هذا الخبر نشرناه في 26 أكتوبر 2020 وتكرره للتذكير برحلة بيليه مع فريق سانتوس في الكويت
من حكايات "الزمن الجميل" بسنواته الأخيرة في سبعينات القرن الماضي، واحدة بطلها، أسطورة الكرة البرازيلي "بيليه" وممثلة مصرية شهيرة، هي الراحلة زبيدة ثروت "صاحبة أجمل عينين عرفتهما السينما المصرية" والتي كشفت بنفسها في مايو 2005 عن الحكاية بلقاء تلفزيوني في قناة "الحياة" التلفزيونية المصرية، فقالت إن اللاعب وقع بحبها من أول نظرة في الكويت، وكان يلاحقها تلفونياً عبر القارات ويطلب منها الزواج، إلى أن تكفل الزمن بالحكاية وطواها النسيان. إلا أن احتفال اللاعب يوم الجمعة الماضي بعيد ميلاده الثمانين، أعادها من ركام ماضٍ بعيد في الزمن 47 سنة.
روت في المقابلة أن وزيراً كويتياً دعاها لحضور افتتاح مهرجان في 1973 بالكويت، وصادف حين وصلت ودخلت إلى الفندق، أنها وجدت في صالونه ازدحاماً حول شاب محاط بأكاليل ورد أرسلها معجبون، ولم يكن ذلك الأسمر سوى بيليه الذي راجعت "العربية.نت" خبر زيارته للكويت، ووجدت أنه جاءها في فبراير ذلك العام كلاعب مع فريق "سانتوس" ليخوض مباراة ضد فريق "القادسية" المحلي، وحين رآها اللاعب صدفة بالفندق، سحرته على ما يبدو، ووقع بحبها سريعاً، وقالت: "لبّسني طوق ورد، وأنا مكنتش أعرف ده مين، وجيت مصر لقيته بيكلمني في التليفون" بحسب ما نسمعها في فيديو مجتزأ من المقابلة.
قالت أيضاً، إنها لم تكن تفهم شيئاً من بيليه، لأنه لم يكن يتحدث الإنجليزية وهي غير ملمة بالبرتغالية، علماً أنه كان متزوجاً منذ 1966 وأباً لابن ولد في 1970 باسم "إدينيو" وعمره 50 حالياً، ثم فرّق الطلاق في 1982 بين الزوجين، لذلك لم يكن بيليه جدياً حين طلب منها الزواج، أو ربما فهمت منه ذلك بخطأ لغوي، لكننا نسمعها تقول: "بيليه حبّني جداً، وكان عاوز يتجوزني وأسافر معاه البرازيل، وكل ما أطلع في الفندق أو أنزل ألاقيه قاعد مستنيني، ومرتحتش غير لما وصّلته لباب الطيارة، ولما رجعت مصر لقيته بيكلمني"، وفق تعبير الفنانة التي كانت أكبر سناً بأربعين يوماً من بيليه، وتوفيت في 2016 ضحية بعمر 76 سنة لسرطان الرئة.
ولم يهنأ بالهدف سوى 5 دقائق فقط
أما المباراة بين "سانتوس" بقيادة بيليه الذي كان عمره 33 ذلك الوقت، فكانت ودية مع "القادسية" الكويتي، وجرت يوم الأحد 12 فبراير 1973 على ملعب ثانوية الشويخ، بحسب ما قرأت "العربية.نت" في خبر مؤرشف يمكن العثور عليه في الإنترنت عن المباراة التي انتهى شوطها الأول بلا أهداف. أما الثاني، فسجل فيه بيليه هدفاً، جعله "الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم" واحداً من 1281 هدفاً سجلها بيليه في 1363 مباراة لعبها، بينها 767 في مباريات رسمية، ونرى الهدف في الفيديو المرفق، ثم نجد أن "الجوهرة السوداء" لم يهنأ به سوى 5 دقائق، تلاها تعادل سريع وخاطف.
بعد الدقيقة 30 من هدف بيليه في الشوط الثاني، ضجت المدرجات برؤية لاعب كويتي يرفع الكرة إلى زميل له، بالكاد كان عمره 20 واسمه جاسم يعقوب، فتسلمها وسددها تعادلاً رائعاً في ثاني مباراة خاضها Santos بالجولة التي بدأها في السعودية، وسجل فيها 3 أهداف لقاء واحد ضد منتخبها للناشئين، كما سجل 3 أهداف لقاء لا شيء في مباراة ثالثة ضد المنتخب القطري، بعد مباراته مع القادسية الكويتي. أما الرابعة، فسجل فيها 7 أهداف لقاء واحد ضد البحريني، ثم 5 لقاء لا شيء ضد المصري، وأنهى جولته بأربعة أهداف لقاء واحد ضد "النصر" الإماراتي.
لكن شأنه مع "القادسية" بالذات كان مختلفاً، وفقاً لما يمكن استنتاجه مما نقلته صحيفة "القبس" عن رئيس النادي ذلك الوقت، الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح، فقد ذكر للصحيفة فيما بعد، أن "سانتوس" بث بعد التعادل برقية إلى إدارته في البرازيل قال فيها: "لعبنا مع فريق ما كنا نتوقع أن نراه في المنطقة، يضم 4 لاعبين يتمتعون بمستويات راقية، ووجدنا شعباً يحبنا وترحيباً لم نستقبل به في أي بلد زرناه". وما لم تنقله "القبس" ربما، هو أن في البرقية الكثير من شعور بيليه نحو فنانة دخلت قلبه كأجمل هدف.