محرر الاقباط متحدون
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا مانع شرعًا من تهنئة المسلمين لغير المسلمين بأعيادهم؛ معللة بأن الإسلام دينٌ كلُّه سلامٌ ورحمة وبر وصلة، يأمر أتباعه بالإحسان إلى الناس جميعًا، ولا ينهاهم عن بر غير المسلمين، ووصلهم، وإهدائهم، وقبول الهدية منهم، وما إلى ذلك من أشكال البر بهم.
 
وأردفت الإفتاء خلال فتوى منشورة عبر موقعها الرسمي، أن الدين الإسلامي يأمر بجميع ما سبق ما لم يظهر الآخر العداء للمسلمين.وأشارت الدار إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسل كان القدوةَ الحسنةَ في التطبيق؛ فكان يقبل الهدايا من غير المسلمين لافتة إلى أن ذلك ثَبَت في صحيح السنة.
 
ومن هنا فهم علماء الإسلام أن قبول هدية غير المسلم ليس فقط مستحبًّا لكونه من باب الإحسان، بل لكونه سُنَّةَ النبي صلى الله عليهوآله وسلم ، وعلى هذا النهج سار الصحابة الكرام والأئمة الأعلام؛ فروى شهود بعضهم أعياد غير المسلمين والأكل من الأطعمة المُعَدَّة للأكل فيها، مستحسنين لها بلا أدنى حرج، ونص الفقهاء على جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم مع مراعاة أن لا يقترن ذلك بطقوس دينية أو ممارسات تخالف ثوابت الإسلام.
 
واستدعت دار الإفتاء في هذه المناسبة قول الله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]، منوهة بأن الله تعالى أمرنا بالإحسان دائمًا؛ فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ [النحل: 90]،معقبة: كما أن الله لم ينهَنا عن بر غير المسلمين، ووصلهم، وإهدائهم، وقبول الهدية منهم، وما إلى ذلك من أشكال البر بهم؛ فقال: ﴿لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، مختتمة: فالوصل، والإهداء، والعيادة، والتهنئة لغير المسلم، كلُّ ذلك يدخل في باب الإحسان، ويُعَد ضمن مظاهره.