفلسف " دعونا إذن نتساءل " كيف يمكن للمرء أن يتفلسف حقا إلا إذا تفسلف فعلا ( لمزيد من القراءة والتفصيل راجع :- رافت عبد الحميد ؛ الفكر المصري في العصر المسيحي ؛ دار قباء 2000 ؛ الصفحات من 105 – 108 ) .
والشيء الجميل في فكر كليمندس هي دعوته إلي الإنفتاح علي كل المدارس الفلسفية في عصره ؛ وفي ذلك قال " إن ما تقدمه كل مدرسة تقود بشكل طيب ؛ يقود إلي المعرفة الحقة النقية ؛ هو ما أسميه انا فلسفة ؛ وإلي هذه الفلسفة تنتسب كل الدراسات الأخري وتدور في فلكها . أنها السيدة التي تتربع علي القمة وتعتلي عرش الفكر ؛ والكل من حولها حاشية لها وبلاط ؛ وهي في موقعها هذا تمتلك ناصية اللاهوت . ومن هنا فان القديس كليمندس يعتبر هو مؤسس ما يعرف بمبدأ " الإنتقاء الفلسفي " فهو صاحب القول المأثور " نحن نأخذ من كل فلسفة أحسن ما فيها " ( رافت عبد الحميد :- نفس المرجع السابق ؛ صفحة 108 ) .
الفكر التربوي عند القديس كليمندس السكندري :-
للقديس كليمندس كتاب هام وشهير بعنوان " المربي " أهتم فيه ؛ وهو يتكون من ثلاثة أجزاء : يتكلم المؤلف في جزئه الأول عن المربي وطبيعته وصفاته ؛ ويذهب إلي أن السيد المسيح باعتباره اللوغوس قام ولا يزال يقوم بعمل المربي أو المؤدب ؛ ويتناول الجزئين الثاني والثالث تعليم المربي ؛ ثم يفصل السلوكيات العملية فيما يتصل بالطعام والشراب والأثاث ؛ والنوم ..... الخ . ثم ختمهما بقيدتان شعريتان موجهتان إلي المسيح ؛ إحدهما بعنوان " ترنيمة إلي المسيح المخلص " ؛ والثانية بعنوان " إلي المربي " .
( نيافة الأنبا غريغورويس :- مرجع سبق ذكره ؛ صفحة 229 ) .
والجدير بالذكر أن مؤسسة فيلو باترون قامت بترجمة الأجزء الثلاثة صدرت عام 1994 . ويحمل الكتاب جوانب عديدة تكشف عن البعد التربوي للقديس كليمندس وكيف تأثرت به العديد من المدارس التربوية في العالم كله ؛ وفي هذا الإطار قام المتنيح نيافة الأنبا بيمن أسقف ملوي الراحل ( 1930- 1986 ) بعمل رسالة ماجستير بعنوان "مقدمة علمية للنظرية التربوية عند العلامة أكليمندس الإسكندري المربي PEDAGOGUS .
ومن خلال إطلاعنا علي الترجمة المتاحة لهذا السفر النفيس نستطيع أن نرصد بعض ملامح فكره التربوي منها :-
كيف يعالج المربي خطايانا :-
يلخصها القديس كليمندس في النقاط التالية ؛ يعالج بالمواعظ أهواء نفوسنا التي تضاد الطبيعة إذ أنه من اللائق جدا أن يسمي علاج الأمراض الجسمية بفن الشفاء ؛ وهو فن تفتقر إليه المهارة البشرية . ولكن الكلمة الأبوي هو وحده الطبيب الواسع الحيلة الذي يشفي الأسقام البشرية ؛ والساحر المقدس للنفوس المريضة ........ والمربي الصالح وهو كلمة الآب الذي خلق الإنسان يعتني بخليقته وكل ما فيها ؛ هو طبيب الإنسانية الكلي القدرة ؛ وهو المخلص الذي يشفي كل من الجسم والروح . ...... وأكثر من هذا أنه يشفي النفس بذاتها . وذلك بشرائعه ومواهبه ؛ إذ انه وهو سخي في العطاء يقول لنا نحن الخطاة " مغفورة لكم خطايكم " ( راجع النص بالكامل في :- الأنبا غريغوروس ؛ مرجع سبق ذكره ؛ الصفحات من 236 – 238 ) .
ويقدم الكتاب تفاصيل كثيرة خاصة ب( عادات تناول الطعام والشراب - المقتنيات الثمينة – آداب المائدة – آداب الضحك والمزاح - أستعمال العطور - النوم - الملابس والأحذية اللائقة وعدم المبالغة فيهم ) ( يمكنك مراجعة النصوص بالكامل في كتاب المربي ؛ الجزء الثاني ؛ نسخة PDF علي موقع كنوز قبطية Coptic Treasures ) .
فعن عادات الطعام كتب يقول " بعض الناس يحيون كما يأكلون غير واعين كمخلوقات سوي أن حياتهم في بطونهم ولا شيء سوي ذلك ؛ والمربي يشجعنا كيما تتناول الطعام كي نظل أحياء ؛ بحيث لا يكون الطعام هو همنا وشاغلنا ؛ ولا متعنتنا وهدفنا من الحياة . بل هو وسيلة لحياتنا التي يدبرها لنا الرب الكلمة ؛ من أجل ذلك يجب أن يكون لدينا نوع من التمييز فيما يخص الطعام ؛ بحيث يكون الطعام بسيطا عاديا جدا مناسبا للأولاد البسطاء ؛ بعيدا عن الفخامة ؛ بحيث يقودنا لشيئين أساسين هما الصحة والقوة " ( راجع النص بالكامل في :- المربي ؛ الجزء الثاني ؛ صفحة 18 ) .
وعن آداب الضحك والمرح كتب يقول " أن البشاشة والمرح لا بأس بهما ؛ ولكن ليس التهريج ؛ كذلك يجب أن يكون الضحك في حدود ...... باختصار لايجب أن نستأصل من البشر ما هو طيب لديهم ؛ولكن لنضع لذلك حدودا ومعايير ؛ وأن نرتب لها ما يناسبها من أوقات ؛ لأنه لا يجب علي الإنسان أن يضحك في كل الأوقات وما نسميه إبتسامة ليس سوي استرخاء للوجه بصورة متناغمة ( نفس المرجع السابق ؛ صفحتي 62 و63 ) .
نشيد رائع للقديس كليمندس للمسيح المخلص :-
اجمع قطيع أولادك الأطهار لسبحوا بقداسة ؛ ويرنوا بإخلاص ؛ بشفاه لا غش فيها .... يا يسوع يا مخلص الجنس البشري المائت ؛ أيها الراعي والحارث ؛ أيها الكلمة الأزلي ؛ أيها النور الذي لا يموت ؛ يا ينبوع الرحمة ؛ يا صانع الفضيلة ؛ أيها الحياة الموقرة للذين ينشدون الله . ( راجع النص بالكامل في :- كيرلس سليم بسترس ؛ تاريخ الفكر المسيحي ؛ صفحتي 388 و389 ) .
صلاة رائعة للمربي الفاضل :-
تعطف أيها المربي الإلهي علي أولادك الصغار ؛ أيها الآب يا قائد إسرائيل ؛ أعطنا أن نتبع وصاياك ؛ فنصل إلي مشابهة الصورة ؛ ونختبر علي قدر قوانا صلاح الله وليس حكم الديان ؛أمنحنا ان نحيا جميعا في سلامك ونعبر إلي مدينتك ونجتاز بهدوء مياه الخطيئة ؛ أعطنا أن نرنم لك ؛ وننشد شكرا نهارا وليلا ؛ أقبل تسيحتنا أيها الأبن مربينا ومعلمنا ( راجع نص الصلاة بالكامل في :- كيرلس سليم بسترس ؛ مرجع شبق ذكره ؛ صفحتي 387 ؛ 388 ) .
