بقلم - شريف منصور
الصدق مع النفس شيء في منتهي الصعوبة وبالذات أن كانت ثقافتك مصرية، بمعني الغلط دائما يصدر من الآخرين وإحنا كلنا ملايكة باجنحة.
الشيء المخيف أن الأقوال التي يرددها المصريين لا علاقه لها بافعالهم، علي سبيل المثال وليس الحصر الاعتراف بالحق فضيلة؟ و دا تحريف من القول الأول الاعتراف بالخطأ فضيلة.
فيه مواقف كثير نمر فيها و نلقي باللوم علي الآخرين، وبسبب هذه الثقافة اللعينة أن أردت أن تعتذر تجد الشخص الآخر يتنمر عليك و قد يكيل لك الإهانات، ماشي له أو لها حق في أول رد، إنما التمادي في التنمر يبقي تربية مصرية أصيلة، لو طال يقطع رأسك أو يحطك مكان السجادة و يدوس علي رقبتك لأنك طلع عندك دم و أعتذرت.
الإصلاح و التحديث يعني أن نقوم بمواجهة انحدار الأخلاقيات بحزم، والحزم هنا لا يعني ان نلجأ للدولة و القانون لأنهم للأسف سبب انحدار الأخلاقيات بدون أدنى شك.
متي رأينا رئيس يعتذر عن خطأ؟ متي رأينا رئيس وزراء يعتذر أو يستقيل؟ متي رأينا مدرس يعتذر لتلاميذه؟ متي رأينا وزير الداخلية يستقيل لأن مواطن تم إهانته أو ضربه في أحد الأقسام حتي توفي؟ متي رأينا أحد رجال الدين يعتذر عن سب ولعن من هم ليسوا يتبعوا عقيدته وبسبب شحن أتباع عقيدته تسبب في قتل وحرق و اغتصاب بنات وسيدات و أملاك؟
متي رأينا أب يعتذر لزوجته لاهانتها أمام الأولاد أو نري أخ يعتذر نادما علي ضرب أخته لأنها خرجت بلا حجاب أو كانت تتحدث مع جاره في الطريق؟
يا سادة الحكومة أكبر مصدر للكذب و الإعلام المصري يأتي في مرتبه بين الحكومة و قاع محترفين الكذب، هل تتخيلوا أن الشعب الذي يتعرض لكل هذا الكم من الأكاذيب انظروا يا سادة لقد صار المصريين يعبدون حكامهم الذين ظلموهم من قبل عندما يستعبدهم حكامهم الحاليين.
وأخيرا وليس اخرا هناك عدة مواقف تدل علي انحدار أخلاقيات وإنسانية الدولة، أكبرها واعظمها وأكثرها دليل علي تدهور الأوضاع هو خطف الطفل شنودة ممن ربوه امه وابوه ووضعه في سجن الأطفال. كم تألمت عندما رأيت صورة السجانه تضع يدها بين أم شنودة و المستشار نجيب جبرائيل و الطفل الذي وضح علي وجهه علامات الذهول و الخوف و الرعب. وهناك أمور أخري مخجلة مزرية تقترفها الحكومة المصرية وهيئاتها لا تتسع الإنترنت لسردها.