الأم كرمتها جميع الكتب السماوية وأوصى عليها الرسل والأنبياء، هي تلك الدار التي نلجأ إليها حين تشتد علينا مصاعب الحياة، نستمد منها الحنان والأمان والحب فتعطينا كل ذلك بلا مقابل، ولا يخطر على أي عقل بشري أن يقدم أحد من أبنائها على أذيتها قولًا أو فعلًا، فما بالك بأن تكون نهايتها على يد ابنتها تلك الجريمة غير الإنسانية التي شهدت محافظة بورسعيد، واهتزت معها المشاعر ولم تصدقها عقولنا، والتي شهدت اتهام فتاة في العشرينات من عمرها بقتلها والدتها هي وجارها.
تبدأ الواقعة بتلقي اللواء مدحت عبد الرحيم، مساعد وزير الداخلية مدير أمن بورسعيد، بلاغًا بمقتل سيدة تدعى: داليا سمير الحوشي، وتبلغ من العمر 42 عامًا، وتعمل مشرفة عمال بمستشفى بورفؤاد العام، وذلك داخل منزلها في مساكن الفيروز نطاق مدينة بورفؤاد بمحافظة بورسعيد، وباشرت الجهات الرسمية التحقيق في الواقعة للوصول إلى ملابساتها.
وكشف مصدر أمني تفاصيل صادمة في الواقعة بعثور رجال مباحث بورسعيد على "تيشرت" بموقع الحادث تبين من سؤال الأطفال أبناء المجني عليها أنه لجار لهم، فجرى ضبطه، وخلال سؤال ابنتها التي تبلغ من العمر 20 عامًا شك الفريق الأمني في حديثها، ومحاولاتها والجاني الثاني في إقناعهم بأن الواقعة سرقة وأن لص قتلها، فجرى سؤال كلًا منها منفردًا، وتوصل إلى أن الأسباب الأولية للواقعة تكشف تورطهما في جريمة القتل، واعترف المتهم خلال سؤاله بارتكاب الجريمة بالمشاركة مع صديقته - أبنة القتيلة - وذلك بعدما دخلت المنزل ووجدتهما بالداخل وحدهما.
وأكد المصدر على أنه خلال التحقيقات أعترفت ابنتها وصديقها - جارها - أنهما أنهيا حياتها، وقالا أنه خلال تنفيذهما الجريمة طلبت المجني عليها منهما الرحمة قائلة: سبيوني اتشاهد ونطقت بالشهادة 3 مرات، فرد المتهم صديق ابنتها قائلًا: "كفاية عليكي كده، وقام بضربها ضربة أودت بحياتها"، كما قامت ابنتها بصب المياه الساخنة عليها للتأكد من مصرعها، وحاولا إعداد "شيكارة" لإخفاء الجثة، إلا أن أمرهما قد انكشف.