د. أمير فهمي زخارى المنيا
نعاني جميعاً أحياناً من ألم مزعج علينا التخلص منه، سواء كانت هذه الآلام هي الام ظهر، صداع، الآم في البطن، وقد تكون ناجمة عن ضغط العمل أو من الدورة الشهرية وتغير توازن الهرمونات أو أمراض مختلفة.

قد تستعين بصديق جيد، مسكن الألم، ولكن إذا لم يستطع هذا القرص إزالة الألم، فربما كنت لا تتناوله بشكل صحيح.
ينبغي علينا أن نعرف كيفية تناول مسكنات الآلم بطريقة صحيحة، وإلا فإنها لن تكون مجدية.

إن أكثر المسكنات شيوعا هي حمض الساليسيليك (الأسبرين) والإيبوبروفين والباراسيتامول، مشيرا إلى أن ليس كل مسكن يصلح لكل مريض.

إذا كان سبب الألم معروفاً، على سبيل المثال الصداع بسبب السفر أو الأرق، فلا بأس من العلاج الذاتي، غير أن المشكلة تبدأ عندما يكون الألم مستمراً.
وإذا لزم تناول مسكن الألم بشكل مستمر، فينبغي حينئذ زيارة الطبيب لتحديد السبب الحقيقي الكامن وراء الألم.

تُعد مسكنات الألم من أكثر الأدوية شيوعاً من حيث الإستخدام حيث إنها تساعد على تخفيف الألم سريعاً، غير أنه ينبغي تعاطي هذه الأدوية وفقاً لقواعد معينة لتجنب مخاطرها وآثارها الجانبية.

لذلك جهزت لكم لائحة الأخطاء الشائعة عند تناول المسكنات، إذا كنتم ترتكبون خطأ او أكثر منها فمن المفضل أن تغيروا عاداتكم.

1- مضاعفة الجرعة
- عندما يصف لكم الطبيب مسكناً للألم، فإنه يلائم الجرعة التي من شأنها أن تمنح التخفيف الأقصى للألم. مضاعفة الجرعة مرتين أو ثلاث مرات لا تضمن المزيد من تخفيف الألم أو التأثير الأسرع للقرص.

- لذلك قد يزيد تغيير الجرعة، أغلب الأحيان، من الآثار الجانبية السلبية، في الواقع، في بعض المسكنات، إذا كان قرص واحد لا يزيل الألم، فان تناول القرص الثاني والثالث قد يلغي كليا عمل القرص الأول.

- لذلك، في حال تناولتم مسكن ألم معينا ولم يساعدكم بما فيه الكفاية – توجهوا إلى الطبيب للتشاور معه حول هذا الموضوع، وربما تكونون بحاجة إلى تغيير الدواء.

2- من المفيد دمج نوعين مختلفين من مسكنات الالم
- كل مادة مسكنة مكونة من مادة فعالة مختلفة، وتعمل بشكل مختلف.
إذا كان لديكم عدة أنواع من المسكنات في المنزل وكنتم تعتقدون أن "الكوكتيل" (أو مزيج) منها قد يضمن تخفيف الألم فكروا في الأمر مجدداً.
- ليس فقط لأنه من المحتمل ألا تشعروا بتخفيف الألم، بل ربما يكون هذا العمل خطيرا وقد يشكل خطرا عليكم.

3- عدم قراءة التعليمات الملصقة
- في كثير من الأحيان، نحن نشتري المسكنات من دون وصفة طبية ومن دون قراءة نشرة التعليمات المرفقة، أي أننا لا نعرف ما الذي نتناوله.
-فإذا قمتم بخلط هذه الأدوية مع أدوية تحتاج إلى وصفة طبية أو أخرى من دون وصفة طبية، فقد تصلون إلى حافة الجرعة الزائدة.

4- شرب الكحول مع مسكنات الالم
- بشكل عام، يؤثر تناول المسكنات والكحول كل منهما على الآخر.
فالكحول يمكن مثلا أن تؤدي بكم إلى السكر، ودمجها مع مسكن الألم، الذي يحتوي على المواد التي يمكن أن تسبب التشوش، يمكن أن يكون خطيرا جدا.
- حتى لو شربتم كمية قليلة من الكحول، مع مسكن للألم - فمن الأفضل ألا تقودوا السيارة، بشكل عام، يوصى بعدم شرب الكحول مع المسكنات في نفس الوقت.

5- دمج مسكنات الالم مع أدوية أخرى
- كثيرون يتناولون مسكنات الألم من دون التفكير في الأدوية، الأعشاب الطبية، المكملات الغذائية الأخرى التي يتناولونها بانتظام. مثل هذا الخلط يمكن أن يؤدي إلى تعطيل فاعلية أحد الأدوية.

- على سبيل المثال، الأسبرين يمكن أن يؤثر على عمل أدوية معينة لمعالجة مرض السكري، بينما الكودائين أو الأوكسيكودون يمكن أن يعرقل عمل بعض مضادات الاكتئاب.

لذلك، إذا كنتم تتناولون أدوية معينة بانتظام وتريدون تناول مسكن للألم أيضا، فيتوجب عليكم أن تحققوا من كون هذه الأدوية لا تتعارض مع بعضها البعض.

6- القيادة تحت تأثير الأدوية
- ربما لا تبدو القيادة تحت تأثير الباراسيتامول على هذه الدرجة من السوء، ولكن بعض المسكنات يمكن أن تسبب التشويش، ومن المعروف أن ردات الفعل أو التأثيرات الجانبية للأدوية تختلف من شخص إلى آخر.
- بعض الأشخاص يصيبهم تشويش شديد وتعب تحت تأثير المسكنات. ولذلك، فإن هؤلاء يُنصحون بالامتناع عن قيادة السيارة، حتى ولو تناولوا قرصا واحدا فقط لا غير (تذكروا... القرص الواحد ليس أضعف من اثنين)!

7- تقاسم الأدوية مع الآخرين
- غالباً يتشارك الناس مسكنات الألم التي تستلزم وصفة طبية، من أفراد العائلة للأصدقاء وللجيران. علينا أن ندرك أنه ليس كل دواء مناسب للجميع، وهذا ينطبق أكثر عندما يتعلق الأمر بأدوية تحتاج وصفة طبية.
- هذا الدواء تم وصفه لمعالجة مشكلة معينة ولشخص معين من قبل الطبيب الذي يعرفه ويعرف مشكلته، حيث قام بملائمة الدواء والجرعة المناسبة للمشكلة الخاصة لدى هذا الشخص.

- ما يصلح للبعض لا يصلح للآخرين، وما يلائم لمعالجة نوع من الألم قد لا يلائم لمعالجة نوع آخر من الألم، ربما كنتم تتقاسمون أدويتكم رغبة في المساعدة، ولكنكم قد تتسببون بالمزيد من الضرر في نهاية المطاف.

8- عدم التحدث مع الصيدلي
- عدم قراءة نشرة التعليمات المرفقة بالدواء هو خطأ واحد، ولكنه مفهوم، فالنشرة لا تكون مكتوبة دائما بشكل مفهوم وبعض المعلومات ليست واردة فيها أصلا.
- عند وصولكم للمنزل قد تدركون أن نشرة التعليمات غير واضحة، وليس هنالك من تستطيعون التشاور معه ما لم تعودوا إلى الطبيب لطرح السؤال والاستفسار فقط، ومعظمنا لا يفعل ذلك، لهذا بالضبط يوجد الصيدلي.
- عندما تشترون دواءً مسكنا للألم، حتى ولو كان لا يستلزم وصفة طبية، اقرأوا نشرة التعليمات خلال تواجدكم في الصيدلية، وإذا كان لديكم اية تساؤلات – فيمكن أن توجهوها إلى الصيدلي.

9- تخزين مسكنات الألم "لحالات الطوارئ"
- يميل الكثيرون إلى "تخزين" الأدوية لتكون في المنزل، في متناول اليد عند الحاجة. المشكلة هي عندما تنتهي صلاحية هذه الأدوية، وخاصة إذا تم تخزينها في ظروف غير مناسبة (مثل الرطوبة).
- لا فائدة لمثل هذه المسكنات، بل إنها تصبح ضارّة. عندما تقومون بشراء المسكنات دون وصفة طبية، تحققوا بعناية من تاريخ انتهاء صلاحيتها، وتأكدوا من عدم استخدام المسكنات المنتهية صلاحيتها.

10- كسر الأقراص بالقوة
- العديد من الأدوية يجب تناولها كما هي وإلا فإنها لن تكون فعالة، فإذا كان هناك خط في منتصف القرص للقطع – فيجب قطع القرص بالخط المرسوم، وإذا تعذر ذلك يجب بلع القرص كاملا، إذا لم يخبرك الطبيب غير ذلك.
- عند قطع القرص في مكان غير الخط أو القرص الذي لم تكن فيه علامة خط القطع، قد لا يساعدكم الدواء على النحو الذي تريدون، ناهيك عن الطعم المر، حيث أنكم تكونون قد قطعتم الغلاف المغلف للقرص.

ياريت نأخذ التعليمات والمحاذير السابقة بعين الجد والاهتمام علشان صحتكم غاليه علينا ...

قبل ما أختم مقالى أحب اقولكم عن مثل واحد لتأثير المسكنات على الادويه التى تستعمل:
تداخل دوائي خطير بين اماريل و اسبرين
تناول دواء اماريل Amaryl  الذي يستخدم لعلاج مرض السكر " ارتفاع نسبة سكر الجلوكوز بالدم " اذا تم استخدامه بنفس الوقت مع الاسبرين Aspirin  فإن ذلك قد يؤدي إلى حدوث انخفاض خطير في مستويات السكر بالدم و دخول المريض بغيبوبة سكر Diabetic coma والوفاه!!!
و السبب ؟

لأن الأسبرين له قابلية ارتباط  ببروتينات الدم أكثر من مادة جليمبريد المادة الفعالة في دواء أماريل و هذا الارتباط للأسبرين يجعل كمية كبيرة من جليمبريد تتحرر في تيار الدم و تؤدي تأثير مضاعف يؤدي لحدوث انخفاض شديد لمستويات الجلوكوز في الدم و في النهاية تحدث غيبوبة انخفاض مستوى السكر .

في الظروف العادية " بدون أسبرين " فإن نسبة من مادة جليمبريد ترتبط ببروتينات الدم و تكون غير فعالة و نسبة قليلة فقط هي التي تؤدي للتأثير المطلوب و لكن عند تناول الاسبرين معه تتحرر كمية أكبر و تحدث هذه الاعراض .

الحل : أن يقوم الطبيب بضبط جرعة أماريل بحيث ينتقل المريض من تركيز أعلى لتركيز أقل عندما يكون هناك ضرورة لتناول الاسبرين معه .
ربنا يمتعكم بالصحه والعافيه...
د. أمير فهمي زخارى المنيا