( 550- 640 م تقرببا )
من آباء ومعلمي القرن السابع الميلادي تقريبا
إعداد/ ماجد كامل
تحتفل الكنيسة القبطية يوم 19 كيهك من الشهر القبطي الموافق 28 ديسمبر من الشهر الميلادي بتذكار نياحة الانبا يوحنا أسقف البرلس الملقب بالسنكسار'>جامع السنكسار . أما عن الانبا يوحنا نفسه فهو وحسب السنكسار القبطي ولد من أب كاهن تقي وأم فاضلة هذباه وربياه علي التريية المسيحية الحقيقة .وبعد ان تنيح والداه أخذ ما تركهما له وبني به فندقا للعناية بالغرباء والمرضي ؛ و أتفق مرور أحد الرهبان علي ذلك المكان ؛ فشاهد العمل الذي يقوم به يوحنا فأثني عليه كثيرا .ثم حدثه عن الرهبنة وجمالها ؛ فاعجب بها جدا وقرر أن يبيع كل ماله ووزعه علي الفقراء والمساكين؛ ثم توجه إلي برية شيهيت المقدسة حيث ألبسه الأنبا دانيال قمص البرية أسكيم الرهبنة ؛ فأشتهر بحسن السيرة وكثرة النسك ؛ فتعرض لمحاربات شيطانية كثيرة . ونظرا لكثرة فضائله وعلمه وتقواه تمت رسامته أسقفا علي مدينة البرلس ؛ فقام بمقاومة المبتدعين ورد كثيرين منهم إلي الإيمان المستقيم ؛ منها أن راهب من الصعيد كان يدعي أن الملاك ميخائيل يظهر له ويخبره بأمور مستقبلية ؛ فعلم القديس أنها من ألاعيب الشيطان ؛ فأستدعها وقام بتوعيته حتي أعترف بخطئه . كما أدعي آخر أن النبي حبقوق يظهر له ويعرفه بأمور مخفية ؛ مما أدي إلي ضلال كثيرين خلفه ؛ فقام بطرده من الأيبارشية . ( لمزيد من التفصيل راجع القمص تادرس يعقوب ملطي:- قاموس آباء الكنيسة وقديسيها ؛ صفحة 241 ) . وكان عندما يصلي القداس الإلهي يستنير وجهه ؛ وكانت تحدث كثير من الظواهر الروحية أثناء صلاة القداس الإلهي . ولقد جمع هذا الأب السنكسار القبطي في حياته وأكمل العمل من بعده الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب . وعندما أراد الرب أن يريحه من أتعاب هذا العالم ؛ أرسل إليه القديسان الأنبا أنطونيوس واالأنبا مكاريوس ليعرفاه بيوم انتقاله ؛ فدعا شعبه وأوصاهم وصايا نافعة لحياتهم ؛ ثم تنيح بعدها بسلام ( السنكسار القبطي تحت يوم 19 كيهك ) .
ولقد كتبت عنه مؤرختنا الكبيرة الأستاذة إيريس حبيب المصري ( 1910- 1994 ) ( راجع مقالي عنها علي صفحة الأقباط متحدون بتاريخ الأثنين 4 يوليو 2016 ) في موسوعتها الخالدة " قصة الكنيسة القبطية – الجزء الثاني " أنه من معاصري البابا داميتنوس ( 569- 605 م ) بابا الكنيسة القبطية رقم 35 ؛ وأنه من سليل أسرة كهنوتية عريقة ؛ وكان من المعاصرين أيضا للأنبا بستناؤس أسقف قفط . ثم سردت لنا نفس قصة السنكسار بأسلوبها الشيق الجميل ( المرجع السابق ذكره ؛ صفحتي 158 ؛ 159 ) .
كما كتب الدكتور يوحنا نسيم يوسف في كتاب "تاريخ الأدب القبطي " الصادر عن مؤسسة مارمرقس لدراسات التاريخ القبطي ؛ فقال عنه تحت أسم "يوحنا أسقف البرلس " فقال " مذكور في السنكسار تحت يوم 19 كيهك . ومن أعماله :-
1-عظة عن الكتب الهرطوقية عن مخطوطة الدير الأبيض ؛ وفيها يفند كتاب تجليس رئيس الملائكة ميخائيل مكان الشيطان الذي سقط ؛ وتعاليم يوحنا ؛ وربما يكون هو نفس النص الموجود في محطوطات نجع حمادي وتجليس آدم والخلاص .
2-له عظة بالعربية عن اليوم الأخير وعظة عن القديسة دميانة ربما تكون مترجمة عن القبطية ؛ وعظة عن الإيمان الأرثوذكسي باللغة الأثيوبية ( لمزيد من التفصيل راجع المرجع السابق ذكره ؛صفحتي 202 و203 ) .
