كتبها Oliver
الرب عظيم الجلال و القدرة.جعل فىالسماء عرشه'> السماء عرشه..أسكن الملائكة حوله و سوف يسكننا معهم في حينه.ملأ السماء بأجمل الأفكار و أبهى التصورات وأرقى التعبيرات.كل ملاك يرسله هو لسان السماء و ناقل لنا أفكارها و صورة حية لجمال السماء.من موطن الجمال أتى جبرائيل ليبشر العذراء مريم جميلة الجميلات.
- فى البشارة بالحمل الإلهى غير الموصوف نتوقف عند لغة الملائكة.لقد نطق الملاك أول ثلاثة عبارات.سلام و إطمئنان و بركة. سلام من تحيته للعذراء الممتلئة نعمة.و إطمئنان لأن الرب مع العذراء. بركة لأن الرب جعل القديسة مريم مباركة فى النساء.جاء جبرائيل من موطن السلام و البركة .ليبشر بالرب المتجسد.لهذا كانت لغته متشبعة و نابعة من فضائل موطنه السمائى.
- ثم لما أخبر بشارته للعذراء و نطق إسم يسوع لم يستطع أن يقول الإسم القدوس بغير تسبيح لذلك أكمل كلامه بتهليل قائلا أنه .يكون عظيما و إبن العلى و إبن داود.رؤية الملائكة لاهوتية دقيقة.لغتهم بلا غموض و تسبيحهم مستعد.المسيح إبن العلى منذ الأزل و إبن داود حين تجسد.
- لما سألت العذراء كيف يكون لي هذا كانت إجابته شرحاً بسيطاً و سريعاً لعمل الثالوث فى التجسد.إلى الآن نعتمد عليه فى فهم كيفية التجسد و دور كل أقنوم.إجابة الملاك المباشرة الواضحة بدون تفلسف تعكس لغة الفاهم و المعاين لله.إجابة الأفعال و ليست شرحاً نظرياً للتجسد.لم يكن الملاك حاملاً لرسالة صماء و نصاً مكتوباً بل فاهماً لخدمة البشارة مستعداً لإجابة العذراء بما يليق.
- لم يتكلم الملاك بكلمة لا تخص المهمة التى جاء من أجلها.حتى في الحلم الذى صار ليوسف النجار لأجل بتولية القديسة مريم العذراء التى تربت على لغة الملائكة فكانت في أحاديثها دقيقة لا تخرج عن موضوعها.
- ثم يختتم الملاك كلامه بتأكيد بشارته لإليصابات ليزيد إطمئنانها على هذا الإختيار الإلهى العجيب.مع وضع الختم الإلهى على حديثه قائلاً : لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله.إنها لغة الشاهد لعرش الله.يعرف قدرة الله و يعاين عظمته.
- كما أن للملاك لغة السماء كان لللعذراء لسان الملائكة الحلو.لا تتكلم كثيراً. لها سؤالاً وحيداً للملاك ضرورى ثم لها طاعة و خضوع و تصديق بلا تردد.كان سؤال العذراء مثل بطن العذراء مدخلاً لتسكب السماء علينا إشراقة الثالوث و العمل المقدس للأقانيم.
- الملائكة تنشغل بالله و هكذا العذراء فلم تسأل الملاك عن تفاصيل أو ظروف..سكبت نفسها قائلة هوذا أنا أمة الرب. تصرفت كالعبدة .كالملائكة إنشغلت العذراء بالخضوع لمشيئة الله.كما في السماء كذلك في العذراء.أعلنت شوقها لهذه البشارة قائلة للملاك ليكن لي كقولك.تحب الله كالملائكة و تشتاق للحمل الإلهى.
- كما أخذت العذراء سلاماً من الملاك حملت هذا السلام معها لأليصابات.فكما ينتشر السلام بين السمائيين صار هكذا ينتشر في العذراء و فيمن تعاملت معهم.رؤية الملائكة تغمر النفس بسلام و كذلك رؤية العذراء تشع السلام بين ناظريها.كانت البشارة درساً من رئيس الملائكة جبرائيل و من العذراء مريم البتول لنتعلم لغة السماء.