أشرف حلمي
أصدر الكردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق ، يوم السبت الماضى الموافق ١٧ ديسمبر ، بروتوكولاً يحمل رقم " ٢٠٢٢/١٩٧ " أعلن فيه عن موافقة قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان عن قداسة الطوباويين الإخوة المسابكيين الثلاثة الشهداء فرنسيس وعبد المعطي ورفائيل بين القديسين ، من دون حاجة الى أعجوبة لكونهم شهداء الإيمان ، وتجري الآن المعاملات الإجرائية لإعداد الإحتفال بإعلانهم قديسين على مذابح الكنيسة الجامعة وتم تكليف سيادة المطران يوحنا رفيق الورشا متابعتها لدى مجمع القديسين .
ويذكر أن الأخوة المسابكيين الثلاث فرنسيس وعبد المعطي ورفائيل ، كانوا معروفين بتقواهم ووفرة غناهم وكرم اخلاقهم وحسن معاملتهم وعطفهم على الفقراء والمحتاجين ، نالوا أكاليل الشهادة يوم ١٠ يوليو عام ١٨٦٠ ،
عندما ثار المسلمون في دمشق والدروز في جنوبي لبنان على المسيحيين، لجأ الأخو الثلاث مع عدد كبير من المسيحيين، إلى دير الرهبان الفرنسيسكان في دمشق، عندما اضرم المسلمون النار في حي المسيحيين فدخل اللاجئون مع الرهبان الى الكنيسة يصلون واعترفوا وتناولوا ، وظل فرنسيس وحده في الكنيسة يصلي ، وبعد نصف الليل دخل الدير عنوة جمهور من الرعاع مدججين بالسلاح ، فذعر اللاجئون ولاذ بعضهم بالفرار واختبأ البعض ، وهرع الباقون الى الكنيسة ليحتموا بها ، ثم أخذ الرعاع يصرخون: "اين فرنسيس مسابكي؟ اننا نطلب فرنسيس" جاء فرنسيس قائلاً لهم: "انا فرنسيس مسابكي ماذا تطلبون؟" فأجابوه: جئنا ننقذك وذويك بشرط أن تجحدوا الدين المسيحي وتعتنقوا الأسلام والا فانكم تهلكون جميعكم. فأجابهم فرنسيس: "اننا مسيحيون وعلى دين المسيح نموت. اننا نحن معشر المسيحيين لا نخاف الذين يقتلون الجسد، كما قال الرب يسوع" ، ثم التفت الى اخويه وقال لهما: " تشجعا واثبتا في الإيمان، لأن اكليل الظفر معد في السماء لمن يثبت إلى المنتهى" ، فأعلنا فورا إيمانهم بالرب يسوع بهذه الكلمات: "اننا مسيحيون ونريد ان نحيا ونموت مسيحيين" ، فانهال المضطهدون، اذ ذاك عليهم، بالضرب بعصيهم وخناجرهم وفؤوسهم ، فأسلموا أرواحهم الطاهرة بيد الله مؤثرين الموت على الكفر فنالوا اكليل الشهادة ، واستشهد معهم في الليلة ذاتها تسعة رهبان من الفرنسيسكان، وكاهن من الكنيسة الأرثوذكسية إذ قتلوه في وسط الطريق وجروا جثته مربوطة بحصان حتى تهشمت وتناثرت (هو العظيم في الشهداء الأب يوسف الحداد ) الذى أعلن قديساً عام ١٩٩٣ فى المجمع الأنطاكي المقدس ، كما اعلن مثلث الرحمات البابا بيوس الحادي عشر تطويب الأخوة الثلاث كقديسين في عام ١٩٢٦ بطلب من المتنيح المطران بشارة الشمالي رئيس اساقفة دمشق الماروني .