كما قدم أيضا الراهب القمص أثناسيوس المقاري في موسوعة " كتابات آباء كنيسة الإسكندرية – الكتابات القبطية فقال عنه من ضمن ما قال تحت أسم " يوحنا أسقف البرلس " فقال عنه " هو راهب تتلمذ علي يد انبا دانيال القمص ؛ ثم صار أسقفا علي البرلس . ويذكره تاريخ البطاركة ضمن سيرة البابا دميانوس . وقد قاوم أتباع ملاتيوس ؛ وهو أول من جمع سير الشهداء والقديسين لتقرأ في الكنيسة – السنكسار – وهو معروف بتمسكه بالكتاب المقدس والإيمان الرسولي ؛ والتنديد بالخرافات وكتب الأبوكريفا . وتعيد له الكنيسة في يوم 19 كيهك من كل سنة . وتشير إليه إبصالية القديسة دميانة بصفته جامع سير الشهداء والقديسن . ومن ضمنها سيرة هذه الشهيدة ؛ فتقول الأبصالية " يوحنا أسقف البرلس أخبرنا باجتهاد بكرامة هذه العذراء قائلا : قد ابتهجت لما وجدت الجهاد الحسن الذي للشهيدة المختارة القديسة دميانة "
أما عن كتاباته فيلخصها القمص أثناسيوس المقاري
1- ضد كتب الهراطقة :- وفيها يندد بخمسة كتب للهراطقة هي ( تنصيب رئيس الملائكة ميخائيل – كرازة يوحنا – ضحك الرسل – تنصيب آدم – مجمع المخلص ) .
وهو موجود في مخطوط وارد من الدير الأبيض بسوهاج حسب كتاب القمص أثناسيوس المقاري .
ولقد نشر عنه العالم الإيطالي فان لانشوت A .Lantchoot ) 1889- 1969 ) ( ارجو ان تتاح لي فرصة لكتابة مقال عنه في الوقت المناسب إن شاء الله ) هذا الكتاب سنة 1946 تحت عنون "شذرات قبطية عن عظة ليوحنا أسقف البرلس ضد كتب الهراطقة؛ وذلك ضمن مجموعة مقالات مهداة للعالم مركاتي Merceati .
كما توجد له أعمال أخري كثيرة محفوظة باللغة العربية أو الأثيوبية ولكن أصلها القبطي مفقود ؛ منها كتاب عن الدينونة الأخيرة ؛ وكتاب عن تأملات في المزامير 103 : 3 و 114 : 7 ) كما أن له ثلاثة عشر حرما ضمن كتاب اعترافات الآباء باللغة العربية ؛ وكتاب عن الإيمان الأرثوذكسي باللغة الأثيوبية ؛ وسيرة للأنبا داميانوس باللغة الأثيوبية ( لمزيد من التفصيل راجع المرجع السابق ذكره ؛ الصفحات من 332 و333 ) .
ولقد جاء في مخطوط " اعترافات الاباء" الحروم ال 13 التي وضعها يوحنا أسقف البرلس يمكن تلخيصها في النقاط التالية :-
1-من قال أو آمن أن ابن الله نزل بغير إرادته ؛ أو يقال أن ذلك خلاف إرادة الآب ؛ والأبن والروح القدس ؛ فليكن محروما .
2-من جسر وقال أن للآب معرفة أكبر من الأين و الروح القدس؛ أو من قال أن الذي كان الأبن عالما به لم يكن مثل الآب ؛ أو يقول أن الأبن ضمن إنسانا من أبيه قبل أن يخلق؛ فليكن محروما .
3-من قال أن الآب موجود قبل الأبن ؛ والأبن موجود قبل الروح القدس ؛ أو يقول أن كان زمان وليس الأبن موجود مع الآب والروح القدس؛ فليكن محروما .
4-من يظن أو يقول أن أبن الله مخلوق ؛ ولا يعتقد أنه مولود من جوهر لاهوته ؛ بل يظن أن الآب خلقه مع الروح القدس؛ فليكن محروما .
5-من يقول عن الثالثوث القدوس؛ أنه اقنوم واحد ؛ ووجه واحد ؛ ويقول عن الآب أنه الأبن ؛ أو يقول عن الأبن أنه الآب ..... ويخلط الثالوث وجها واحدا مثل سابليوس المنافق ؛ فليكن محروما .
6-نؤمن أن أبن الله بأقنومه المولود من الآب قبل كل الخلائق ؛ نزل في آخر الأزمان لأجل خلاصنا ؛ وتجسد هو ابن الله من الروح القدس؛ ومن مريم العذراء ؛ وصار إنسان مثلنا من غير خطية ؛ ولم يتجسد الآب بل الابن وحده الذي تجسد وصار إنسانا لأجل خلاصنا وطهارتنا ؛ من لا يؤمن هكذ فهو محروم .
