اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة القديس انبا يوحنا اسقف البرلس السنكسار'> جامع السنكسار (١٩ كيهك) ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٢
في مثل هذا اليوم تنيح القديس انبا يوحنا أسقف البرلس وقد كان من ذوي الحسب والنسب ومن نسل الكهنة، وكان والداه يكثران من الصدقة علي المساكين، ولما توفيا اخذ القديس يوحنا ما تركاه له وبني به فندقا للغرباء، ثم جمع إليه المرضي وكان يخدمهم بنفسه ويقدم لهم كل ما يحتاجون إليه،
واتفق مجيء أحد الرهبان إليه فرأي عمله الحسن واثني عليه، ثم مدح أمامه الرهبنة مبينا له شرفها، فتعلق بها القديس ومال بقلبه إليها، وبعد إن رحل الراهب، قام القديس فوزع أمواله علي المساكين، وذهب إلى برية شيهيت، وترهب عند القديس انبا دانيال قمص البرية، واشتهر بحرارة العبادة والنسك الكثير، ثم انفرد في مبني خاص فحسده الشيطان وجنوده علي حسن صنيعه هذا، واجتمعوا عليه وضربوه ضربا موجعا، حتى انه ظل مريضا أياما كثيرة، بعدها شفاه السيد المسيح، فقوي وتغلب عليهم، ثم دعي من الله إلى رتبة الأسقفية علي البرلس،
وكانت توجد في زمانه بعض البدع فاجتهد حتى اقتلعها وارجع أصحابها إلى الإيمان المستقيم. وظهر في أيامه راهب من الصعيد، كان يخبر بأمور مدعيا إن الملاك ميخائيل يكشفها له، فأضل كثيرين بخداعه، فرأي القديس إن عمل هذا الراهب من الشيطان، لذلك أمر بضربه حيث اعترف بخطئه فطرده من البلاد، وادعي آخر إن حبقوق النبي يظهر له ويعرفه الأسرار، فتبعه كثيرين، فطرده أيضًا من بلاده بعد ما أبطل قوله، كما ابطل استعمال كتب كثيرة رديئة.
وكان هذا القديس كلما صعد إلى الهيكل ليقوم بخدمة القداس الإلهي، إن يصطبغ وجهه وكل جسده لونا احمرا كأنه خارج من أتون نار، وكانت دموعه تنحدر علي خديه بغزارة، لأنه كان ينظر الطغمات السمائية علي المذبح، وحدث في ثلاث مرات انه كلما وضع إصبعه في الكأس للرشم وقت صلاة القسمة، يجد الكأس كنار تتقد.
وكان في أيامه أيضًا قوم مبتدعون يتناولون الأسرار المقدسة وهم مفطرون، وإذ نهاهم ولم ينتهوا حرمهم ومنعهم من شركة الكنيسة، ولما لم يطيعوا أمره، سال الرب فنزلت نار من السماء أحرقت كبيرهم، فخاف الباقون من ذلك ورجعوا عن بدعتهم،
ولما أراد الرب إن يريحه من أتعاب هذا العالم، أرسل إليه القديسين أنطونيوس ومقاريوس ليعرفاه بيوم انتقاله، فدعا شعبه وأوصاهم ثم تنيح بسلام،
بركه صلاته تكون معنا امين...
ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين...