بقلم: د. وجيه رؤوف
أختلف موقف القوى الوطنية تجاه بشار الأسد , فظهر موقف الحكومة المصرية الواضح في اجتماع دول عدم الانحياز في الهجوم على بشار الأسد وضرورة تغيير النظام السياسي فى سوريا , وبالطبع كانت هناك بعض القوى التي ساندت موقف الحكومة المصرية تجاه سوريا ونظامها , ولكن في المقابل كانت هناك بعض القوى الوطنية في مصر التي كانت تقف مع بشار ضد قوى المعارضة ضده , ولكل من هذه القوى المتعارضة في موقفها تجاه بشار أسبابها.
فالحكومة المصرية تجد أنه من الجرم هجوم قوات نظام الأسد على القرى وعلى النجوع وما يحدث من تفجيرات وقتل للنساء والأطفال وتعتبر هذا جريمة من جرائم الحروب وإن كان هذا السبب سبب معقول ومقنع.
ولكن في المقابل أيضا يأتي البعض من القوى السياسية المصرية ليعكس الوضع بطريقه أخرى على أساس أن ثمانون في المائة من الجيش السوري الحر الذي يناهض نظام الأسد هم مرتزقة يأتون من ليبيا ومن السودان ومن مصر ومن السعودية ومن قطر كما أن تاريخ البعض منهم يرجع إلى بعض الجماعات الجهادية وإلى تنظيم القاعدة كما أنهم يبررون قتل الأطفال والنساء من جهة تنظيم بشار بأن قوى الجيش السوري الحر تتخذ من النساء والأطفال دروعا بشريه كما أنها تتخذ من دور العبادة أماكن لإطلاق الصواريخ ولتخزين الأسلحة.
وهذه وجهه نظر أخرى تستحق الاستماع ، ولكن مع أي من النظامين : إلى أين تتجه سوريا، وما هي القوى التي يمكنها السيطرة على سوريا في حال سقوط الأسد ؟؟؟؟؟ وهكذا وبرؤية سريعة وتحليل للأحداث وما أسفرت عنه ثورات الربيع العربي يمكننا أن نتخيل الوضع في حال سقوط نظام بشار ,
بالتأكيد هي الفاشية الدينية في أبشع صورها لأن نظام بشار القمعي لم يترك فرصه أخرى لبزوغ تيارات أخرى حداثيه يمكنها القيام بسوريا والنهوض بها ,
وطبعا الفاشية الدينية نهايتها أنظمه مثل أفغانستان والصومال ولا أمل آخر !!!!!!
هنا نقف صامتين ولا نستطيع الاختيار ولكن بالمثل البلدي سيكون الاختيار ( نصف العمى ولا العمى كله )
هل بشار هو الشخص المثالي لحكم سوريا بالطبع لا فهو سفاح قاتل مثله مثل الحكام الفاشيين والنازيين، لكن في المقابل له على الساحة يأتي من هو سفاحا أكثر منه وأكثر فاشيه وأكثر ظلما ودكتاتوريه، وهنا نقول وبرغم كل شيء نحن نفضل حرية سوريا وقيامها على أن تسقط سوريا وتتفكك ,
وهنا نحن ندعو لبقاء سوريا ولنهضتها وعزتها وان ينهضها الله من سقطتها وأن تنهض سوريا وتعيد أمجاد بلاد الشام.
ولكن ومع كل ذلك هناك حقائق يجب أن تقال للسيد بشار الأسد :
سيد بشار كما تدين تدان ,
فيظن القادة جميعا بأنهم إن ظلموا لن يصير عليهم ظلم ولكن التاريخ يقول من قتل يقتل ولو بعد حين وكما تدين تدان ,سيد بشار أتذكر حينما كنت تمد يدك بالعبث في دول الجوار , أتذكر حينما صنعت معارضه داخل لبنان من خلال تمويلك ودعمك لحزب الله داخل لبنان ,
أتذكر حينما كانت يداك تعبث باستقرار لبنان وكنت تهدد وحدته الوطنية من خلال دعمك للمتمردين داخل مخيم نهر البارد ,
أتذكر حينما كنت تقيم المعارضة وتهدد بها استقرار الحكومة اللبنانية كما نذكرك بدعمك لحركه الاغتيالات داخل لبنان كما يدعى البعض ومنها اغتيال الزعيم المناضل رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الذي كان أحد أركان دعم الوحدة الوطنية داخل لبنان ,
أتذكر .... وتذكر ...... وتذكر ...........
الكثير يا سيد بشار لقد كانت يداك تعبث باستقرار البلاد والعباد وقد أتى إليك من يعبث باستقرار بلادك وبدعم من بلاد سوف يعبث بها القدر قريبا فكما قلت لك كما تدين تدان وكذلك تلك الدول سيأتي من يعبث بها كما يقول القول الكريم ( وتلك الأيام نداولها بين الناس )
سيد بشار أنا لا أشمت بك بل على العكس أنا أشفق عليك من ظلمك لنفسك ولشعبك ولكنني أتمنى عدم سقوط سوريا ,
أتمنى نهضة سوريا وعزتها وقوتها فهي بلد عظيم لها تاريخ مجيد نشعر به نحن أبناء الفراعنة لذلك نتمنى لسوريا أن لا تسقط ,
لذلك فليسامحك الله على ما اقترفت في حق دول الجوار وليكن ما يحدث لك ولغيرك درسا في أن الله عز وجل ( يمهل ولا يهمل )
وفى النهاية عاشت سوريا وعاشت حضارتها وليجعلها الله قويه تخرج من هذه الأزمة إلى رحابه العلم والحداثة والتقدم.