Oliver كتبها
نعرفك أيها الملك القدوس.نعرف صوتك أيها الراعي الصالح .نعرفك بصليب فيه دماء و موت و فيه وجع و ضيق. و فيه أيضاً مجد و قيامة و أكاليل و فرح.
نعرف حضنك أيها الرب الحنون. فيه رجاء اليائس و مشاعر لا توصف من الرقة و التشجيع. و سلامك ينتقل من القلب أي قلبك إلي القلب أي قلبنا.
نعرف حكمتك يا ملك الحكمة. فأنت الحكمة التي تسير وسط الناس .تنير غير المبصرين . تحول الأشياء للخير .و تكرز بالعجائب. أمور فوق عقل البشر أنت ترتبها .تنسج من البعيد البعيد عجباً ليس من يتوقعه. و في خطة خلاصك عبارات سرية لا يدركها إلا الواثقون فيك المنتظرون قوة اللابسون الجهاد الحاملون الصليب التابعون لحكمتك المستندون عليك.
نعرف صمتك إذا صمت. و كلامك إذا تكلمت. فأنت أبونا و قد إختبرناك و عرفناك و لمسناك و أشبعتنا بك و ستشبعنا أيضاً.لذلك نسلم لك أمورنا إذا قلت أننا سنفهم فيما بعد. و إذا إكتفيت بالنظر إلي أعمالهم نعرف أنك لا تنظر فحسب بل تدبر أموراً لا تستوعبها أفكارنا.صوت صمتك يلهبنا و صوت كلامك يحيينا.
نعرف كم أنت رقيق. لا تحتمل الدموع. و ها عيون كثيرة باكية تسترحمك. نعرف أنك تشعر بالصغار و الكبار. نعرف أنك تشفق علي الخاسرين و تعوضهم . و تشارك المتضايقين و تنجيهم.
نعرف أنك مصدر النسيم الرقيق و صانع الوردة الوادعة.أنت صانع الهدوء و صانع السلام.نعرف أنك الرب الذي يقف لأجل الغريب و اليتيم و الأرملة. و يأخذ جانب المظلوم و ينصفه.نعرف أنك هنا علي وسادتك في قلوبنا لذلك لا نشعر بجزع القلب.
نعرف قوتك.ففي غضبك تزيح البحر بنفخة.فتنجرف أمام أمواجه كل المتفاخرين بعظمة أيديهم.تجعلهم مثل نبوخذنصر مثل حيوانات البر يصبحون إذا أرادوا مقاومتك .في قوتك تبيد كل عظمة الملوك الزائفة و تتحطم كل حصونهم كورقة في مهب الريح.
إذا أردت أن تنتقم فأنت تعرف كيف تنتقم بعدلٍ .إن صحت فيهم تخور ركبهم مثل رضيع.تنادي أسماءهم للحكم فيشتهون الموت و لا يجدونه.
أنت الذي ترعد الرعود خشية منه. و تغلي الجبال أمامه و تنحني.
نعرف عظمتك كما نعرف تواضعك. نعرف نقمتك كما نعرف خلاصك. أنت أيها القدوس كشفت لنا عن ذاتك فلهذا عرفناك. بروحك القدوس صرت لنا ممكناَ فصرنا بك شركاء فى مجد ليس لنا.. فيك أيها الإبن رأينا الآب.لذا نعرفك و نخشع لمعرفتك .و نسجد لمن نعرف. و نسبح أسمك القدوس