7-من يقول أن العذراء القديسة هي قوة ؛ فليكن محروما ؛ ومن يؤمن بحق أن العذراء القديسة مريم ؛ هي من زرع داود وإبراهيم وداود ؛ كما هو مكتوب في الكتب المقدسة ؛ فهو محالل .
8-من يقول عن جسد ابن الله أنه من السموات ؛ قائلا أنه نزل به معه من السموات ؛ قائلا انه نزل به معه من السماءالعليا ؛ فليكن محروما .
9-من لا يؤمن أن ابن الله غير مخلوق؛ وتجسد بنفس ناطقة من والدة الإله القديسة مريم من غير انتقال ؛ وصار كلمة الآب إنسانا ؛ وتألم بالجسد بإرادته عنا ؛ وقام من الأموات ؛ وصعد إلي السموات بالجسد الذي أخذه ؛ وهكذا يأتي فيه ويدين كل المسكونة ؛ من لايؤمن هكذا فهو محروم ؛ والذي يؤمن به محالل .
10-من يقول أنه لم يبق أسقف أرثوذكسي ولا قسييس ولا شماس؛ وبهذا القول قد زالت الأرثوذكسية ؛ ويقول لم يبق معمودية ولا جسد ولا دم المسيح ؛ فليكن محروما .
11-من قال أن ابن الله تألم بغير إرادته وحده ؛أو يقول أنه ضمن إنسانا من قبل أن يخلق ؛ فليكن محروما .
12-من قال عن جسد عمانوئيل أنه عاين الفساد في المقبرة ؛ فلا يعاين هكذا مجد الله ؛ ومن اعترف أن كلمة الله الآب بإرادته وإرادة أبيه وأنه تألم بالجسد ومات عنا ؛ فهو محالل .
13-من قال أو جسر بقليه انه تبق أمانة ؛ أو يقول أن الله ليس ساكنا في الكنائس الأرثوذكسية ؛ وبناء عليه يقولون بجنونهم قد زالت الأرثوذكسبية ؛ هؤلاءهم غرباءعن الآب والأبن والروح القدس؛ ولكن يا أحباء يسوع تحفظوا من كل عوائد هؤلاءالمجدفين ؛ وأزيلوا عنكم كل كفرهم بالسوء؛ وكل زوان النفاق وكل شر وضربات شيطانية ؛ واتركوا عنكم الكتب المملؤة كفرا ؛ التي للهراطقة الأشرار الكاذبة في كل زمان ؛ ولا تفعلوا أفعالا لا تستحق خيرات ملكوت السموات ؛ بل افعلوا الافعال التي فعلها سيدنا وإلهنا لنسعي فيها ؛ هذه هي الأمانة والمحبة ؛ وكل ثمرات الروح القدس؛ هذه هي التي تطهرنا بفمها كل حين ؛ وتجعلنا أن نكثر في حين لكل خير بسيدنا يسوع ؛ هذا الذي يجب له المجد مع أبيه والروح القدس؛ الآن وكل أوان وإلي أبد الآبدين ؛ أمين .
( لمزيد من التفصيل :- راجع اعترافات الآباء ؛طبعة دير المحرق ؛ الصفحات من 411- 414 ) .
بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-السنكسار القبطي تحت يوم 19 كيهك .
2- إيريس حبيب المصري :- قصة الكنيسة القبطية ؛ الجزء الثاني ؛ صفحتي 158 و159 .
3- القمص تادرس يعقوب ملطي :- قاموس آباء الكنيسة وقديسيها ( ن – ي ) كنيسة مارجرجس سبورتنج ؛ 2000 ؛ الصفحات 240 ؛ 241 .
4-يوحنا نسيم يوسف :- تراث الأدب القبطي تاريخ اللغة القبطية ولهجاتها مصادر الأدب القبطي ومبادئه ؛ مؤسسة مارمرقس لدراسات التاريخ القبطي 2003 ؛ صفحتي 202 و203
5- الأب أثناسيوس المقاري :- فهرس كتابات آباء كنيسة الإسكندرية – الكتابات القبطية ؛ الطبعة الأولي ؛ يوليو 2006 ؛ صفحتي 332 و333 .
6- راهب من الدير المحرق :-اعترافات الآباء؛ تقديم نيافة الأنبا ساويرس؛ الطبعة الأولي2002 ؛ الصفحات من 411 – 414 .
7-شكر خاص للأخ الحبيب المهندس مدحت حلمي لمساعدتي في ذكر وتوفير بعض مراجع هذه المقالة ؛ فله مني جزيل الشكر .