سمات الغنوسي في كتابات القديس كليمندس السكندري :-
الغنوسي الحقيقي يجب ان يتسم ب :-
1- محب للمعرفة ؛بل يلتهب قلبه شوق نحو المعرفة
2- يطلب الصلاح لأجل ذاته وليس خوفا من العقاب
3- ل يخضع الإنسان الغنوسي لألام النفس فلا يستطيع أي أمر أن ينزع منه محبة الله ؛ ولا يغضب بسبب أي ألم نفسي إذ يري الله خلف كل تجربة
4- يجب ان يكون ممتليء حبا ؛ فبالحب تدخل النفس الي كمال معرفة الله فتنسحب من سيلبيتها التي كانت تعيشها سابقا
5- يجب ان يهتم اولا بخلاص نفسه ؛ ثم بخلاص نفوس الآخرين معه
6- لا يخشي الإنسان الغنوسي الموت لأن له الضمير الصالح المتهييء قلبه لمعاينة الله في كل وقت
7- يجب ان يكون رجل صلاة ؛فحياته كلها يجب أن تكون صلاة وحديث مستمر مع الله
والخلاصة أننا إذا أردنا أن نحدد سمان فكر القديس كليمندس السكندري يمكن أن نقول عنه :-
1- 1- أبو الصلاة الدائمة والروحانية النسكية التي وضحت أكثر من بعده في تلميذه العلامة أوريجانوس .
2- هو رجل الحوار والمناقشات دون المساومة علي عقيدته .
3- هو مرب من الطراز الممتاز ؛علي غرار معلمه السيد المسيح .
4- هو رجل الإيمان والكتاب المقدس .
5- هو رجل الدقة والوضوح في تعاليمه التي أرشدت الكثيرين إلي السيد المسيح وإلي الكنيسة .
أهم مراجع ومصادر المقالة :-
1-نيافة الأنبا غريغوروس :- الفيلسوف اكليمندس الاسكندري ؛ موسوعة الأنبا غريغوروس ؛ الدراسات الفلسفية ؛ جمعية الأنبا غريغوروس ؛ الصفحات من 223- 248 .
2-القمص تادرس يعقوب ملطي :- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة علم ولاهوت ؛ كنيسة مارجرجس سبورتنج ؛الصفحات من 12- 18 .
3-أسد رستم :- آباء الكنيسة ؛ منشورات المكتبة البوليسية ؛ الصفحات من 107- 116 .
4-الدكتور القس حنا الخضري :- تاريخ الفكر المسيحي ؛ الجزء الرابع ؛ منشورات دار الثقافة ؛
الصفحات من 500 – 513 .
5-المطران كيرلس سليم بسترس وآخرون :- تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة ؛ منشورات المكتبة البوليسية ؛ الطبعة الأولي 2001 ؛ الصفحات من 379- 390 .
5-القس انطونيوس فهمي :- القديس إكليمندس الإسكندري ؛ موقع القس انطونيوس فهمي ؛ 24 يوليو 2020 .
6-جوهانس كواستن :- علم الآبائيات "باترولوجي " المجلد الثاني ؛ الأدب المسيحي بعد إيرينئوس حتي مجمع نيقية ؛ ترجمة جرجس كامل يوسف ؛ مراجعة وتقديم نيافة الأنبا مقار ؛ مركز باناريون للتراث الآبائي ؛ الصفحات من ( 6- 37 ) .
7-موسوعة قنشرين للآباء القديسين .
8-رأفت عبد الحميد :- الفكر المصري في العصر المسيحي ؛ دار قباء 2000 .
9- كتاب المربي :- سلسلة كتابات آباء الكنيسة لسير وكتابات آباء الإسكندرية ؛ مؤسسة فيلو باترون ؛ الطبعة الأولي 1994 .
10- -نيافة الأنبا بيمن :- لمحة سريعة في بحث رسالة الماجستير ؛ البعد اللاهوتي لنظرية المربي ؛
ضمن سلسلة مقالات المتنيح الأنبا بيمن أسقف ملوي وأنصنا والأشمونين بمجلة الكرازة عام 1975 ؛ مطرانية ملوي ؛ الطبعة الأولي ؛ 2014 ؛ الصفحات من ( 45- 50 ) .
11- - القمص باسيليوس المقاري :- دراسات في آباء الكنيسة ؛ دير القديس العظيم أبو مقارببرية شيهيت ؛ الطبعة الثانية ؛ فبراير 2000 ؛ الصفحات من 172 -181 .
12- أمجد رفعت رشدي :- مملكتي من فهم المسيحية إلي مسيحية الفهم ؛ الطبعة الأولي 2017 ؛ الصفحات من 124 – 132 .
12- جورج مينوا :- الكنيسة والعلم تاريخ الصراع بين العقل الديني والعقل العلمي ؛ ترجمة موريس جلال ؛ الأهالي للطبع والنشر ؛ سوريا دمشق ؛ الطبعة الأولي 2005 ؛ الصفحات من 91 – 95 .