دعت عائلة ضابط المخابرات الليبي السابق أبو عجيلة مسعود المحتجز في أمريكا بتهمة المساعدة في تفجير طائرة لوكربي، الليبيين للخروج في مظاهرات الجمعة احتجاجا على تسليم حكومة الوحدة أبو عجيلة للولايات المتحدة.
واحتجت عائلة أبو عجيلة في بيان صوتي ألقاه أحد المنتمين لهم على وصف عبد الحميد الدبيبة أبو عجيلة بالإرهابي.
وطالبت الليبيون بالنزول في الميادين احتجاجا على تسليم مواطن ليبي إلى الولايات المتحدة دون سند قانوني.
تزامن هذا مع خروج ليبيين في مظاهرات بعدة مدن في ليبيا الخميس يطالبون بإسقاط حكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها، بعد تسليمها أبو عجيلة مسعود للولايات المتحدة بزعم ضلوعه في تفجير طائرة لوكربي.
وطالب المتظاهرون النائب العام بالتحرك لمعرفة ملابسات تسليم أبو عجيلة، الذي يناهز الـ80 عاما، كما طالبوا بإنهاء عمل حكومة الدبيبة، معتبرين ما حدث انتهاكا لسيادة الدولة وتواطؤا مع جهات أجنبية ضد مواطن ليبي.
وأصدرت قبائل بيانات غاضبة منها:
1. المجلس الأعلى لقبائل غرب ليبيا
أدان ما اعتبره اختطاف أبو عجيلة، قائلا في بيان:
الشعب الليبي عامة وأبو عجيلة خاصة يتعرضان لطغيان دولي.
نحمل الحكومة المسؤولية القانونية والإدارية والإنسانية، وأيضا نحمل المجلس الرئاسي مسؤلية ما حدث.
إذا لم يتم إطلاق سراح أبو عجيلة عاجلا سيكون لنا حق الرد بالطرق التي نراها مشروعة.
2- اتحاد قبائل فزان
أصدر بيانا جاء فيه:
إمهال حكومة الدبيبة 72 ساعة للإفراج عن كافة السجناء السياسيين؛ خوفا عليهم من مصير أبو عجيلة.
في حال عدم الإفراج سيلجأون للقوة للإفراج عنهم.
نددوا بواقعة تسليم أبو عجيلة، واصفين إياها بالخيانة وانتهاك للسيادة.
مكتب محاماة دولي
وحكوميا، أعلنت وزارة الخارجية في الحكومة الجديدة المكلفة من البرلمان، ويقودها فتحي باشآغا، عزمها تكليف مكتب محاماة دولي للدفاع عن أبو عجيلة.
وبحسب ما أوردت في بيان، فإن المكتب سيعمل على "استبيان الطريقة التي تمت بموجبها عملية التسليم، ومدى توافقها مع القوانين المحلية والدولية".
وأعلن النائب العام الصديق الصور، الأربعاء، فتح تحقيق في واقعة التسليم التي تمت "دون إجراءات قانونية".
ومَثُل أبو عجيلة أمام محكمة في واشنطن الثلاثاء، ورفض الحديث حتى يجتمع مع محاميه؛ لتعطيه المحكمة أسبوعا لتوفير المحامي.
اتهام بصفقة مشبوهة
عضو مجلس النواب، علي التكبالي، أعلن أن البرلمان سيوفر محامين في الولايات المتحدة للدفاع عن أبو عجيلة.
وشدد على أن واقعة تسليم أبو عجيلة لبلد أجنبي سيكون القشة التي ستقسم ظهر الحكومة المنتهية ولايتها، وسيُسقطها.
وأرجع التكبالي ذلك إلى أن إعادة فتح قضية لوكربي- رغم غلق هذه الملف باتفاق رسمي مع الولايات المتحدة عام 2008 ودفع التعويضات- هو "خيانة عظمى".
واتهم الدبيبة بأنه "أبرم صفقة مع واشنطن بتسليم أبو عجيلة مقابل أن تدعم بقائه على رأس السلطة"، التي يرفض تسليمها للحكومة الجديدة.
وكان عناصر من "القوة المشتركة" التابعة لحكومة الدبيبة داهمت في 17 نوفمبر، منزل أبو عجيلة في طرابلس، ثم فوجئ أقاربه بأنه في الولايات المتحدة.
تاريخ قضية لوكربي
عام 1988، جرى تفجير طائرة تابعة لشركة بان أميركان في رحلة رقم 103 بين لندن ونيويورك، فوق بلدة لوكربي.
أقرت السلطات في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بمسؤوليتها عن التفجير، بعد اتفاقٍ مع الولايات المتحدة عام 2003، بتقديم تعويضات 2.7 مليار دولار لأسر الضحايا.
حوكم متهم واحد هو ضابط المخابرات الليبي السابق، عبد الباسط المقرحي.
وفق لائحة الاتهام الأميركية، قام مسعود بتجميع وبرمجة القنبلة التي أسقطت الطائرة.
بعد وفاة المقرحي، طلبت أسرته من المملكة المتحدة رفع السرية عن وثائق قيل إنها تزعم أن طهران تقف وراء العملية، ردا على إسقاط طائرة إيرانية بصاروخ للبحرية الأميركية 1988 أودى بحياة 290 شخصا.
في عام 2008 عقدت طرابلس مع واشطن اتفاقا بغلق ملف القضية نهائيا ووقف ملاحقة المتهمين بعد دفع التعويضات.