كتبها Oliver
ما أجمل قلب الأطفال. يصدق كل شيء يرجو كل شيء. يعيش المحبة كما رسمها الروح القدس لنا. يضحك الطفل من قلبه ولا ينتحل الشخصيات. يضحك بلا مقابل. براءة الضحكة وبراءة البسمة وبراءة الدموع كلها في قلب الطفل. لذلك قلب الأطفال ممسوك في يد حبيب الأطفال يسوع المسيح.

وفي القلب الصغير يسكن الرب العظيم. هو يكتفي بقلوب الصغار ويهنأ بها. ما أجمل التلمذة عند الأطفال. ينقادون بالحب.

- يحبو الصغير وهو مشتاق للمشي. يجرى إلى حضن أبيه وهو يتمني أن يسير مستقلاً. ينجذب ويتباعد معاَ وفي الحالتين ينقاد من نظرة أمه ومن صوت أبيه. هذه براءتهم وإليها نشتاق. نتعلم معهم التلمذة. كيف نسير. كيف ننجذب إلى حضن أبينا السماوي. كيف تنبني شخصياتنا فنستقل بينما قلوبنا بالروح معلقة. نظرة من المسيح أبونا تجذبنا. صوت الكنيسة أمنا يهذب مسيرتنا لأن الروح فيها. هذه هي براءة الأطفال التي بها ننفض غبار القساوة.

- ليس في الطفلة قساوة. إذا تأدبت من أمها تبكي منها وتتأثر فيما تمد يديها الصغيرتين وتنتظر أحضانها. تقبل الطفلة التأديب وتنسي كل شيء في ثواني ما أن تصير في حضن الأم. ما أجمل التأديب الحنون الذي لمسيحنا الطيب. يعاملنا كالأطفال ويريدنا أن نعامله ببراءة الأطفال. نقبل التأديب ونحوه نجري ونختفي في أحضانه.

- ليس للأطفال علاقة بالموت بل كل ما فيهم حياة. ضحكتهم حية. رقتهم ومحبتهم حية. لا يعرفون للموت معني. الحياة عندهم أم وأب. الأمان عندهم حب وقبلات. الفرح عندهم تدليل الأبوين. يقنعون بالقليل وما يقسمه لهم الأبوان يرتضون به. مَن مثل الأطفال تكون الأبدية قدامه. ليس للموت موضع في يومياته. لا يفهم الموت أو ينهمك في أدواته لهذا يتأسف سريعا عن الخطية ويسعي لينال الغفران. المغفرة حياة. ينشغل بالحب فيجيد الحياة الأبدية منذ الآن. حضن المسيح ملجأه وفيه وحده يجد السلام والذات لا تجد موضعاً في قلبه. السلام عنده في رضا المسيح. يأخذ منه البسمة والرجاء. لهذا يريدنا الرب أن نعود كالأطفال.

- ليس للطفل الصغير ماضي ينشغل به. ولا حتى مستقبل يقلق عليه. الطفل يعيش لحظته كأنها العمر كله. بجملته يعيشها بكل كيانه. لننس ما هو وراء فالطفل لا يتذكره. إذا رأي ما يخيفه بكي وإذا أخفيته عنه فحالا ينسى ويفرح. فبكي كالأطفال من غير حسرة وأفرح كالأطفال بسرعة إذا مد الآب السماوي يده وبدد المخاوف. كن كالأطفال فتجارب الأطفال تعبر كالثواني. لهذا يريدنا رب المجد أن نقبل الملكوت كالأطفال. آلام الطفل كثيرة و عجيبة لكنه رغم ذلك يفرح بالمكافآت و ينسي حتي نفسه و الآلام. إذا أصابه وجع يسأل أمه في بساطة هل سأقوم ثانية وألعب كالأطفال فإذا أجابته نعم نعم ستقوم. يصدقها ويعيش كأنه قام فعلاً. وإذا أعطته شيئاً تعرف أنه سيفرحه ينبهر بالهدية وينسى أوجاعه. ذاكرة الطفل ضعيفة في الأوجاع وهي تتجه دوماً إلى الأفراح. المكافأة تشغله لا التجربة. فلنكن مثلهم. قدامنا مكافآت الأبدية مع الثالوث الأقدس. كل أوجاعنا قصيرة العمر. تختفي قدام عشرة المسيح اللامحدودة.

- فلنصدق أننا سنقوم من سقطاتنا كما يصدق الطفل. ونفرح بأمومة الكنيسة كما تفعل الطفلة. لنفرح بالقائلين إلي بيت الرب نذهب. هناك نأخذ القدسات كالقديسين. ولا يعد يتسلط علينا وجع أو تجربة. براءة الأطفال تشفي الأطفال ونقاوة القلب تؤهلنا لمعاينة المسيح. ما أجملك يا طفلة المسيح. ما أحلي أن تكون أطفالنا قدوتنا. منهم نتعلم الكثير بينما هم بتواضعهم يحسبوننا نفهم كل شيء. ليتنا نفهم المسيح كما يفهمونه ويقبلونه ويحبونه. ليتنا نحب الجميع كما يحب الأطفال. ليتنا نرجع إليهم ونتتلمذ. علمونا يا أطفال المسيح.

- الأطفال يأخذون أبويهم لأنفسهم، هم ملكيتهم الخاصة. سر أمانهم واطمئنانهم. المسيح لك والكنيسة لك. لا تقف غريبا قدام المسيح ولا يكن المسيح غريبا قدامك. لا تدخل الكنيسة كأجنبي عن رعوية المسيح فالبيت بيت أبيك والأم الكنيسة أمك. خذ ميراثك وابوك حي في حياتك. استمتع بكل ما تمتد إليه يدك. كن طفلا في استحواذك محبة الثالوث. فأنت طفل الثالوث المدلل. وأنت حبيبة الثالوث الغالية.

- عش الإيمان كطفل تكسب الميراث من غير تأخير. امتلك المسيح وامتلك في المسيح. ودعه يمتلكك بالروح فهذه هي الطفولة السمائية التي إليها نشتاق
- اعطنى يا روح الله أن اسلك في مراعيك الخضر وأفرح بحرية مجد أولادك. ليس عندي كلام أقوله فأنا كالأطفال أصلي بالفطرة و أحبك بالفطرة و لا أتصور إنسانا يعيش وهو لا يحب أبي السماوي وأمي الكنيسة.